• ×
  • دخول
  • تسجيل
  • 11:35 مساءً , الأربعاء 11 شوال 1446 / 9 أبريل 2025 | آخر تحديث: اليوم

الشيخ عبيد الرعوجي. في ذمة الله

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
 رحم الله والد الجميع
الشيخ عبيد بن سعد الرعوجي
-كم هي لحظة عصيبة وفاجعة كبيرة حين تفتقد والداتك، ثم بعدها والدك. ألم كبير وإحساس عميق في أنك أصبحت وحيداً دونهم، حتى لو كنت كبيراً في عمرك أنه الشعور بالضعف أحياناً، وبالخوف أحياناً وشعور بأنك ستواجه الحياة وحدك، وإحساس بفراغ عظيم لا يملئه أحد غيره، ولكن عزاءنا في ذلك أنه ليست هي النهاية، بل هو انتقال من دار إلى دار. إلى ما هو أفضل وأحسن عند الله عز وجل.
-توفي والدي الشيخ عبيد بن سعد الرعوجي رحمه الله، بعد معاناة مع المرض سنين عديدة.
-توفي وهو صابر محتسب مستسلماً لأمر الله غير جازع ولا هالع.
ولعلي أتحدث عن جزء من سيرته التي لا يكفيها أسطر، ولعل الله ييسر أن تخرج في كتاب إن يسر الله:
-فحينما أتحدث عن والدي، فأنا لا أتحدث عن والدي فقط، فهو والد للجميع حيث عاش في كنفه أناس كثر واستفاد من علمه وجاهه آخرون.
-وعندما يرجع بي الزمن أتذكر بعضاً من صفات والدي رحمه الله، كيف كان حرصه على الصلاة، وكيف كانت تربيته لنا على أدائها والحرص عليها، حيث كان يعاقبنا على فوات الركعة كيف لا! وهو من أهل الصف الأول، فمكانه في المسجد معروف، ويشهد الجميع له بذلك .
-كان المؤذن يستخلفه والإمام ينيبه أحياناً، كان صوته في الأذان خاصة في صلاة الفجر له نفحة خاصة تسري في روح من يسمعه تجعله يبادر إلى أداء الصلاة، عندما ينادي الصلاة خير من النوم.
-وكان إذا صلى أماماً تسمع صوتاً رخيماً جميلاً بالقراءة النجدية، يجعلك تعيش مع الآيات والقرآن ويشعرك بالأمن والاطمئنان، وكيف لا وهو الذي يختم القرآن الكريم كل ثلاث ليالٍ، لم يكن حافظاً للقرآن، ولكن كان يحفظ كثيراً منه، و يتقن ويتدبر آيات القرآن مع من بجواره في المسجد.
-والدي رحمه الله كان من أصحاب قيام الليل، ولا زلت أذكر كلام والدتي رحمها الله حيث تقول: والدك من أهل قيام الليل، ولا أذكر أنه ترك القيام لا في سفر ولا في حضر، وسألته مرة عن ذلك فسكت، ثم قال وهو يبكي، والله يا ولدي أني أتلذذ بقيام الليل مثل الرجل الذي ينتظر عروسته، وأني أتلذذ بالمناجاة عند الأسحار، فيخرج ما في نفسي، فأجد الأنس والانشراح.
-والدي رحمه الله من أهل الصدقة والإنفاق، فكان لا يرد سائلاً ولا مسكيناً ويعطي ويكثر من العطاء، ويقول ربي أكرم وأعظم، ولما عاتبه أحد الحاضرين على الانفاق، قال: مالك هو ما انفقت لا ما ادخرت.
-كان والدي رحمه الله بابه مفتوح للضيوف والزوار، فلم يغلق بابه أبداً والجميع يجتمعون عنده.
-وكان والدي يحب العطاء والبذل.
-وكان رحمه الله يكثر الهدية، فكثيراً ما كان يهدي لأبنائه وأقاربه ومعارفه كلٌ على حسبه.
-كان والدي رحمه الله صاحب صلة رحم يصلهم ويتعاهدهم بالزيارة والصلة.
-كان والدي رحمه الله مهيباً لا يحب كثرة المزاح والضحك والقال والقيل، يحب الجد والعلم ويحب أهل العلم والصلاح.
-كان يعمل مع الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله في الإفتاء قبل أن ينتقل إلى وزارة العدل في بريدة، فقد عاشر وجالس أهل العلم وكبار المشايخ ونال من علمهم وأخذ من سمتهم، فكان والدي يحمل العلم والعمل، ويقول: لا بارك في علم لا ينفع.
-وكان والدي رحمه الله مرجعاً وحكيماً عند حدوث الخلافات والشدائد، فهو ركن من أركان الأسرة فقوله مقبول وتوجيهاته تؤخذ ويعمل بها.
-كان والدي رحمه الله لطيف المعشر سهلاً هيناً ليناً ندي اليد باسط الوجه.
-في آخر حياة والدي رحمه الله مرض مرضاً شديداً وصبر واحتسب وكان يردد كثيراً الحمد لله على كل حال، وكنت أذكره بأجر الصابرين، فيرفع يديه ويقول: اللهم اجعلنا منهم.
-توفي والدي رحمه الله بعد معاناة مع المرض ضارباً لنا أروع الأمثلة في الصبر والاحتساب.
غفر الله له وأدخله فسيح جناته وجمعنا وإياه في جنات النعيم، غفر الله له وأدخله فسيح جناته وجمعنا وإياه في جنات النعيم. ونتمثل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم كما عند البخاري: (إن العين تدمع والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا).
وأقول: (وإنا لفراقك ياوالدي الغالي لمحزونون).

وكتبه ابنه
نواف بن عبيد الرعوجي


بواسطة : محمد المنصور محمد المنصور
تعليقات 0 إهداءات 0 زيارات 528 التاريخ 09-07-1446 04:03 مساءً
التعليقات ( 0 )

القوالب التكميلية للأخبار