• ×
  • دخول
  • تسجيل
  • 01:17 صباحًا , الإثنين 23 جمادي الأول 1446 / 25 نوفمبر 2024 | آخر تحديث: 05-20-1446

تصرم الأيام / مقال لفضيلة الشيخ محمد ابن نونان الفريدي

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
 بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد.
ما أسرع تصرم الأيام، وانقضاء الشهور والأعوام، كيف مضى عام بهذه السرعة؟كنا بالأمس في أول العام،ونحن بالأمس ودعناه،وانقضى ودخل غيره! ونحن نتسأل
هل ذهبت بركة الأوقات فلم نشعر بتصرِّمها؟!
أم أنناقدأدركنا علامةمن علامات الساعة؟تكون السنة فيها كالشهر؟ فوالله كأن سنيننا شهورا..أم أنها نعمة من نعم الله على عباده،قدوسَّعَ لهم في الرزق، وعافاهم في البدن،وأنعم عليهم بالأمن؛فلم يشعروا بمضي الأوقات،ولا بتعاقب الليل والنهار؟
فهل يشعر بمضي الساعات من سلم من الأسقام؟ وهل يحس بمرور الأيام من كُفِي هم الرزق؟ وهل يُحس بانقضاء الشهور من أمِنِ في ماله ونفسه وعرضه؟
سنة كاملة بساعاتها، وأيامها، وشهورها، فكم عملنا فيها من أعمال قد نسيناها، لكنها عند الله محفوظة، وفي صحائف الأعمال مرصودة،في كتاب لايغادر صغيرةً ولاكبيرةً الا احصاها ووجدوا ماعملوا حاضرا ولايظلم ربك احد...
وغدًا سنوفاها
{يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ}
كم يتمنى المرء تمامَ شهرِه! وهو يعلم أن ذلك يُنقص من عُمُرِه؟ كيف يفرح بالدنيا من يومُه يهدِمُ شهْرَه؟ وشهرُه يهدِم سنتَه؟ وسنتُه تهدِم عُمُرَه؟ كيف يفرح من يقودُه عمرُه إلى أجلِه، وتقودُه حياتُه إلى موتِه؟
قال الحسن البصري:يا ابن أدم إنما أنت أيام، كلما مضى منك يوم مضى بعضك.
إنـا لنفرح بالأيامِ نقطَعُها
وكـلُّ يومٍ مضى يُدْني من الأجلِ
فاعمل لنفسك قبل الموت مجتهدًا
فإنما الرِّبح والخسران في العمل.
عامٌ تولى و انصرم،وذهب من اعمارنا بين مولود ومفقود، وباك وضاحك،
اخوتي إن المؤمن لا يقلقه سرعة أيام الدنيا، وإنما يحزن على أيام لايعبد الله فيها، وإذا تمنى طول العمر فإنما يتمناه لأجل الطاعة تقربه الى مولاه..
تم الكلام وربنا المحمـــود
وله المكارم و العلا والجــود
ثم الصلاة على النبي محـمدٍ
ماناح قمريٌ وأورق عود
الاثنين غرةمحرم1443هجري

الشيخ/ محمد ابن نونان الفريدي


بواسطة : عبدالله حمد الفريدي عبدالله حمد الفريدي
تعليقات 0 إهداءات 0 زيارات 531 التاريخ 01-01-1443 10:38 صباحًا
التعليقات ( 0 )

القوالب التكميلية للأخبار