أمسى الشعب السعودي ليلة هانئة على قرارات ملكية تستهدف رفاهية الوطن والمواطن، وخدمات تطويرية تجديدية تخدم البلاد والعباد في مملكة الإنسان والإحسان ، ومن ذلك اعتماد قرار تعيين صاحب السمو الأمير منصور بن محمد بن سعد آل سعود محافظا لحفرالباطن . إنها فرحة مشاعرية شعورية عاشتها النفوس الحفرية في ذلك المساء الجميل،فأصبح الخبر حديث المجالس والقنوات الفضائية ؛ فرحا وسعادة وأنسا واستبشارا . حيث إن الآمال السعيدة إذا تحققت يكون لها طعم لاتنساه الأرواح مدى حياتها ، فها هو الأمل المرجو قد تحقق ، وهاهي الأمنية قد تمت بفضل الله وتوفيقه، ثم بقيادة رشيدة سديدة تتلمس حاجات الوطن ومواطنيه في جميع جهات الوطن الأربع .
.
إن محافظة حفرالباطن تتمركز بموقع جغرافي هام مهم ، فهي واجهة المملكة العربية السعودية من جهة الشمال الشرقي ، حيث تتجاور مع دولتين شقيقتين ، هما دولتا العراق والكويت ، وترتبط الكويت مع المملكة بمنفذ مركز الرقعي الحدودي التابع لمحافظة حفر الباطن . فالمسافر من دولة الكويت عبر منفذ الرقعي وحتى يخرج من منفذ الحديثة شمالا ؛قاصدا بلاد الشام لن يجد أكبر من عاصمة الربيع ( حفرالباطن ) مساحة جغرافية ، وكثافة سكانية ، ومدينة حيوية ، مما يعطي مؤشرا هاما لأهمية المكان ، كونه يحتوي على تلك الكثافة السكانية ،والمساحة الجغرافية ، والمدنية الحيوية. فتستحق المحافظة بذلك بأن ترتقي من كونهامحافظة ذات رقم ( أ ) إلى مونها منطقة إدارية مستقلة تضاف إلى مناطق الوطن الجميل الثلاث عشرة ، وهذا مانرجوه ونتمناه في قادم الزمن .
.
إن المتأمل في خمس السنوات الأخيرة يجد أن المحافظة تتطور نوعا ما ، من خلال تنمية مستدامة متواضعة لابأس بها في مجالات الحياة المختلفة .
.
فتعليميا ، افتتحت بالمحافظة جامعة تحمل اسمها ، تضم عددا من الكليات ونتطلع للمزيد ، وقضائيا ، افتتحت محاكم التنفيذ ، والمحاكم الإدارية ، معززة بكوادر قضائية عدلية متخصصة ، وأمنيا ، عززت المحافظة بسيارات الشرط والمرور ، والإطفاء إلى حد مقبول ، كما دخلت الآلة التقنية في الضبط الأمني المجتمعي كساهر مثلا .
.
وخدميا ، تحولت بلديتها إلى أمانة تشرف على بلديات فرعية في كل جهة من جهات البلد ، واقتصاديا : مازالت الأسواق تستجد افتتاحا وتنوعا وتوسعا شاملة أكثر السلع الحيوية بدقيقها وجليلها .
.
ورياضيا ، صعد فريقها السماوي ( نادي الباطن ) إلى دوري الممتاز ليعطي دعاية مجانية للبلد أكثر من أهل البلد تعريفا به ، مع منافسة شريفة مع فرق الدوري ، في منهجية متواضعة النتيجة ؛ لمحدودية الإمكانات .
.
ومما استجد في التطور في المحافظة مؤخرا هو تعيين صاحب سمو أمير ؛ ليكون محافظا لها، فيدخل تاريخ المحافظة من أوسع أبوابه ، بكونه أول محافظ يحمل صفة الإمارة من سلالة الأسرة المالكة ( آل سعود )-وفقهم الله – مما يجعل الآمال بعد الله تنتعش قربا ، وتترقب تحققا ، وتتطلع إيجادا ، فالمحافظة عتيقة ، والمحافظ الجديد سيشق طريقه ، بصلاحيات النظام المهاب ، وبالثقل الوصفي والاسمي المعتبر .
.
ومن تلك الآمال الأهلية المنشودة ، هو حوكمة الدوائر الحكومية ، والمؤسسات الرسمية وفق قياس رقمي تطويري دقيق يعطي حقيقة نتاجها وإنتاجها ، من خلال رضا مراجعيها بدقة واقعية ، وشفافية ناصعة ، فالدوام بالإنتاج خير من الدوام بالزمن ، وما الزمن إلا وعاء للإنتاج وظرف له لو تأمل البشر .
.
إن المحافظة تتسع يوما بعد يوم ، وما حركة العمران وتشييد البناء في المحافظة إلا دليل واقعي لذلك الاتساع ، مما يجعل تسريع توفير الخدمات البلدية أمرا بالغ الأهمية . فالنظافة ومراقبتها ، والطرقات وصيانتها ، والسيول وتصريفها ، والأسواق ومتابعتها ، والمطاعم ومعاينتها ، والحدائق وتهيئتها ، هي لسان حال المواطن الحفري مناشدة ومطالبة للمسؤول ؛ لقصور خدمي نسبي ملحوظ .
.
إن إدراك الواقع بوعي ذاتي يقظ ، وبعين لاحظة مستدامة تعين على جودة الأداء ، وتريح الفكر في الوصول إلى الحقائق بزمن نسبي موجز . وتعطي تقريرا مفصلا عن البلد في جميع مجالاته ، وتقيس مدى تطوره ، وحال تمدنه ، وحركة نشاطه ، ونتاج مسؤوليه ، ورضا ساكنيه .
.
المناشدات كثيرة ، والتطلعات أكثر ، والأنس الحياتي الرفاهي الصحي الآمن هو خلاصة منشود الأهالي والمجتمع الحفري أجمع . فأهلا بصاحب السمو الأمير منصور في عاصمة الربيع محافظا ، نصره الله بالحق ، وجعل أعوانه وجلساءه أهل الحقيقة والأفكار النيرة الدقيقة الأنيقة في كل مجال حياتي معتبر . وحقق عليه يديه ، مبتغى الأهالي ، وتطلعات القيادة من النجاح والتطور الإيجابي لتصبح عاصمة الربيع حديث الركبان في جميع وجوه الحياة ومجالاتها في عهد سموه في مستقبل الزمن .
بقلم علي سعد الفريدي
المصدر / صحيفة حفر الباطن
http://www.minsaa.com/html
2