شجون من عجلون .
في غرة شهر مارس الميلادي ، وفي بداية جمادى الآخرة الهجري تحط الرحال بنا وادي الريان في دير أبي سعيد ، وفي أوصرة عجلون الأردنية الجميلة .
هناك الشعور والمشاعر تتجدد حيث الربيع يتكلم حسنا ، والورد بألوانه يتراقص جمالا ، والتأمل الحياتي الكوني يصل ذروته . هناك تعيش الحواس طبيعتها ، وتستعيد الروح انتعاشها ، ويزداد النبض القلبي فرحا وأنسا .
إن وردا متلونا يتراقص أمام عينيك حينما تمد ناظريك يجعل روحك تتلون أنسا ، وتتلذذ عافية وجمالا .
الريان ، واد في عجلون يسحر الأنظار من جماله ، ويروي ظمأ النفوس المتعطشة للجمال الكوني والمتلذذة لرؤيته .
هذا جمال كوني أرضي في دنيانا ، فكيف بريان الآخرة عندما يكظ زحاما لايدخله إلا المؤمنين الصائمين إلى جنان الله التي فيها مالايخطر ببال بشر .
إن الاقتراب من الطبيعة في زمن ربيعها منهج حياتي جميل ، يعيد للجسد توازنه ، ويجعل الفكر متأملا صنع الله الذي أتقن كل شيء ، بل وينطلق اللسان حمدلة وذكرا وشكرا .
في جبال عجلون الخضراء المطلة على وادي الريان ، قصة إبداع أخرى تتعب الفلاشات الجوالية والأجهزة الاتصالية التواصلية من توثيقها . حيث نبات الأقحوان ، والفيجن ، والقرطة ، وخبزة الراعي ، والسرو ، والديدحان ، والخبيز ، تميل مع الهبوب النسيمي حيث مال ، كأنها تحاكي ترحيباً صادقا انبثق من شفتي رجل كريم أنيس .
مناطق الربيع تلك تسر الخاطر ، وتبهج الناظر ، ويدرك الباصر بحق وحقيقة أن بركة الشام الواردة في النصوص الشرعية تشمل عموم مناحي الحياة وجميع مجالاتها . إنسانا وزمانا ومكانا .
إن الكلم الوصفي أحيانا يتوقف .
وإن الحروف الهجائية أحيانا تصمت .
وإن سبك العبارات أحيانا يخفت .
لأن لغة النظر أقوى وأشهى وأعبر وأخطر .
وهنا يتوقف حرف قلمي ، ويبقى دليل الصدق هما عيناك ، فمتعهما قراءة لهذا المقال في تلك الجبال .
عجلون / الأردن .