سعادة زمن تعود .
أقبل العيد يسوق أفراحه وانشراحه ، وتهانيه وتبريكاته ، ومشاعره وحلاواته ، وبسمته وإشراقاته .
إن العيد قطعة زمن تتجلى فيها النفس بأحلى صورة ، وأفضل سلوك ، وأصفى شعور ، وأحسن سيرة . وأجمل نهج ومنهج .
في العيد تعلو الابتسامة محيا البشر ، وتنساب الدعوات الصادقات الصافيات من بين شفاههم تهنئة وتبريكا .
في العيد يلبس الجديد ،فينتشر الفرح ، وتفوح السعادة ، ويفيض الفرح ، ويتقارب البشر ، وتغيب الكآبة والأحزان ، ويظهر الإحسان ، وتسفر الوجوه ، وتبتسم المشاعر ، وتستبشر النفوس . وتستروح روائح الأنس والجمال ، وتستذوق الطيبات ، ويتنعم الإنسان بالزمان .
في العيد يتراحم الخلق ، وتحضر البركة ، وتظهر إنسانية الفطرة ، وتنهزم فجوة التعالي ، ويسود التواضع، وتحضر المكرمات .
إن العيد جمال يوم ، عنوانه الإحسان ، وشعاره الحب والإيثار ، ونهجه القرب ، ولذاذته الإخلاص ، وحلاوته الهدايا ، وبشاشته التحايا ، ومنهجه الترفيه . وحقيقته شكر الله فيه .
كفى العيد جمالا وكمالا أن يعيد البشر إلى الحقيقة ، وأن يقودهم إلى استشعار الحياة ، وأن يحثهم على الإخاء تطبيقا عمليا من خلال قداسة شرع وروحانية زمن .
وما حضور صدقة الفطر ، واجتماع المسلمين في صلاة واحدة ، وتبادل التهاني والتحايا والهدايا إلا رمزية إخاء وصفاء ونقاء وإيحاء لو كان البشر يشعرون .
إن السعادة معنى تجمح إليه النفوس ، وتفتش عنه الأرواح ، وربما كانت حاضرة بسبب زمان أو مكان أو إنسان ، وما العيد إلا وضوح تلك الصورة بأبهى حللها نمذجة وتطبيقا ؛ لذا فلا غرابة أن يوصف العيد بالسعيد ، سجعا وتجانسا .
( عيد سعيد ) كلمتان تشابهت في ثلاثة حروف ، وزادت الثانية المعنية بالسعادة بحرفها السيني الأول ، والذي يحاكي منشارا يقرض كل ما يعكر صفو ذلك اليوم وإشراقاته وبشاشاته .
إن العيد بركة زمن ، ونعمة من الله ذات ثمن .إذ يكفى تشريعه من وحي السماء ، وله أسرار لايسطرها قلم ، ولايلفظها فم في كلم .
وكل عام وسنابل أفراحكم تعلو بخير وخيرية ، وقرب وتقارب ، وتسامح وتراحم وتمازح .
عيدكم مبارك ، ومبارك عيدكم ، وكل عام وأنتم إلى الله أقرب .
بقلم : علي بن سعد الفريدي .
2