
بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على خير خلق الله وبعد
أيام تتكرر وشهور تتوالى وسنين تتعاقب ولا يزال هذا الضيف العزيز ينشر عبيره فيها
وكانت البشرى تُزَفُّ من النبي الكريم بقوله: (أتاكم رمضان شهر مبارك فرض الله عز وجل عليكم صيامه تفتح فيه أبواب السماء وتغلق فيه أبوب الجحيم وتغل فيه مردة الشياطين لله فيه ليلة خير من ألف شهر من حُرِم خيرها فقد حُرِم)
إنها البشارة التي عمل لها العاملون. وشمر لها المشمرون. وفرح بقدومها المؤمنون
وفي استقبال رمضان
لابد أن تتأهب له قبل الاستهلال بنفس بقدومه مستبشرة ولرؤية هلاله منتظرة وهذا من تعظيم شعائر الله {ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ}
ولذا كان السلف يعتبرون دخول شعبان بمثابة الفترة التدريبية التي تسبق دخول مضمار السباق والبوابةَ الممهِّدة للدخول في السباق الأخروي، وأيقنوا أن الخيل التي لا تُضمَّر ولا تَتَدرب لا تستطيع مواصلة السباق وقت المنافسة كما ينبغي بل قد تتفاجأ بتوقّفها أثناء الطريق
والعاقلُ من عرف شرف زمانه، وقيمة حياته وعظّم مواسمَ الآخرة واستعد لهذا الضيفِ
من الآن، وهيأ قلبَه ليتلقى هبات الله له بقلب سليمٍ،
إن هذا الضيف القادم علينا ضيف عظيم مبارك، فينبغي علينا أن نستقبله أعظم الاستقبال وذلك بإصلاح القلوب وتطهيرها حتى تصلح لاستقبال هذا الضيف الاستقبال اللائق به، وإنما يكون إصلاح القلوب بفتح صفحة جديدة نقيةصفحة طاهرةنظيفة وتوبةٍ صادقة
فعلى المسلم أن يتهيأ لشهر رمضان بالاستبشار والفرح والسرور، وأن يشرَع بتجديد تعلم أحكام الصيام، وتذكر آدابه وسننه وأعماله
ليحقق الواجبات والمندوبات، ويتجنب المحظورات والمفسدات ليكون صومه مقبولًا وعمله مبرورًا
وسعيه في هذا الشهر مشكورًا
وفق الله الجميع لكل خير
محمدالنونان.. حائل
الخميس21-8-1446هـ