{ النفس المطمئنه }
بسم الله والحمدلله والصلاةُ والسلام على رسول الله وبعد،،
وصول النفس البشرية إلى الاطمئنان هي غاية كل مؤمن، ومسعى كل مخلص، ومتى رأى الله من العبد جهدًا في علاج نفسه ومجاهدتها، أعانه، وهداه السبل، ويسر له طُرق الوصول إلى مراقي الصعود، ومراتب القرب والأُنس به (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ)
والنفس المطمئنة نفس قد سكنت إلى ربها وطاعته وأمره ونهيه وذكره وكل مايقرب اليه.
ومتى حلت الطمأنينة في ربوع القلب ترقّى صُعُدًا في معراج الإيمان السامقة
﴿ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ ﴾
وبتلك الطمأنينة تطيب الحياة وتزدان ويطيف بها السرور وإن برّحتها الآلام، يقول الله تعالى ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾
والنفس لا تستقيم إلا بمجاهدة،ولا تذعن إلا بمصابرة،
ومتى مابذل الإنسان وسعه وطاقته في ترقية نفسه حصل له مقصوده، ووصل إلى غايته ومراده..
وما تزال تُحفُ البشائر تتوالى على رحاب تلك النفس المطمئنة حتى تبشر بالرضا من الله عليها وبرضاها عن جزاء الله لها وهي ترجع إلى الأجساد التي عمرتها بالعبادة في الدنيا لتساق وفود المتقين إلى الرحمن وجنته
﴿ يَاأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي ﴾
وطيب حال النفس انما يكون بقدر مافيها من طمأنينةٍ تسكبُ فيهاالسكينةَوالهدوء والاستقرار
واخيراً أيها الموفق المبارك
اعلم أن لبلوغ غاية الطمأنينة السامية سبلًا تفضي إليها،
ووسائل تقودُ اليها
قد أوضحتها النصوص
نص من القرآن أو من سنة
وطبيب ذاك العالم الرباني
وقد رغبت في سلوكها وحثت عليها ودعت اليها
وهنيئاً لمن عرفها ولزمها قولاً وعملا باخلاصٍ وحسنِ متابعة
اللهم إنا نسألك نفوساً مطمئنة تؤمن بلقائك وتقنع بعطائك، وترضى بقضائك.. اللهم آمين
1443-5-16
2