{شكرالنعم}
بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد..
إن نعم الله علينا كثيرةلا تعدّ ولا تحصى،{وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا} ومن أعظم نعمه تعالى أن جعلنا مسلمين فالدين والإيمان والثبات على الدين أكبر نعمة، والامن في الأوطان والصحةفي الابدان نعمة وتمييزنا عن سائر المخلوقات بالعقل نعمة، وجميع أعضاء الجسد نعمة، والذريّة الصالحة نعمة، والقدرة على الحركة نعمة،والامن والامان نعمة وعن نعمة الإسلام نزل قوله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِينًا} وجميع هذه النعم تحتاج من العبد أن يشكر الله عليها، فبالحمدوالشكر ثم استخدامها في طاعةالله يديم الله النعم، ويحفظها ويبارك للإنسان فيها.وإن المسلم الحق يبقي لسانه رطبًا بذكر الله وحمده في الضراء كما في السراء،،
والآيات والاحاديث في هذا الباب لاتخفى على ذي بصيرة..قال شيخ الإسلام ابن تيمية: والعبد دائمًا بين نعمة من الله تحتاج إلى شكر، وذنب يحتاج فيه إلى استغفار، وكل من هذين من الأمور اللازمة للعبد دائمًا، فإنه لا يزال يتقلب في نعم الله وآلائه،قال الله تعالى{فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ}
ويكون شكر العبد لنعم الله بتحقيق ثلاثة أركان،شكر القلب،وشكر اللسان،وشكر الجوارح،
إِذا كانَ شُكري نِعمَةَ اللَهِ نِعمَةً
عَلَيَّ لَهُ في مِثلِها يَجِبُ الشُكرُ
فَكَيفَ بلوغُ الشُكرِ إِلّا بِفَضلِهِ
وَإِن طالَتِ الأَيّامُ وَاِتَّصَلَ العُمرُ
إِذا مُسَّ بِالسَرّاءِ عَمَّ سُرورُها
وَإِن مُسَّ بِالضَرّاءِ أَعقَبَها الأَجرُ
وَما مِنهُما إِلا لَهُ فيهِ نِعمَةٌ
تَضيقُ بِها الأَوهامُ وَالبرُّ وَالبَحرُ
وتآمل معي هذه الآية العظيمة {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ}
قال ابن القيم رحمه الله:كان السلف يُسمُّون الشكر: الحافِظ، الجالِب.لأنه يحفظ النعم الموجودة.والجالب:لأنه يجلب النعم المفقودة..
إِذَا كُنْتَ فِي نِعْمَةٍ فَارْعَهَا
فَإِنَّ الذُّنُوبَ تُزِيلُ النِّعَمْ وَحُطْهَا بِطَاعَةِ رَبِّ الْعِبَادِ
فَرَبُّ الْعِبَادِ سَرِيعُ النِّقَمْ
اللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك.اللهم امين
الثلاثاء21-2-1443
2