بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله.وبعد..
كثيرةٌ بِحمدِ اللهِ قِيمنا العاليةُ وأخلاقنا الفذَّةُ، وإليكم خُلقٌ عظيمٌ, كَتَبَهُ اللهُ تعالى وأمرَ به في كلِّ عملٍ, وحقيقةً هو لُبُّ الإيمان ِوروحُه وكمالُه وثَمَرَتُهُ، أمرَ اللهُ به فقال(وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)
وبيَّنَ ثَمَرَتَهُ فقالَ(هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ)
ومن تأمَّل آياتِ القرآنِ الكريمِ والسُّنَّةِ النَّبَويَّةِ اتضح له أنَّ دائرةَ الإحسانِ تشملُ جوانبَ الحياةِ كلِّها عقيدةً وعبادةً ومُعَامَلةً وأَخلاقاً, فكلُّ عبادةٍ لابدَّ لها من الإحسانِ والإتقانِ والإخلاصِ
وكلَّما كانَ العملُ أحسنَ كان الأجرُ والثوابُ أتمَّ، فَخُذ على سبيلِ المثالِ إحسان وإتقان الوُضُوءِ والصَّلاةِ,
عن عثمانَ بن عفان رضي الله عنه قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:
(مَا مِنْ امْرِئٍ مُسْلِمٍ تَحْضُرُهُ صَلَاةٌ مَكْتُوبَةٌ فَيُحْسِنُ وُضُوءَهَا وَخُشُوعَهَا وَرُكُوعَهَا إِلَّا كَانَتْ كَفَّارَةً لِمَا قَبْلَهَا مِنْ الذُّنُوبِ مَا لَمْ يُؤْتِ كَبِيرَةً وَذَلِكَ الدَّهْرَ كُلَّهُ)
لقد كَتَبَ اَللَّه اَلْإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ, حتى حالَ الذَّبحِ والتَّذكِيَةِ، فقد قال رسولُنا صلى الله عليه وسلم(إِنَّ اَللَّهَ كَتَبَ اَلْإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ, فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا اَلْقِتْلَةَ, وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا اَلذِّبْحَةَ)
فالاحسان اذاً الى الآدميين من باب اولى
واعلى درجةالاحسان في القرابة الوالدين والزوجة والاولاد
وحتى عندَ الخُصُومَاتِ والجِدِالِ فَلا أَنْفعَ من الإحسانِ في القَولوَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ).
ويَا مَنْ تريدُ معيَّة َاللهِ وَمَحَبَّتهُ:أَحسِن كَمَا أَحسَنَ اللهُ إليكَ(إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ)
يَا مَنْ تريدُ جنَّاتِ خُلدٍ ومُلكٍ لا يَبلَى:كنْ من المُحسِنينَفَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ)
والاحسان الكامل انما يكون في كل جوانب الحياة
واخيراً تامل معي هذه الآية الكريمة {إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ ۖ}
وفقنا الله واياكم لكل خير امين
محمدالنونان
1442-10-20
2