موت العقول.. أخطر..!
اللص الذي أمتهن السرقات كمصدر دخل له
تجده مع الأيام محترفاً، ربما الكاميرات لا تكشفه..!
وجدنا في برشلونة كثيراً من السياح العرب يشكون ويحذرون من المواطنين في هذه المدينة،
أحدهم قال: يسرقك وأنت تناظر..!
تذكرت قصيدة خالد الفيصل:
سرقني ما دريت إنه سرقني
سلبني وأحسب إني فاطن له
حتى الاحتراف في أي حب.. خطير!
العقول التي تسيّر من قبل النفس سواء في الطريق الصحيح أو الخطأ تتسع فيها المعرفة بالخبرة والممارسة، لأن العقل يتسع كلما حركته،
ويطفأ حين تطفئه بعدم حركة البدن وحركة العقل نفسها، فمن جلس في حجرته دائماً وبيئته جعل عقله محجوراً مثله، لأن ما بعد التأمل والتعلم: وساوس كثيرة وضيق أفق إن لم يخرج المرء من بيته، فالعقل كالنفس يحتاج إلى راحة وفسحة أرض وأمل، لهذا تجد المسافر أوسع إدراك من الرجل الذي لا يخرج من دولته وقريته ومدينته ..
العقل الذي كان يعمل في كل وقت قبل غزو الهواتف الذكية كان لا يتوقف ولا يشغله أي شيء عنه،
لا تأتيه المعلومات باردة،
بل تأتيه بعد عناء وجهد فتثبت، لهذا تجد العلماء الأفذاذ يتنقلون من دولة إلى دولة طلباً للعلم،
مع هذا المسير يتسع العقل بالحركة ويطيب الخاطر بالتنقل،وتأتي المعلومات وقد تطلع لها العقل بكل لهفة ! فأصبحوا علماء .
كم مرة ترجع للهاتف والملاحظات التي كتبت فيها متطلبات البيت وأنت في السوبر ماركت أو دكان الخضرة؟ كيف كنت قبل هذا الغزو..!
كنا أفذاذ قبل الغزو ، فالعقل من فرط الحماس في تقبل المعلومة يكاد أن يخرج من الجسم لينتشل المعلومة من الكتاب أو من العالم انتشالاً..!
كيف كنا قبل الغزو عندما كانت الدقائق التي تسبق النوم هي بمثابة المراجعة لليوم، feedback ،
تغذية راجعة لليوم، يتم فيه تحريك العقل، وفيه يستذكر الأشياء التي حصلت طوال اليوم من إشراقة الشمس حتى لحظة الامتداد على السرير ..
متى حاسبنا أنفسنا؟ فحساب النفس يحرك العقل،
ويعدّل المنهج، وتكتشف الأخطاء الدنيوية، والذنوب،
ويجمع شتات المسائل والفوائد الشاردة ..
افتقدنا والله ذلك بعد الغزو ..
لهذا أهيب بكل مسلم وعزيز علي،
أن يركز في حياته، أن لا يرمي عقله على وسائل التواصل فتتبعه لا أن يتبعها، عقولنا نعمة، ذاكرتنا أمانة،
لقد ضعفتَ مع هذه المعلومات المنوعة المشتتة،
فكيف يركز العقل وأخبار العالم تأتيه بالثانية؟
والله كأننا مراسلون صحفيون، فعدمنا الراحة،
ولم نجعل العقل يعمل بتركيز ، وإتحاد موضوعية،
حتى المجالس اليوم تعطي إنعكاس ذلك التشتت،
كلما حضّرت قصة أو (سالفة) عن موضوع لإلقائها تجد القوم دخلوا في موضوع آخر..!
٢٠ موضوعاً متنوعاً في ١٠ دقائق..!
ارجعوا للحفظ، عودوا لمحاسبة النفس،
عليكم بالتمارين والكتب التي تساعد على التركيز،
خففوا من وسائل التواصل، فمع تقليل هذه الأشياء ستزداد حركة العقل وتتمدد الذاكرة فوراً ..