وداعاً أبا طلال
وداعاً أخي ووالدي ضبعان بن عبيد بن دهيليس الفريدي ...
الكتابة في الفقد تشبة حد سيف مؤلمة وحادة ، فكل حرف نكتبه يسافر بنا لتاريخ وأزمنة وفضاءات من المجد والإرث العظيم الذي لايمكن أن ينتبت إلا في البيدا الخصبة
قبل أربعون عاماً ونحن صغار تضج مجالس الرجال بصوت أبا طلال ، كان لحضورة هيبة ومكانة ، أن تحدث أسكت الجهل وأن صمت أمطر المكان وقاراً
أن تحدثت عن سيرته فقد أحتاج أكثر من ثمانون عاماً في رحلة هذا العصامي الذي نشئ في كنف رجل كفيف حيث قساوة الصحراء وكرم جمرها وصهيل خيلها
ذات يوم قّبل رأس والدة أراد أن يهاجر لمدن العلم ، لمدن الإصرار والعزيمة
كان طموحه أن يرتدي قميص الأمن وقبعة السيفين والنخلة
فكان له مااراد
سنوات تطارد السنوات ومجد يعقبه مجد
كانت الرياض محطته الأولى في الأمن العام ، ولنبوغه ومهارته وقوة بديهته
رشح ليكمل دراسته في كلية الملك فهد الأمنية حيث كانت المدرسة التي تصنع الرجال وتصقل قدراتهم
بعد ذلك كانت محطاته كثيرة من سيهات في شرق الوطن لشماله وجنوبه
ليعود لنجد ويحمل على عاتقة ماكلف به من ولاه الأمر في قيادة شرطة محافظة عنيزة ثم شرطة محافظة الرس
بعد ذلك أراد أن يجعل آخر محطاته هي مدينة حائل مديرا لشرطتها
رحله ممتدة بالعطاء والشهامة والإخلاص والأمانة
ثمانون عاماً كيف أكتبها
واختزلها
رحمك الله أبا طلال
كلما أستصعب عليه من الأمر شيئا هاتفته أو زرته في منزله
في الأدب والتراث مدرسة
في الرواية جامعة
في العطاء حاتمي
كل عيد أعايدة في مجلسة المكتظ بقامات الرجال
يأخذ بيدي ويطلعني على (متحف الدهاليس )ويشرح لي مقتنياته
هذا سيف ، وهذا رمح
وتلك شلفاء
وفي المنتصف دلة الكرم شامخة بين تلك الامجاد
رحمك الله أبا طلال وجعل الجنة مثواك
بقلم ..عبدالله بن سلمان الفريدي
المصدر القصيم نيوز
2