• ×
  • دخول
  • تسجيل
  • 12:29 مساءً , السبت 21 جمادي الأول 1446 / 23 نوفمبر 2024 | آخر تحديث: أمس

العافية نعيم مترف عام الأبل العرف الأجتماعي والقبلي النوافل اسرار وفضائل اعتاق رقبة ماجد الفريدي تلزم كل فريدي بالمساهمه 94 عاماً من الرخاء والاستقرار الأجور الربانية دعوة كريمة من رمز اصيل من رموز قبيلة حرب ايام رمضان تسارع مؤذنة بالانصراف العشر الاواخر من رمضان

مقال للكاتب/ مرضي العفري الفريدي

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
ليال قضيناها في مصر

(١)
"أيــــا مصـر كوني كما كنت شمساً
وكــــوني قلاعــاً وكوني حصونا

وشتـــان بيـــن ظـــــلام كئيــــــب
وبيـــن ضيـــــاء يســــــر العيونا"


أما زيارتي لمصر كانت فوق الروعة،
وجدت فيها بغيتي التي كنت أنشدها منذ زمن،
بلد جميل، مليء بالآثار، والعقول النيرة في سائر النخب،
توقفت ساعات أمام المتحف المصري بفخامته الساحرة؛
وحفاظه على مقتنيات العصور الغابرة،
كالمعالم الفرعونية وعصر المماليك!


(٢)
لقد رأيت روح نجيب محفوظ
تجوب الشوارع، وسوق الحسين،

وكأنني شاهدت طه حسين يمشي على الرصيف نحو جامع الأزهر
وبيده اليمنى العصا
مرتدياً نظارته السوداء،
وتقوده بيده اليسرى زوجته الفرنسية،
كأنني سمعته يجادل معلم النحو جدالاً قوياً دون نتيجة تذكر،
فقط لأنه عنيد ذكي!

سمعت صرير قلم أحمد شوقي وهو يكتب عن دمشق
" سَلامٌ مِن صَبا بَرَدى أَرَقُّ
وَدَمعٌ لا يُكَفكَفُ يا دِمَشقُ "
رأيت بيته الذي تحول إلى متحف؛
فيه جميع مقتنياته وهندامه، وجوائزه،
ومكتبه المطل على النيل،
رأيت صور أبنائه، وغرفة الموسيقار محمد عبدالوهاب الذي أخرجه للحياة ..
وحافظ إبراهيم مقبلاً على منزله يسامره طول الليل!

في الطريق وأنا أسير كأنني مررت بمنزل رأيت فيه من تلك النافذة
حارس اللغة العربية محمود شاكر يرتب مكتبته الثمينة، وكتبه الصفراء..!

لم أنتهي بعد ..
ففي يوم الجمعة .. وفي صباح ممطر خيّل إلي أن جدران مصر تردد نبرة خاشعة فيها
بحة الشيخ الشعراوي يفسر الآيات من سورة ق ..

وحين جن الليل وأرخى سدوله
أشم من خلاله نفحات عذاب من ذكريات العقاد،
فأقول أين صالون عباس العقاد وخطوات أنيس منصور عليه؟
هل ما زال باقياً؟ إن كان باقيا فوالله إنه لصالون يتيم!

يا مصر..
ماذا أقول يا مصر .. يا منجبة العظماء؟

لقد رأيت وسمعت واستشعرت .. كل ذلك كان بروحي التي تفهم ميولي يوماً بعد يوم ..



(٣)

وحين يكون الحديث عن أهلها بشفافية ،
فأقول بكل صراحة لقد أفسد (بعضهم)
مكانتها الجغرافية والثقافية والعلمية والأدبية، لأسباب عدة:
أولاً: لأنهم يظنون أن الخليجي أبناءً لقارون،
وبعضهم يظن أنكم أخذتم الحياة عنهم وتركتهم متسولين ، فتجدهم يتسولون بعزة
ويحاولون أن يأخذون منك المال بالقوة لأنك بوطنه
ولأنكم تمشون فوق بحر النفط يا معاشر البخلاء..!

أتوقع أن حبهم للمادة والعمل نابع من قلة الرواتب وصعوبة العيش،
وقد تكون الأسباب في مساحتها الكبيرة، ووفرة السكان، وقلة الفرص،
وسوء الإدارة من الكبار ..

وقد هضمتُ نوعا ما موضوع الرشوة إلا في موضوع رجل الأمن،
وهذا يدل أن هناك فساداً طاغياً،
وإلا لماذا يجبر الضابط أن يأخذ منك فتاتاً من المال،
وهو صمام الأمان وحارس الدولة من الأعداء والاعتداء؟

ثم تشعر أن الممثلين والمطربين (والفن) بشكل عام جعلوهم بلطجية ،
أدلجوهم على ذلك بفنونهم،
هل نست هذه الأجيال الحضارة التي كانت قبل ١٠٠ عام والعلم والأدب والنظافة والترف الذي
جعلهم يغسلون شوارعهم بالماء والصابون؟
فمصر إبان الملكية كانت أوروبا ..
فما الذي تغير في واقعهم مع بقاء العظماء فيها؛
والعقول النيرة وقوة الأيدي العاملة النشيطة؟


ثم أنهم شعب عجيب، في بلد العجائب،
يتشاجرون وبعد خمس دقائق يضحكون مع بعض،
قلوب طاهرة مرحة .. لم أجدها في بقية الدول التي زرتها،
وهم شعب بسيط يعشقون العادات الشعبية والأكلات الشعبية والمقاهي وحياة البساطة ..


(٤)
أما القاهرة فهي المدينة التي لا تنام
وبدون مبالغة لا تنام إلا قليلاً ،
فقبيل الفجر تجد الشوارع مزدحمة،
والمحلات مفتوحة، والمقاهي عامرة مشعة..!
وفي الصباح الباكر يستيقظون مع الطيور،
ثم إنهم بسطاء، تجد النساء يعملن بالريف في الزراعة والري،
والرجال في صيد الأسماك،
وتجد الخيول والعربات تسابق السيارات في الطرقات!



(٥)

أعجبني فيها
المتحف المصري
الاهرامات
قصر محمد علي الخديوي
متحف أحمد شوقي
سعدت برحلة ممتعة على السفينة في نهر النيل كنا متجهين
إلى بيع العسل والريف القريب من القنطرة ..
رغم أن النيل ليس النيل الذي تمنينا أن نراه بصفائه، فالعوامل الخارجية أثرت عليه..


ثم أقول في نفسي بعد كل هذا لم أجد أثراً تأثرت به مثل زيارتي
لمتحف الشاعر أحمد شوقي، وحمدتُ الله أن رأي الرئيس السادات
كان مصيباً حين رفض أن يهدم ..

أما حينما يكون الحديث عن المطاعم التي أعجبت بها في القاهرة فهي كالتالي:

مطعم صبحي كابر
مطعم فرحات
مطعم خيمة المدني

بشكل عام ، مصر ثرية بالآثار التي ستنهض بها في قادم الأيام بإذن الله،
إذا جاءها من يعرف قيمتها،

أما التكلفة فيها رخيصة جداً
فقد تكفيك ١٠٠٠ ريال لمدة أسبوع!
حيث أن الريال يساوي : ٤ جنيه ونصف..


قبل أن أختم مقالي عن مصر الحبيبة أقول:
لدي أمل عظيم أن تعود مصر قوية جميلة
حتى لو كانت المعطيات لا تعطي الفأل الحسن،
فالجذور حية حتى لو جفت الأوراق والسيقان والأغصان!
وإن ذكرت بعضاً من السلبيات والإيجابيات عنها فهذا لا يدل
على النقص أو انطباعاً سيئاً عنها،
بل كل البلاد لديها مثل ذلك من الأشياء الجميلة وغير الجميلة ..
هم عمالقة هكذا رغم المعيشة الصعبة،
فكيف إذا فتحت الأرض عليهم زخرفها وكنوزها؟


سررت بك يا مصر ..
مرضي العفري

بواسطة : ابو وسيم
 0  0  834
التعليقات ( 0 )

جديد المقالات

أكثر

الشيخ محمد النونان

حديد محمد الحديد

حديد محمد الحديد

الشيخ محمد النونان