اللهم أجعل هذا البلد آمنا
هذا اليوم لا يمر سريعاً على نفوس الشعب السعودي، كيف لا، وقد حضنتهم أرضها، وأرضعتهم من خيراتها حتى تشعب حبها في عروقهم، وظلوا يناشدون حبها، وأصبحت هي أمهم، خدمتهم في شتى المجالات - ولله الحمد - تكاد لا تجد شيئا ناقصاً، فتحكم بشرع الله وتطبق حدوده، وتعاقب المسيء شرعاً، وتسعى في خدمة شعبها دينا ودنيا، أوجدت الأمن - بعد الله -، وأحدثت التعليم بمختلفه، ووفرت المستشفيات، وطورتهما، كيف لا يحبها شعبها، وهي أفضل الدول فضلاً عن كونها بلدهم.
ولك أن تتصور حال بلادنا قبل المؤسس الملك عبدالعزيز - رحمه الله - قد لا يصدق من لم يعشها ويقرأ عنها؛ فأشبه ما تكون باسطورة خرافية حيث لا شريعة تحكمهم، ولا حكم يردعهم بل خيم الجهل على أكثرهم؛ فأصبح القتل والسرقة والظلم ديدنهم، وظلت الغلبة للأقوياء، وبات الضعيف في وجل وخوف، فلا يأمن على نفسه بغض النظر عما يملكه.
وبعد معرفتنا لما كنا عليه قبل المؤسس - رحمه الله - فهل عرفنا ما نحن به الآن، من الخبرات العظيمة، أليس من الواجب علينا شكرها.
والشكر يكون بالقول والفعل لله - عز وجل - ثم لبلادنا وحكامها، ومن شكر الأقوال الإشادة بخدماتها الكبيرة، والاعتراف بفضلها - بعد فضل الله - والفعل السعي الجاد في خدمتها، والأمانة، والصدق في العمل، والعمل بروح واحدة، والتكاتف والتعاون في كل ما يخدم بلدهم.
هذا من واجبات بلادنا علينا، فإذا قمنا بهذا أدينا حقها، وكنا صادقين في حبنا لها، وينبغي أن يكون كل حياتنا وطنيا، فاليوم الوطني ليس شعارا يُقال أو يوم يمضي، بل أفعال تقع وينتج عنها كل ما يخدم بلدهم.
أ. ماطر بن غازي الاطرش
2