(( في وطن القمة .. منهجٌ لصدق الانتماء و صناعة الهمة ))
الوطن اغنية الوفاء ونشيد الولاء واهازيج الحب انه مهوى فؤاد الانسان الذي نشأ و وُلد وترعرع به فهو يُمثّل الحبّ الفطري والانتماء العاطفي لتاريخٌ ابتدأ منذ ولادته، وتسلسل بارتباط جذوره بتلك الأرض.
فالإنسان إذا أبعدته ظروف الحياة قسراً عن موطنه أصبح وكأنه بلاهوية، فحب الوطن احتياج للنفس والحنين إليه غريزة من غرائز الروح الفطرية.
وفي يوم الوطن يُعبر أهل الوطن عن هذا الحب، ويخرجون مشاعر الانتماء ويكتبون شعارات الافتداء لهذا الوطن الأشمّ يرسمون لوحاتٍ من حبهمّ الصادق ووفائهم الذي تُدان به قلوبهم لهذه الأرض، ولا يُلام امرئٍ دون وطنه أياً كان ذلك الوطن، كيف وإن كان ذلك الوطن مهبطاً للوحي، ومنطلقاً للإسلام، ومهداً للرسالة، وعلى أرضه سار أزكى الخلق، وصفوة الناس أجمعين، واحتوى ترابه خير البقاع في هذا الكوكب، وفيه رمز الإسلام الذي يستقبله كلّ مسلم في يومه خمس مرات.. أليس لنا مجداً وفخراً وأجراً بالانتماء لهذا الوطن العظيم؟! كيف لا وهي دولة الريادة في الإسلام وقائدة هذه الأمة، وهي وحدها من تراعي دورها القيادي في كل تحركاتها، فتعطي وتساعد وتدعم وتعاون بلا منّ ولا انتظار لردّ الجميل من أحد لأن قدرَها أن تكون قائدة ورائدة هذه الأمة.
ألا يحقّ لنا الافتداء دونها ودون أمنها ودون وحدتها ودون قادتها؟!
وهذا هو السرّ الحقيقي في محبّة السعوديين العظيمة لهذا الوطن العظيم الذي يشهد -هذا الوقت- نهضةً في شتى المجالات وعملٌ عظيم على كافة الأصعدة للوصول به نحو القمة بإذن الله حيث المكان الذي يجب أن لا يكون إلا فيه.
(همّة حتى القمّة) قالها سمو سيدي ولي العهد قائد هذه النهضة، وربّان هذا التطوّر الذي يسابق الزمن، وعرّاب الرؤية التي غاضت أعدائنا بالقدر الذي أفرحتنا به تماماً، فأجمعوا أمرهم وكيدهم وحقدهم للنيل منها ومحاولة التشويه لهذه الرؤية ولقائدها، وأنّى لهم ذلك والشعب السعودي بهذا الحجم من الفطنة والوعي.
لقد عاصر آبائنا وأجدادنا مشقة الجوع وكابدوا في حبّ أرض هذا البلد مذ كانت صحراءً جرداء، وأخلصوا بالولاء لها ولقادتها في ظروف صعبة، أفنتركه نحن بعد أن تفيأنا ظلاله، وطالتنا أفضاله، وترغدنا بالعيش في أمنه وأمانه؟!
حفظ الله لهذا الوطن رجاله المخلصين، وأبطاله الذين يدرّعونه صدورهم في حده الجنوبي وفي كلّ بقعة من أرضه، اللهمّ انصرهم بنصرك، واحفظهم بحفظك فإننا استودعناك إياهم.
واحفظ اللهم لهذا الوطن قادته في ظل مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، وانصرهم على كل من أرادهم بسوء، اللهم أيدهم بعزٍ من عندك، ونصرٍ من لدنك يا حي يا قيوم.
اخيراً ...
وطني وفخري وانتمائي سأظل وفياً لك مدافعاً عنك حافظاً عهدك مبايعاً لقادتك على المنشط والمكره ودون كل شبر منك دماء وارواح ابناءك البررة الذين ورثوا هذا الحب وظلوا على العهد حتى يورثوه لمن بعدهم .
د منصور محمد الحربي
القصيم - بريده
Dr_Mnsour@hotmail.com
2