‏الحسد هو تمني زوال النعمة عن صاحبها، والحسد هو اعتراض على أقدار الله فهو سبحانه من قدر الأرزاق، والحاسد يقتل نفسه بنفسه .. قاتل الله الحسد ما أعدله بدأ بصاحبه فقتله.
والحسد أعمى إخوان يوسف وأخرج أبونا آدم من الجنة بسبب حسد أبليس له، وجعل عم النبي يفقد صوابه ويقول تباً لك الهذا جمعتنا، فنزلت به سورة إلى يوم القيامة تقرأ .. (تبت يدا أبي لهب وتب).

والبعض يحسد أقرباءه لمكانتهم التي منحها الله لهم بين الناس ويتخبط كما يتخبط الشيطان ويصبح ويمسي وهو يقلل من شأنهم أمام الناس هذا هو الحسد يعمي القلوب عن الحق.

و من لطائف القرآن: {أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله؟!}، فجرى العرف أن يقع الإنكار على الحاسد من قِبَل المحسود والناس، غير أن الإنكار هنا جاء من لَدُنْ مقسم الأرزاق جل جلاله وفي هذا الإنكار الإلهي تبشيع للحسد وأهله، وتأكيد على أن الحسد إنما هو اعتراض على قسمة الله، وتشكيك في عدله!.
قال الأصمعي :
رأيت رجلا بالبادية له من العمر 120سنة، فسألته عن هذا النشاط في مثل هذا العمر ؟
فقال : تركت الحسد فبقي الجسد !.

عود نفسك على العطاء ، وأفرح لفرح الآخرين ، واحذر أن تحسدهم .. لأنه إن سكن الحسد قلبك ، فسترى النعمة نقمة، والفرح حزنا، ولن تهنأ بحياتك أبدا.

الشيخ نايف بن علي أبو عشاير الفريدي