الاهتمام بالإبل والحرص على امتلاك أفضل سلالاتها الأصيلة أصبح يتزايد بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة مما زاد في أسعارها إلى مبالغ كبيرة وصلت إلى ملايين الريالات كذلك أصبحت مهرجانات المزاينات التي تجرى لمنافسات أجمل الأذواد تقام في مناطق عدة بالمملكة، حيث تجد هذه المزاينات مشاركة كبيرة من أصحاب الإبل كما تحظى هذه المهرجانات بمتابعة كبيرة جداً من المتابعين والمهتمين إضافة إلى الاهتمام الإعلامي التي تحظى به من كافة وسائل الإعلام.
الإبل قال الله تعالى عنها في كتابه الكريم: {أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ} كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (الإبل عز لأهلها) وللإبل فوائد كثيرة، حيث كان الإنسان يعتمد عليها في الماضي ولذلك فهي تحتل مكانة كبيرة لدى العرب منذ القدم.
وتؤكد الدراسات التاريخية أن العرب هم أول من استأنس الجمال (ذات السنام الواحد) كما أنهم هم من أدخلوها إلى آسيا والعراق والهند ومصر قبل نحو ألف سنة من الميلاد كما أنهم هم من جلبوها إلى أوروبا خلال فتوحاتهم آن ذاك. وكانت تسمى عند القدماء المصريين (كاميال) وفي اللغة القبطية (كارمولس)، وتحتل الإبل مكانة عالية وكبيرة عند العرب منذ القدم، حيث كانت الوسيلة الأكثر استخداماً في التنقل والترحال، والجمل اختاره العرب دون غيره من الحيوانات لأسباب كثيرة منها صبره وقوة تحمله للأجواء الصحراوية كذلك تمتعه بذاكرة قوية وسرعة في التعلم، ويمثل هذا المخلوق الضخم الذي يطلق عليه (سفينة الصحراء، أبو أيوب) جزءاً كبيراً من تراثهم وثقافتهم التي ارتبطت بوجوده في بيئتهم الصحراوية فكانوا يعتمدون عليه في المأكل والمشرب، حيث يأكلون لحمه ويشربون حليبه كما يصنعون من وبره ملابسهم ومساكنهم.
وكان للإبل عند العرب مكانة لا تعادلها مكانة حيث كانوا يعتبرونها من علامات الرجولة والشجاعة حتى أنهم في الزمن الماضي يرخصون لها الأرواح من أجل الدفاع عنها من الأعداء وكانت كذلك رمزاً للوجاهة والقوة.
وحسب ما ورد في سنن ابن ماجه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أثنى على أصحاب الإبل في قوله: (الإبل عز لأهلها) وفي كتاب (الحيوان) للجاحظ (إن الله لم يخلق نعماً خيراً من الإبل: فإن حملت أثقلت وإن سارت أبعدت وإن حلبت أروت وإن نحرت أشبعت). وتنقسم الإبل حسب أنواعها إلى:
- الجمال ذات السنام الواحد المعروف بالجمل العربي والذي ينتشر في الوطن العربي والشرق الأوسط وشمال إفريقيا وتتميز بقوائمها الطويلة ووبرها الخشن القصير نسبياً.
- الجمال ذات السنامين وغالباً توجد في آسيا ومنغوليا والصين والجمهوريات التي انفصلت عن الاتحاد السوفيتي سابقاً، وهذه الفئة أثقل وزناً وأكبر حجماً ويكسوها وبر طويل وكثيف لونه داكن وقوائمها قصيرة وجلدها سميك وتتميز بقدرتها على العيش في الظروف القاسية والسير في المناطق الجبلية المغطاة بالثلج.
830 ألف رأس من الإبل بالمملكة :
تقول آخر إحصائيات وزارة الزراعة إن أعداد الإبل بالمملكة تتجاوز 830 ألف رأس وتأتي المنطقة الوسطى بالمركز الأول بنسبة 48% تليها المنطقة الشمالية فالغربية ثم الشرقية. وتوضح الإحصائية أن تعداد الإبل داخل الحيازات (المزارع) 259.483 رأساً وتقدر أعدادها لدى المربين 572.000 رأس، وتمثل الإبل 20% من الثروة الحيوانية بالمملكة.
وفي إحصائية عربية حديثة تحتل المملكة المرتبة الرابعة على مستوى الدول العربية في تعداد الإبل (3.5%) خلف الصومال الأولى (53%) ثم السودان (25%) فموريتانيا(9%). وكانت المملكة حسب الدراسات الحديثة - حتى وقت قريب - الدولة الأولى في تصدير الإبل وتظهر الدراسات إن إعداد الإبل في العالم تبلغ (18.5) ثمانية عشر مليون ونصف المليون رأس وتمتلك الدول العربية لوحدها ما يقارب 75% من إجمالي عدد الإبل في العالم بأكمله.
جائزة الملك عبدالعزيز:
ولقد أسهمت الجوائز والمهرجانات التي تقام سنوياً بالمملكة لأفضل الإبل (مزاين الإبل) بشكل كبير وإيجابي في رفع الاقتصاديات في قطاع الإبل كما أسهمت في زيادة اهتمام مربي الإبل بالسلالات العربية الأصيلة خصوصاً بعد رواج تجارة الإبل الأصيلة ذات المواصفات النادرة بين أوساط المهتمين وبأسعار يمكن أن نطلق عليها أنها خيالية حتى وصلت إلى ملايين الريالات.
وأخذت الجوائز والمهرجانات التي تقام للإبل في التزايد خلال السنوات الثلاث الأخيرة حتى أصبحت ظاهرة جذبت إليها الكثيرين كما أعادت الاهتمام لهذه الثروة، وتأتي جائزة الملك عبدالعزيز للإبل الممتازة في طليعة الجوائز التي تقدم في هذا المجال حيث يعود الفضل بعد الله سبحانه وتعالى إلى مؤسسها صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالعزيز والذي يقدم جوائز عينية ونقدية كبرى لملاك الإبل المشاركين في المسابقة التي تقام منذ خمسة أعوام في نفود أم رقيبة (160 كم جنوب حفر الباطن) وذلك إيماناً من سموه بأهمية الحفاظ على الموروث العربي الأصيل والسلالات العربية النادرة من الإبل وكذلك لبث روح التنافس الشريف بين محبي وهواة وملاك هذا التراث الأصيل.
وأعطى مهرجان (جائزة الملك عبدالعزيز) ومهرجانات المزاين الأخرى التي أنشئت على شاكلتها ملاك الإبل والمهتمين بها دفعة قوية لامتلاك أفضل السلالات وأجمل الإبل وكذلك جلب أفضل (الفحول) طمعاً في تحسين السلالات.
كما أدت (المزاينات) إلى ارتفاع أسعار الإبل حتى وصلت إلى مبالغ خيالية - تجاوزت عشرة ملايين - بعدما كانت قبل خمسة عشر عاماً تقريباً لم تتجاوز أفضل ناقة أو أفضل فحل مبلغ (150.000) مائة وخمسين ألف ريال وكان هذا المبلغ في ذلك الوقت خيالياً عند الكثيرين، وهذا التحول الكبير انعكس إيجاباً على اقتصاديات الإبل واقتصاديات ملاكها وعودة اهتمام الكثيرين بها حتى أن غالبية الملاك اتجهوا لامتلاك الإبل الأصيلة ولتحسين السلالة رغم التكلفة المادية الكبيرة وذلك للوجاهة أو للكسب المادي المربح جداً.
ألوان الإبل :
- المجاهيم: ويطلق هذا الاسم على الإبل التي يميل لونها إلى الأسود ومفردها ملحا أو مجهم، والمجاهيم تتميز عن غيرها من الإبل بأنها أكثر إنتاجاً للحليب ويصل إنتاجها التقليدي إلى (7) كجم في اليوم.
- المغاتير: وهي الإبل البيضاء ومفردها وضحا أو مغتر.. والشقحا الناقة التي يشوب بياضها حمرة خفيفة أو يخالطها شعرة سوداء.
- الشعل: وهي الإبل التي تميل إلى اللون البني ومفردها ناقة شعلا.
- الصفر: وهي الإبل البنية التي يغلب عليها السواد ومفردها صفرا.
صفات أجمل الإبل :
هناك ميزات وصفات متعددة تميز الإبل الأصيلة ذات المواصفات النادرة عن غيرها، لا يكتشفها إلا ذوو الخبرة والدراية في هذا المجال.. فيما عند غيرهم تجد الناقة هي الناقة والجمل هو الجمل لا يتميز عن غيره بشيء.. ومن هذه الصفات:
- الرأس: يكون كبيراً ومنحنياً عند العرنون (عضمة الأنف).
- الرقبة: طويلة وممتدة إلى الأمام وجرداء وغير عريضة.
- الخد: عريض.
- الأذن: طويلة وحادة عند المجهم (السوداء) وعكسها لدى المغتر (البيضاء).
- النحر: واسع.
- الساق: جليلة العظم كذلك الذراع تكون جليلة.
- السنام: متأخر للخلف (منفهق) ومستدير وعريض.
- الشعفة: شعر كثيف وبحلقات.
- الردف: قصير المسافة بين نهاية السنام وعكرة الذيل.
- الطول: الناقة تكون طويلة.
- الخف: واسع الاستدارة.. والعرقوب بارز.
صفات الفحل :
- الطيب: الفحل هو الأساس في تحسين سلالة الإبل لأنه يعتبر نصف الإبل، والفحل ذو السلالة النادرة أو كما يقال ذو (المعمق الطيب) يؤثر تأثيراً جذرياً حتى في الإبل متوسطة الجمال فلذلك يهتم المربون للإبل بجلب أفضل الفحول لتحسين الإنتاج، وتختلف هذه الصفات من لون إلى آخر ومن صفات الفحل الطيب في لون المجاهيم: كبر الرأس، وسع النحر، طول المتن، عرض الجنب، جل العظم، عرض الساق، كبر الخف، طول الأذن.
أما في باقي الألوان: جمال الرأس، الشفة السفلى (البرطم) ضافي ومنهدل، كبير النف، عريض الخد، الرقبة تكون جرداء (دقاقة)، طول الغارب، قصر الذيل، زين السنام والعرقوب وطمن الأذن.
أسماء ودلالات :
للإبل عند العرب أسماء عديدة.. وكل اسم يتناسب مع مرحلة سنية معينة. فأول الأسماء هو:
- الحوار: ويطلق على المولود الصغير للناقة ويستمر معه حتى يبلغ السنة.
- مفرود: عندما يفرد عن أمه ويتجاوز السنة.
- حق: عندما يبلغ العامين.
- لقي: (بكسر اللام والقاف) عندما يبلغ العام الثالث من عمره.
- جذع: عندما يبلغ العام الرابع من عمره.
- ثني: عندما يبلغ العام الخامس من عمره.
- رباع: عندما يبلغ العام السادس من عمره.
- سدس أو سديس: عندما يبلغ العام السابع من عمره.
للإبل مسميات ليس لها ارتباط بالفئات السنية (العمرية) منها:
- الرحول: وهي الناقة التي يرتحلها الراعي ويحمل عليها حاجياته وتتميز بشكلها النحيل ووزنها الخفيف وهذه لا يسمح لها بالإنجاب.
- الذلول: هي الناقة التي يمتطيها صاحبها في تنقلاته بعد عسفها وهي أرفع شأناً من الرحول وتستخدم كذلك للسباقات وما يميزها أنها نحيلة الشكل وخفيفة الوزن.
- ناقة خلفة: أي الناقة الوالد ومعها حوارها. - الخلوج: الناقة التي مات ولدها وحزنت عليه.
- ناقة حايل: الناقة التي لم تُضرّب أي لم يتزاوج معها الفحل.
- ناقة معشّر: (بتشديد وكسر الشين) الناقة التي حملت من الفحل حتى تصل إلى الشهر الرابع.
- ناقة لقحة: الناقة التي أكملت الشهر الرابع من لقاحها حتى مرحلة الوضع.
- المسوح: الناقة التي تحلب عند المسح على (ضرعها) بدون الحاجة لوجود ولدها.
- الراحلة: الناقة التي تُركب من الإبل.
- الزمل: الذكور من الإبل وأكثر استعمالها في ظعن النساء.
- الهجن: وهي الركايب من الإبل وتتميز بخفة وزنها ورشاقتها وعادة ما تستخدم في السباقات ولا يسمح لها بالإنجاب.
- الهَمَل: تطلق هذه الكلمة على المجموعة من الإبل التي ليس لها راعي.
- الحِيل: تطلق على الإبل التي لم يتزاوج معها الفحل أو لم تلقح منه.
- طرش أو ذود أو رعيه: وتطلق على الإبل مجتمعة والتي يتجاوز عددها الخمسين.
كذلك للذكر من الإبل تسميات تطلق حسب التدرج في العمر:
قعود.. جمل.. فحل.. هرش، والأنثى تسمى: بكرة.. ناقة.. فاطر.
الإبل في القرآن الكريم والحديث الشريف
قال الله تعالى في كتابه الكريم: {أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ} «سورة الغاشية 17» ويأتي تفسير معنى هذه الآية كما جاء في كتاب (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان) للعلامة الشيخ عبدالرحمن السعدي: يقول الله تعالى حثاً للذين لا يصدقون الرسول صلى الله عليه وسلم، ولغيرهم من الناس، أن يتفكروا في مخلوقات الله الدالة على توحيده، أي (ألا) ينظرون إلى خلقها البديع، وكيف سخرها للعباد، وذلك لمنافعهم الكثيرة التي يضطرون إليها. وفي الحديث الشريف أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الاهتمام بالإبل بقوله: (إذا سافرتم في الخصب فأعطوا الإبل حظها من الأرض، وإذا سافرتم في السنة فأسرعوا عليها السير) رواه مسلم.
وكان صلى الله عليه وسلم يملك عدداً من الإبل أشهرها (القصواء) والتي اشتراها من أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
الإبل في الشعر النبطي:
تحتل الإبل مكانة كبيرة عند أصحابها أو من يراها ويشاهدها من غيرها أهلها خصوصاً إذا كانت من السلالات الطيبة النادرة، فالشعراء تغنوا بالإبل في كثير من أشعارهم حباً وإعجاباً في صفات الإبل واختلاف طباعها عن غيرها من الحيوانات فهناك مقولة تتردد عند البدو في الإبل (البل لو تعلمها الصلاة صلت) دلالة على تمتعها بذاكرة قوية وسرعة في التعلم وارتفاع شأنها عن غيرها من الحيوانات الأخرى..
يقول الشاعر علي اليامي في الإبل:
البل عطايا الله جزيلات العطا
قطّاعة الفرجة طويلات الخطا
ويقول خلف بن هذال:
اجمع من البل عشر وتصير وبّال
واختر فحلها مع جنبها يباري
البل لها في مهجة القلب منزال
منايح القصّار سفن الصحاري
مراجل يشقا بها كل رجّال
افلاس باعيها نواميس شاري
ويقول الشاعر دغيم الجبلي في وصف المغاتير:
يا صاح كان انك تحب المغاتير
عليك باللي يرغبونه هلَ الصنف
وساع النحور اللي وبرها دوواير
جرد الرقاب اللي عرانينها هنف
ويقول الشاعر محمد الديري رحمه الله في الذلول:
الا يا ذلولي درهمي واصلب الشليل
كلفتك وانا مثلك على السهر مكلوفي
وقال الشاعر محمد مبارك الدوسري والذي يعشق الإبل:
أحب الديار الخالية والمطر والنوق
وبالخص سود الطرش وألا مغاتيره
ليا جت تبارى كل ذود مع طاروق
وطال النهار وريعوهن مقاهيره
الشاعر عبدالله الصخابرة يقول في الإبل:
ما حلى شوف البدو والوقت طايب
يتبعون الذود كلٍ له رعيه
كذلك يقول الشاعر محسن سلطان المسعري في مدح الإبل وأهلها:
عسى الله يعز البل ومن هو يعزه
حياته عسى الله ما يحرمه ثوابها
البل لأهلها كسوةٍ تكسي العرب
وإن حدهم عوج السنين التوابها
يزيدون أهلها من طربها وزودها
ويذهب بعد دوارها من ذهابها
حليب الإبل:
بيّنت الدراسات الحديثة أهمية وتفوق حليب الإبل في تغذية المخ والجهاز العصبي للإنسان والوقاية من أمراض السكر وزيادة نسبة الكوليسترول في الدم، وتقول الدراسات إن ألبان الإبل تحتوي على أعلى نسبة من سكر اللاكتوز (5.78%) متفوقة بذلك على سائر الحيوانات الأخرى، كما أن محتواه لا يتغير من الشهر الأول في موسم الحليب حتى نهاية موسم الإدرار.
كما تؤكد الدراسات أن حليب الإبل أفضل حليب يمكن أن يعطى لطفل (إذا كان سليماً) بعد حليب الأم نظراً لاحتوائه على مادة اللاكتوز مؤكدة أن هذا النوع من السكر يتم امتصاصه في الأمعاء الدقيقة للإنسان ويتحول بفضل أنزيم اللاكتيز إلى سكر الجلوكوز الذي يعد غذاء مهماً للمخ والجهاز العصبي ومصدراً حيوياً للطاقة.. كما تفيد الدراسات المتخصصة أن حليب الإبل مفيد لمرضى السكر حيث يحتوي على بروتينات لها مفعول الأنسولين مشيرة إلى أن التحليل الكيميائي له أفاد بأنه غني بالبروتينات والأملاح المعدنية خاصة الفوسفور والحديد والحديد والبوتاسيوم والمنجنيز. ويحتوي حليب الإبل على كميات من فيتامين (ب1) و(ب2) كما يحتوي على مستوى منخفض من الكوليسترول، ومن الخصائص الطبية له أنه يستخدم لعلاج اليرقان والاستسقاء ومتاعب الطحال والسل والربو والأنيميا والبواسير وتحسين وظائف الكبد كما أن له خصائص تؤدي إلى تخفيض الوزن وذلك لانخفاض محتواه من الطاقة والدهن والمواد الصلبة كذلك يحتوي على مواد قاتلة للبكتيريا وكلما كانت الناقة بكر كان حليبها طيب المذاق ويقل ذلك كلما تقدم بها العمر ويستمر حلب الناقة بعد ولادتها حتى عشرة واثني عشر شهراً أو حتى يلقحها الفحل.
أصوات الإبل:
للإبل أصوات مميزة ومعروفة لدى مربيها تختلف حسب الحالة التي تمر بها الناقة منها الحنين فالناقة تصدر صوتاً خفيفاً عندما تفقد ابنها، الرغاء وهو إصدار صوت مزعج لدى إرغام الناقة على شيء تكرهه، الرزام وهو عندما تصدر صوتاً من آخر الحنجرة دون تحريك الشفاه وذلك عندما تتضايق من شيء معين.
رعي الإبل:
تأكل الإبل من النباتات الرغل، الروثة، الحمض، الرمث، القليقلان، الشقارى، الربل، النفل، القيصوم، الحماط، والنصي الذي يعتبر زادها في فصل الشتاء.
الوسم:
وهو عبارة عن علامة توضع على الإبل بطريقة الكي أو القطع وذلك لمعرفة أصحابها وتمييزها عن غيرها عند ضياعها، وتعتبر طريقة الكي بالنار في الوسم هي الشائعة بكثرة، وتوسم الناقة في أماكن متعددة من جسمها وأغلبها على فخذي الناقة أو الجمل كذلك يوضع الوسم على الرقبة والرأس والوجه والأخير يكره لما يسببه من ضرر للناقة حيث يفضل أن يكون على المواضع ذات الجلد القاسي ومنها الفخذ، والوسم يكون للقبيلة وهو يختلف عن (الشاهد) الذي يخص شخص واحد أو عائلة من القبيلة، ويوضع (الشاهد) مع الوسم في مكان آخر على الناقة وعادة ما يكون أصغر حجماً من الوسم.
مشاكل مربي الإبل:
يواجه ملاك الإبل بالمملكة العديد من المشاكل في تربيتها ومن أهمها قلة المراعي، لطبيعة المملكة الصحراوية وندرة الإمطار وأيضاً مزاحمة الأغنام (مشاريع أغنام الإنتاج) للإبل في جميع المراعي وارتفاع أسعار الأعلاف، فتربية الإبل مكلفة جداً، فهي تختلف عن المواشي الأخرى في تكاليف طعامها، كما أن من أهم المشاكل التي تواجه المربين الأمراض التي تصيب الإبل ومنها الهيام، والطير، والشوكة، والرقب، والجرب، والنحاز، والوريم، والنفاخ، والجذام، والجدري، والحمى المالطية والنزر.. وغيرها من الأمراض الأخرى، وهذا يستوجب زيادة أعداد المراكز البيطرية في جميع المناطق والأماكن التي تكثر فيها الإبل للتغلب على هذه المشكلة التي يعاني منها كثير من مربي الإبل في المملكة.