29-10-08, 11:41 PM
|
المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو مؤسس و اداري سابق
| الرتبة: | | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | Mar 2007 | العضوية: | 16 | الاقامة: | مجــالس الفــردة | المواضيع: | 237 | الردود: | 2689 | جميع المشاركات: | 2,926 [+] | بمعدل : | 0.45 يوميا | تلقى » 7 اعجاب | ارسل » 12 اعجاب | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 120 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى :
مجلس حــديـث الــقــلـم في الصفقة الرابحة ، لن تملك شيئاً على إعتبار أننا نسعى لبث الهدى والحكمة ونتذاكر ، ونؤكد دوماً لأنفسنا وللناس أن الهدف كل الهدف مرضاة الديان ، فنحن من منطلق العبودية ننضال في سبيلة ، على هذا الإعتبار :
لماذا لا يتحقق بنا التجرد الكامل لله تعالى ؟؟ لماذا لا نزال لا نستطيع الإنعتاق من أوهاق وجوذاب النفس ؟؟.. ولماذا ترسب بنا غالباً دون منزلة نكون فيها القدوة المثل ؟؟ ..
بل لماذا يبالى المؤمن وهذا الهدف ، إن كان في المقدمة أو كان في الساقة ؟؟ ..
فحين أكون في جيش غازي في سبيل الله لفتح القدس وقد سبقت البشارات عن ذلك الجيش والتزكية له بالخيرية ممن لا ينطق عن الهوى . أقول حينما أكون في مثل ذلك الجيش ، هل أبالي إن كنت قائده ، أو كنت ممن يناول سهماً ، أو كُلفَ بسقايا ، أو أن يحمل كلاً ؟؟ . على حين أني أعرف وأدرك وأعي بأني فاعل في هذا الجيش إياً كان موضعي فيه ، وأدرك أن العبرة أني ضمن إطاره الكبير ، والله تعالى يعلم أثري فيه ، والعمل أصلاً هو لوجه الله تعالى ، فلماذاً إذاً أحتاج هنا تقدير الناس ، وأن أكون ضمن النخبة ؟؟ .
ودون هذا التقدير قد أتخلى عن الهدف ، مع أن ولائي في الأساس لله تعالى ، ومع أني إبتدأ لم أعمل لأكون ضمن النخبة ، ولكن ليتحقق الهدف وهو إخلاص العمل لله تعبداً له أرجو به مرضاته.
أحب دائماً أن أذكر نفسي بهذه الكلمات ، وأذكر نفسي بالهدف وأفرق دائماً بينه وبين الوسيلة ، وأنا أعتبر مركزي وصورة مقامي في هذا الواقع ، وسيلة ، بحيث لن يختلف منهجي وطريقتي إن كنت عاملاً كلف حمل الكل في الجيش وفاته أن يكون من النخبة ، أو كنت أمير ذلك الجيش المسمى والذي تتعلق به كل الأنظار .
لازلت أحاول أن أربي نفسي على هذه الطريقة.
لكني لا أزال في مغالبة معها فلماذا هذه الإزدواجية في الهدف ؟؟ ولماذا لا أستطيع تحقيق التجرد الكامل ؟؟
لعلي أحتاج دوماً إلى تذكير نفسي بهذه الكلمات ، وأحتاج أن يهمس بها في أذني غيري ، كلما جنح المسير عن خط الهدف… والله المستعان على كل حال.
لماذا أنسى دائماً أني في معرض تمام صفقة ؟؟ لماذا تغالبني نفسي دون ذلك ؟؟.. قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الأنعام : 162] إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ [التوبة : 111]
أيتها النفس إنها صفقة رابحة إن كتب الله لها التمام ، وقد بعت والله أشترى .. سيدتي
أنت في خضم ترجين به وجه الله تعالى ، وفي جهاد منك لمرضاته ، وهو هدفك وهو سندك وهو ملاذك ومعاذك ، فماذا يضيرك كيد العبيد.
ثانياً : أنت في معرض دار عمل ، وليست دار جزاء ، فلا تنتظري الجزاء ولا النتيجة ولا القرار بالنجاح حتى تنامي نومة العروس .
ثالثاً : الجزاء هو من عند الله تعالى ، بما أنه صاحب الملك المهيمن ، والعمل أصلاً مصروف لمرضاته ، وليس لمرضاة سواه ، فإن رضي تعالى ، فلا رضي سواه .
وهو الأول سبحانه وليس بعده شيء .
رابعاً : من مقتضى العبادة الخالصة : التجرد لله تعالى حتى من أهواء النفس وأمانيها وطموحاتها . والله أشترى من المؤمنين أنفسهم .
يعني لم يبقى لهم شي ، كل شي عندهم لله تعالى ، فثقي بالله تعالى وتممي الصفقة .
خامساً : سيسيطر عليك الغضب والغيرة والشح وحب الشهوات ، ولكن اجعليها لمرضاته فهي ضمن الصفقة ، حاولي أن لا تتصرفي يوماً لحظ الأنــا ، فالأنا قد بيعت والله أشترى .
سادساً : ما دمت في دار العمل ، فلا تنتظري زوال الغربة ، فليست تزول الغربة إلا بتمام الصفقة ، وتمام الصفقة نهاية مرحلة الإختيار ، فأنت لم تزلي من البيعة في خيار ، وما أستوثقتي من البيع بعد.
ولا تنتظري ذهاب الأذى ، فالأذى تمحيص لابد أن تلاقيه ، إن لم يكن من الناس والمجتمع فمن الأقرب ، وإن لم يكن فمن أولادك وخاصة أهلك ، وإن لم يكن فمن ذاتك وشهواتك ونزعاتك .
لابد أن تلاقي الأذى ولا مصرف لك عنه ، ولابد أن تتعاملي معه بمقتضى شروط الصفقة.
سابعاً : حب الناس ، وتقدير الناس ، والجمال الذي يراه الناس وحكمهم جملة وتقييمهم لك ، ليس من البيعة في شيء ، ولا يخل شيء من ذلك في البيعة ، والمؤمن ليس عند الله بكاسد . فيا نفسي ..
كفي عن الحديث عن الأنا وتقييمك للأنا ومحاولة علاجك للأنا ، ولترمقي السماء بتطلع دائم وبواقعية راسخة الخطى في معرفة الهدف والسعي نحو الهدف .
وتذكري أنك بعت والله أشترى.
لا تنسي أنك لا تملكين من نفسك شيئاً ، وأنك بعتها بصفقة رابحة ( إن شاء الله ) لله تعالى .
ولا تعتقدي أن الحل في التقوقع على الأنا ، بل الحل في التجرد منها لله ، وتقديم أمانيها وطموحاتها قرابين بين يديه لمرضاته .
أسأل الله تعالى أن يشد أزرك ، ويضفي السكينة على فؤادك ، ويُعلي في ملاء عنده ذكرك .
وأن يرزقك صدق النية وحسن العمل ، وأن يتم صفقته معك بالفوز العظيم لك .
اللهم أصلح لي نفسي ، وأرزقني رضاك على القول والعمل ، اللهم إني أسألك حبك وحب من يحبك ، وإني أستودع هذا النفس عندك ، اللهم تقبلها مني وأرزقني الفوز بالصفقة ، ومن قال آمين .
عبدالله....
29 / 10 / 1429هـ
|
| |