تربية أساطير الاولين!!!!

" الدجاجه التي تغني في المساء , لا تبيض في الصباح "



بين أسياب المشفى و غـُرفـِه , قصدت الغرفه رقم ( 6 ) , لأُروح عن صديقي ما به و عكة , بينما أتمتم أنا وصديقي من أحاديث وديه , دخل الغرفة ضيفا آخر وكان قاصدا صديقي , وبينا نلطف الجو بشئ من القهوة , سألني صاحب صديقي , من اي قبيلة أنت ؟
و كأن هذا السؤال , أصبح السؤال التعريفي لكثير من البشر
فقلت له : من حرب
هنا كنت أعلم أنه يريدني أن أسئله عن قبيلته , لكن شاء القدر أن أكتفيت بعدم السؤال
فقال : أتعلم أنني من قبيلة كذا
ثم صمت قليلا و قال نحن لنا من المعارك ما لنا
و لنا من الغزوات ماهو مشهود لأبائنا

ثم بدأ يسرد قصص هي لروايات" الأفلام" أقرب , ولحكايات " الحتوته " أجدر .
فقال : أتعلمون أن جدي ذات يوم كان مسافر و معه ثلاثة رجال ومعهم من الابل و الغنم اعداد لا تحصى , و بينما هم في الطريق حاصرهم 90 رجل فقتلوا الثلاثة ولم يبقى الا جدي , فقام جدي ألى " ضلع " غير بعيد و اخذ بندقيته , وبدأ بقتل التسعين رجلا , واحد تلو الآخر , حتى قضى عليهم جميعا , الله أكبر , لكن جدي لم يسلم فأصيب بطلقات الرصاص في رجليه , ثم ذهب " حبيا " يزحف على بطنه و " يهش الابل و الغنم " مسافة خمسمائة كيلو في مدة خمسة أيام حتى أوصلها إلى أهله .

.
.
.

" وما أرى في عيوب الناس عيبا ً ** كنقص القادرين على التمتمِ "

مثل هذا كثير , يسردون قصص هي للخيال أقرب , وكانهم اساطير في زمن الأولين , ولربما أن ما عـُرف عن " ابا زيد الهلالي " , و " سالم المهلهل " قد اجتمعتا في أبائهم بل و بأضعاف مضاعفة لدرجة اللانهاية , حتى لو غرق اباه لقال لقد جلب الدر .

هناك من التربية ماهو أعوج , فيـُرضع الابن أساطير , ويـُفطم من حديث السنه , يتم تعتيم العقل بالتصديق , حتى يتربى الأبن على أنه شعب الله المختار هو وابائه , ولما يشتد ساعد الأبن يبدأ بسرد تلكم الأقول ولا يخجل , لأنه بالفطرة مؤمن بها , معتقد أن ذات الأساطير هي من نبع أسلافهم , لا أعلم , ولكن عندما أرى الشيعه و تعتيم عقولهم بالمعتقدات ,هم كهؤلاء و تعتيم عقولهم بالأساطير التي ما وجدت ولا في قصص الأنبياء .

.
.
.