30-08-08, 08:09 PM
|
المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو مؤسس و اداري سابق
| الرتبة: | | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | Mar 2007 | العضوية: | 16 | الاقامة: | مجــالس الفــردة | المواضيع: | 237 | الردود: | 2689 | جميع المشاركات: | 2,926 [+] | بمعدل : | 0.45 يوميا | تلقى » 7 اعجاب | ارسل » 12 اعجاب | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 120 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى :
مجلس الحـــوار الهــــادف افكار مبعثرة حول الإنفتاح المنضبط بسم الله الرحمن الرحيم ... وبه نستعين
الأنفتاح المنضبط منهجية متبعة حالياً من قبل شريحة معينة وتكاد تكون تيار حركي له أعتباره في وسط الصحوة الحالية .
لكنه لم يُتخذ كمنهج مقنن بعد ، ولا يزال في طور المضغة التي لم تتخلق بعد ، فصورته هلامية لم تزل .
ذلك أن أبرز وأشهر مناصرية ومنظرية لم يتحدث عنه كمنهج حركي مقنن .
والحقيقة أنني ترددت كثيراً في التحدث عن هذا المنهج ، لأني لا أريد أن أستعجل بالحكم عليه ، حتى تتخلق صورته الكاملة ، لكن لا بد من إثارة هذا الموضوع والموازنة بين سلبياته وإيجابياته كمنهج ، أو خط الخطوط العريضة فيه وكشف المحاذير التي تحيط به .
بمعنى التعجيل بتصوير صورة هذا التيار الحركي . وبما أني لم أزل في طور الدراسة لهذا المنهج ، وبما أنه لم يطرح بتقنين واضح لا بد أن يكون الحديث حوله أشبه بالأقكار المبعثرة .
تتلخص فكرته ـ كما أعتقد ـ في محيط الإجتهادات والقناعات المتفاوتة حولها بما يضمن عدم فرض قناعة شريحة على أخرى وقبول تلك الشريحة ذات القناعات المغايرة لتكون ضمن دائرة الحق ، فالكل على حق ما دامت إجتهادات .
وكذلك يسعى الإنفتاح المنضبط لكسر قيود العادات والتقاليد ، وإعتاق الناس منها لتتشكل القناعات الجديدة بديناميكية طبائع الأشياء ، وكأنه ينتهج بذلك منهجية الفوضى الخلاقة .
وهنا مكمن الغموض الأشد فيه ، وهو التوسع بالإعتماد على منهجية الفوضى الخلاقة ، وهو رهان صعب جداً ، وخاسر غالباً .
كذلك موقف الإنفتاح المنضبط من الخلاف المذهبي ، والقضية الأساسية في الخلاف وهي الحجاب ، موقفه أيضاً هلامي لم تتضح له صورة. ونظرته العامة للمرأة.
يسعى كذلك الإنفتاح المنضبط للتحرر من أسماء وشخصيات محددة وقوالب مقننة ، وهذه جيدة كما هو شأنه في التحرير من غل العادات الجامدة والتقاليد البائدة ، لكنها أيضاً فوضى خلاقة ، قد تخلق التيه والضياع ، وتزيد الصورة هلامية وبعداً عن وضوح المعالم .
فأقل ما في تلك الأسماء والشخصيات أو العادات والتقاليد ، أنها حفظت إطاراً معيناً وساعدت في بقائه ، نعم ربما كانت عائقاً في كثير من الأحيان دون الإبداع والتقدم إلى الأمام ، لكن ليس البديل عنها في الفوضى الخلاقة ، بل البديل في خلق منهجية واضحة المعالم .
ليس من السعي في البناء أن تهدم كل شي ، لتبني شيئاً جديداً ، لأن هذا الذي تحاول هدمه بُني وتشكل وأخذ شكله الذي ترى بحهود الملايين على مر السنين ، فلن تصنع أنت مثله ولا حتى لو عشت 300 سنة ، لكن الرأي الأهدى والأمثل أن تعالج ما أستطعت علاجه ، وتساهم في إضافة صرح جديد على الصرح العتيق ، وتكسب بهذا أثنتين :
الأولى : أختصرت علينا وعلى نفسك المدة والجهد والقلق والإضطراب .
الثانية : سلمت من الفوضى التي قد تخلق فيما تخلق شيئاً لم يكن في حسبانك ، ولا في منظورنا ، فنبتدع بها شيئاً جديداً لم يكن له وجود لولا مساهمتنا وجهودنا في بنائه ودعمه .
ربما القوضى الخلاقة ناجعة في حدود تحت السيطرة ، لكنها لا تصلح ـ عقلاً ـ كتعميم وعلى الأطلاق هكذا.
الفوضى الخلاقة أجل مشكلاتها بين النخبة الفتنة ، وبين العامة التيه وعدم البصيرة وغياب المعالم الواضحة والدالة ، وكِلا الأثنتين سوء يجب تجنبه فضلاً عن الدعوة إليه .
ومن قناعاتي الخاصة انا ، اقول : هم الدعوة لا يعني أنك مسؤل عن نجاحها أمام الله تعالى ، وصح في الحديث أن النبي يأتي ومعه الرجل والرجلين ، والنبي يأتي وليس معه أحد .
إذاً هنا شطط في تحمل ما لم يُحمّل أصلاً .
الفوضى الخلاقة مشروع لا يمكن نجاحه ـ أن كتب له النجاح ـ إلا ما دمت عليه قائماً ، وأنت تعلم أنه لن يستمر خطوة أو خطوتين في ظل غيابك ، وليس ضمن مريديك البديل ، لماذا إذاً تجعل لنفسك كل هذه الأهمية ، كأن لسان حالك يقول : إن لم ينجح بي وبنظرتي وفكرتي فلا نجح .
أين من هذا التجرد بالعبودية الخالصة لله تعالى ؟؟ وأين منه النصح للأمة ؟؟
الفوضى الخلاقة سبيل كما هو معروف يفتقر لأقل موجبات النزاهة ، والغاية هنا أجل غاية عرفتها الأنسانية ، فهل هو المبدأ اليهودي : الغاية تبرر الوسيلة ؟؟؟
هل هي ((( صناعة الإسفاف ))) لإنشاء فوضى يحق معها الحق ويندحر الباطل ؟؟
وكيف يحق الحق ، والحق لم يُعرّف أصلاً ولم يصنع كنموذج يُدعى إليه ؟؟
أفكار كثيرة حول الفوضى الخلاقة أو الأنفتاح المنضبط ، أطرحها بين أيديكم ، وسأعود لأثرائها على ضوء مشاركاتكم ، فقط أعذروني على عدم الترتيب فلم تزل أفكاري مبعثرة حول الإنفتاح المنضبط.
وليس الإنفتاح المنضبط ما يتعلق بالشكليات ، فالوسائل التي يستخدمها الناس في معاشهم أو النمط العمراني في البناء شرقياً أو غربياً ليس من الفوضى الخلاقة ، ولبس الثوب أو البدلة ليس من الفوضى الخلاقة .
هنا أتحدث أنا عن صورة هلامية غير واضحة المعالم فيما يختص بفكر يتحدد على ضوئه السلوك ، فالعمل يبنى وفق المعتقد ، والفوضى الخلاقة تعتمد إبهام العقيدة فيما هو دون الثوابت ، وفتح مجال لأكثر من خيار ، وتقبله وتصنفه حقاً ، وتقول الكلمة الأولى ولا تقول الأخيرة ليبقى الإبهام سيّد الموقف ، ولتعمل الفوضى الخلاقة عملها فينتج عنها التمحيص كما يعتقدون ـ والله أعلم ـ وأؤكد أخرى أني لم تزل أفكاري مبعثرة بخصوص الإنفتاح المنضبط ولم تتضح لي الصورة ولا أعتقد أنها واضحة لك . ولا اعتقد أنك وحدك من لم يفهم صورة واضحة المعالم لهذه الفوضى الخلاقة ،، ولا أعتقد أن هناك من يستطيع أن يحدد لها صورة منضبطة الحدود وواضحة الخطوط.
والله تعالى أعلم .
مع بالغ إعتذاري لأكثر من شخص أجل وأحترم ، وقبلة على كل جبين طاهر منهم.
|
| |