موضوع هادف وشيق والكلام فيه سائغ جدا والنصيحة كما تفضلت وقررتها الشريعة هي ضد الفضيحة
ولكن ما يدور بمجالسنا هي الفضيحة بعينها مغلفة بقصد أو بغير قصد بشيء من الفضيحه أو التشفي
أو الخذلان أمام الاخرين وهذا طبعا مرفوض لكل من يريد النهج الصحيح ...
ولعل من المبررات لذلك بعض المواضيع عامة والناصح ينقد الاسلوب العام بغض النظر عن الشخص الذي أمامة !
وكذلك بعض الشخصيات التي يكون عملها مكشوف للجميع فيضطر الناس للكلام عنه أن اخطاء أو اصاب لأنه وضع نفسه منبر لقضية معينة !
ونصيحتي لكل ناصح أن تكون متوافقه مع نهج الله الذي وضعه للناس ليتعايشوا متحابين.
ذكرني كلامك هذا بالجدل الدائر حول فتوى الشيخ سلمان حول الإحتفال بذكرى الميلاد الشخصي ، مع أن الأمر جملة محض إجتهاد سواء ما ورد عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه الجليل القيم (( إقتضاء الصراط المستقيم )) أو ما ذهب إليه فضيلة الشيخ العلامة / سلمان العودة حفظه الله .
مع أن الأمر محض إجتهاد ، إلا أنك تجد التحامل في الردود بشي أشبه بالتقريع ، فأصبح الشيخ في هذا الإجتهاد مخالفاً للجماعة ومخالفاً لمن هو أوثق منه ـ كما عبر البعض ـ شيء ـ علم الله ـ يثير في النفس الحزن على العقول ، وحين يتحاور بعض من ذهب مذهب الشيخ مع أصحاب الإجتهاد المقابل ، فجملة ما تسمع هو الإتهام بالتعصب لرجل ، والوصم بالجهل ومحاولة التشبه بالنصارى.
أنا لا أقول أن يذهب الجميع مذهب الشيخ ، لكني أسأل لماذا هذا التشنج في الحوار ، ولماذا تلك العبارات المقذوفة قذاعة سواء في حق علم كالشيخ أفنى عمره في خدمة ما يراه حقاً ، أو في حق من ذهب مذهبه .
ثم يأتي للقصة ذيول ، وتتشعب التهم ، ويكشف المستبصرون لما خلف المنظور عن دسيسة تكاد تدار .
ما بال هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثاً .
يا جماعة المسألة محض إجتهاد من الجميع ، فليس القول فيها أي كان من المحكم الذي لا يرد .
وهب أنها ( زلة لسان ) من شيخنا العلامة ، أيستحق الموضوع كل هذه الغلضة والجفاء بل وكيل التهم ؟؟
بل سبق إليهم سوء الظن بأخوتهم ، وأدركهم نازغ من الشيطان ، ووقعوا في باطل أشد من الحق الذي زعموا الدفاع عنه .
وفعلاً ، أخي فهد ، يجب علينا أن نتعلم كيف يكون حوارنا مع الآخر ، وكيف نختلف ، وكيف نميز بين الظن والحقيقة ، وكيف ننهج منهج المربي الذي يتعامل مع الآخر كما تتعامل الفطرة مع النفس ، هينة لينة ، فلا تعسفها عسفاً ، ولا تسفعها سفعاً ، بل تقومها تقويماً .
نحتاج أن نفهم أننا كلنا بحاجة لنتعلم ، نتعلم الحق ، ونتعلم الإتفاق على الحق ، وكيفية الإختلاف مع الباطل ، وما الفرق بين الباطل والتقصير في الحق .
هذا الموضوع بحاجة إلى مزيد من الثراء بقلمك المتدفق الرائع أخي فهد .
الأخ الفاضل صاحب القلم الساحر ( نازف الحرف )
أعجبتني مداخلتك جدا
بقولك :
ولكن ما يدور بمجالسنا هي الفضيحة بعينها مغلفة بقصد أو بغير قصد بشيء من الفضيحه أو التشفي
أو الخذلان أمام الاخرين وهذا طبعا مرفوض لكل من يريد النهج الصحيح ...
ولعل من المبررات لذلك بعض المواضيع عامة والناصح ينقد الاسلوب العام بغض النظر عن الشخص الذي أمامة !
وكذلك بعض الشخصيات التي يكون عملها مكشوف للجميع فيضطر الناس للكلام عنه أن اخطاء أو اصاب لأنه وضع نفسه منبر لقضية معينة !
ونصيحتي لكل ناصح أن تكون متوافقه مع نهج الله الذي وضعه للناس ليتعايشوا متحابين.
واسمحلي مروري سريع
نازف الحرف[/QUOTE]
وبظني أن هؤلاء الذين ينبشون عن أخطاء الناس ، ما جعلهم يفعلون هذا إلا لفراغ يعيشون فيه
وحسد يضمرونه - ولا أعمم -
ولو اشتغلوا بشيء نافع لهم أو لأمتهم لأشغلهم هذا عن اشتغالهم بغيرهم
قال الله تعالى :
(( وما ابريء نفسي ان النفس لامارة بالسوء الا مارحم ربي )) يوسف
من فينا معشر البشر من لايخطيء ولا ينحرف عن سنن الحق ؟!
من منا من لايزل لسانه او يرتكب معصية ؟
وقال صلى الله عليه وسلم :
(كل ابن آدم خطّاء وخير الخطائين التوابون)
فمن معصوم هنا ؟...
...
وقال الشاعر :
ومن ذا الذي ترضى سجاياه كلها = كفى بالمرء نبلاً ان تعد معايبه
.............
مما تقدم يتضح ان الانسان معرض للخطأ وفعل السوء ، سواءً متعمداً او غير متعمد ...
ويبقى السؤال هو
كيف يتعامل المسلم مع اخيه في هذه الحاله؟؟؟
جاء في الاثر (المسلم مرآة اخيه)
ولهذا فان حق المسلم على اخيه هو النصيحه وهي :
-التثبت
وهو ان لاتصدق ماتسمعه من الوهلة الاولى فربما كان نبأ فاسق ، فلا بد ان تتبين ماقيل في
او عن اخيك حتى تكون على بينة من الامر .....
-التماس العذر
وهو ان تحسن الظن فيه وان تحمله على محمل الخير وان تبين حسناته وتتجاوز عن اخطائه ...
-ان تقابله وتسمع منه شخصياً مانسب اليه ومدى صحته ....
-سرية النصيحه
فإن اعترف لك بما قيل فيه فعليك نصحه بسرية تامة تقصد بها وجه الله بعيداً عن التشهير به
او التشفي والشماته ...
قال الامام الشافعي رحمه الله :
من وعظ اخاه سراً فقد نصحه وزانه ، ومن وعظه علانية فقد فضحه وشانه
كما ان ذكر عيوب انسان بعينه اذا كان صحيحاً فهو اغتياب وان كان ظلماً فهو بهتان ..
وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لايصرح وانما يقول (مابال اقوام يفعلون كذا وكذا..)
اما مايفعله كثير من الناس في هذا الزمن فمرده الى عدم التأدب بآداب الاسلام وتعاليمه اما جهلاً
او عدم مبالاة او خبثاً ولاحول ولا قوة الا بالله .... نسأل الله لهم الهداية والمغفره
.......
شخينا الفاضل ابا انس
ضاعف الله لك الحسنات ومحا السيئات وجزاك خيرا على اثارة هذا الموضوع الهام
هذا جهد اخيك المقل راجياً ان يكون فيه شيء من الاثراء المطلوب والامل المنشود ....
واستغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم
والحمد لله اولاً وآخراً
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.....................