16-07-08, 11:33 PM
|
المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو مؤسس و اداري سابق
| الرتبة: | | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | Mar 2007 | العضوية: | 16 | الاقامة: | مجــالس الفــردة | المواضيع: | 237 | الردود: | 2689 | جميع المشاركات: | 2,926 [+] | بمعدل : | 0.45 يوميا | تلقى » 7 اعجاب | ارسل » 12 اعجاب | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 120 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى :
المجلس العام السؤال عن المحظور . لـِ ( حسن مفتي ) قبل شهرين ونصف تقريباً كنت في زيارة عملٍ خاصةٍ إلى مملكة البحرين، وأثناء مروري بإحدى مكتباتها هناك طلباً لكتابٍ يجمع فصولاً من الأبحاث حيال قضية الوجود والموت ! دخل سائق أجرةٍ من مواطني دولة البحرين وسأل صاحب المكتبة المكنى بأبي فاطمة عن كتب المفكر الإسلامي سيد قطب يرحمه الله تعالى، وقال له : إن امرأةً من السعودية تقيم في إحدى فنادق مملكة البحرين أرسلتني لاقتناء جميع مؤلفات سيد قطب، بحجة منعها ومصادرتها في المملكة العربية السعودية، وإنها ترغب في معرفة ما تحتويه تلك الكتب من أفكارٍ ورؤى وموضوعاتٍ !
نقدت صاحب المكتبة قيمة ما اقتنيت من كتبٍ وخرجت مغادراً المحل والجزيرة في زيارةٍ لم تستغرق مني غير بضع ساعاتٍ، ولم ينحسر عن عقلي ذلك الحديث الذي دار بين السائق وصاحب المكتبة حيال مصادرة كتب سيد قطب يرحمه الله، ومنع بيعها أو نشرها !
لعقودٍ خلت كانت كتب المفكر الإسلامي سيد قطب يرحمه الله تشكل البوابة الأولى لولوج عالم الثقافة الإسلامية لكل قارئٍ في المملكة والخليج على وجه الخصوص قبل 11 سبتمبر، ثم وقعت الواقعة المشهورة وضربت أمريكا في أعماق خاصرتها، فانقلبت محاور الكرة الأرضية كما تقول الأسطورة التي أريد لنا أن نصدقها، وأن نعلق عليها شماعة الإرهاب، كما علق الآخرون شماعة الإرهاب في العراق على كتب الشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب يرحمه الله تعالى !
تخضع تهم الإرهاب في العادة لأمزجة الساسة ومستشاريهم من المنظّرين وبعض طفيلي المآدب من خاصة الجلساء، وبعيداً عن أي موضوعيةٍ يتم مصادرة هذا الكتاب أو ذاك المبحث، بحجة احتواءه على أدبيات التكفير والمروق والتفجير !
مع أنني أرى أن المتورطين فيما يعرف بالأعمال الإرهابية مؤخراً لا يلمون بأبسط أدبيات الدين كتحريم الاعتداء على الدماء والأموال والأعراض، ووجوب شهود صلاة الجماعة في المساجد بدلاً من التجمع داخل شقةٍ أو استراحةٍ خاصةٍ، فما بالكم بكتب سيد قطب يرحمه الله، بل لم يسمع باسمه الآخرون، وأن رأس مال بعضهم خطباً لزعيمهم الملهم أسامة بن لادنٍ، وكلمةً من هناك لأيمن الظواهري الرجل الثاني في التنظيم، وبضعة عملياتٍ عسكريةٍ على خلفية أناشيد حماسية !
معضلة هذا الجيل العنيف لا تقوم بالضرورة على الفكر لأنه لا عقل لدى أكثرهم ! العقل هنا مغيب، والذي يؤمن منهم بشيءٍ حقاً كان أم باطلاً لا يرتد عنه حتى لو أدى إيمانه ذلك إلى إهراق دماء العالم بأجمعه، أو كما قال الأول : أنا ومن بعدي الطوفان !
تحرك قناعات الغالبية منهم العاطفة لا التأمل في العواقب واستجلاء حقيقة الهدف، وتلعب مختلف المشاهد المبثوثة في وسائل الإعلام المرئية من قتلٍ ودمارٍ وإذلالٍ للمسلمين في العراق وأفغانستان، والقضية الحاضرة الغائبة في فؤاد كل مسلمٍ فلسطين، درواً أساسياً في عملية التحفيز تلك !
ما الذي تنتظره من شابٍ رأى عملية قتل محمد الدرة - مثلاً - حيةً على الهواء ؟! أو إصابة الرضيعة إيمان حجو بطلقة قناصٍ إسرائيلي يحمل بندقية ال M16 ؟ أو عملية إبادةٍ لتلك العائلة الفلسطينية التي خرجت لاستنشاق الهواء الطلق قرب شاطئ غزة بطائرات الإف 16 الأمريكية، ولم تنج من المذبحة سوى طفلةٍ واحدةٍ كانت تصرخ في جنونٍ يقطع الصخر، تلك الطفلة احتضنتها إحدى الأسر الحاكمة في دولة الإمارات العربية بعد أن أبيدت أسرتها بالسلاح الأمريكي المستخدم من قبل الطيار الإسرائيلي !
لا يحتاج هذا الجيل المحبط إلى كتب سيد قطب يرحمه الله، كمعالم في الطريق، وظلال القرآن، ولماذا أعدموني، بل لا يحتاج إلى كتاب عبد السلام فرج - العقل المدبر لعملية اغتيال الرئيس أنور السادات – الفريضة الغائبة، ولا إلى الكتاب الأخير الذي أعلنت عنه وزارة الداخلية - في معرض إلقاءها القبض على بضع خلايا إرهابيةٍ - إدارة التوحش أو إدارة حديقة الحيوانات ! فهذه المنشورات لا ترقى بحالٍ من الأحوال إلى عمق ما كتبه سيد قطب يرحمه الله على بعض الملحوظات العقدية والفكرية حيالها، وكل يؤخذ من قوله ويرد إلا النبي عليه الصلاة والسلام، ولا يقرأ تلك المنشورات إلا ضحل الثقافة ممن سفه نفسه !
ولو أيقن العاقل منهم بعز هذا الدين ومنعته لأدرك أنه ماضٍ إلى قيام الساعة، والمؤمن مطالب بالعمل والسعي في الأرض، بل وغرس الفسائل حتى وإن قامت عليه القيامة !
ما قام به أفراد التيار السنكوحي من تحميل أوزار البشرية جمعاء لكتب سيد قطب ليس بدعاً من جنونٍ، فمتى عقل أولئك المرضى أو استيقظوا من سباتهم الشتوي العميق ؟! انكفاءهم على الذات وصمتهم عن بعض الكتابات الكفرية المسطورة في صحفنا المحلية التي نالت من أس اعتقاد أهل السنة والجماعة أكثر من مرةٍ، والتي تفوق في خطورتها جميع ما كتبه سيد قطب، يجلي لكل مراقبٍ حقيقة تحالفاتهم مع التيار الآخر لتحقيق المآرب الشخصية، والمكانة الاجتماعية، لدينا أزمة سلوكية قبل أن تكون دينية، لم تختزل هذه الأزمة يوماً في كتب سيد قطب يرحمه الله، ولا في تعليمنا الديني الذي نشأنا عليه وتربينا !
لم تعلمني المدرسة يوماً تكفير مسلمٍ أو طريقة قتله وإن هرش جلده بروفيسور البرطميات المشهور صاحب مقالة : من الذي اختطف البسمة أو غيّبها ؟ ولك عزيزي القارئ أن تتأمل صورته أو تقرأ مقالةً له لتدرك المسؤول الأول عن تغييب البسمة عن سحنات البؤساء من المواطنين !
كذلك الحال بالنسبة لحلقات تحفيظ القرآن التي حفظ الله بها دين الشباب وأوقاتهم، والتي يحاول هذا الطابور الخبيث - في استماتةٍ - النيل منها في سعارٍ لا مثيلٍ له، وتحالفٍ مفضوحٍ بين مقالاتهم من جهةٍ ومقالات التيار السنكوحي الغريب من جهةٍ أخرى، ولكم مطالعة ما يسطره المدعو برهومي على صدر صحيفة الرياض، وعشراتٍ من كتاب الصحف .
ماذا لو لم نُقد كتب سيد قطب ؟ بمعنى آخر ماذا لو أثنت الدولة على كتب سيد قطب مثلاً، وأثرها في تشكيل الفكر الإنساني ؟! هل كنت ترى مقالاتٍ لأمثال المتطفلة على الشأن المحلي كاتبة الوطن ليلى الأحدب وهي تتحدث بحماسٍ منقطع النظير، عن خطورة هذه الكتب على الدورة الدموية وصحة الأجنة في الأشهر الأولى من الحمل ! وأنا أجزم هنا أنها لم تقرأ حرفاً واحداً للمفكر العبقري سيد، وأنها مع غيرها ممن نحا ذلك المنحى، مجرد راكبةٍ للموجة لا أقل ولا أكثر !
ألم تزعم من قبل أن القاعدة هددتها بالقتل ؟! وكل يدعي وصلاً بالنضال هذه الأيام ومكافحة الإرهاب، بإضافة شيءٍ من التوابل الحارة على مكانته الاجتماعية في الحياة !
تتقاطع القاعدة هذه الأيام - لدى كتاب الصحف - مع كتب سيد قطب، والمناهج الدراسية وحلقات تحفيظ القران، وخطب الجمعة، كأعداءٍ كلاسيكيين نحمّلهم جميع الشرور والفتن وفق ما تريده السياسة الأمريكية، لا وفق ما نريده نحن بإرادتنا المستقلة وطبيعة تفكيرنا ! مع أن الثوب الإرهابي ومسبباته يسع المئات من المنظمات الراديكالية شرقاً وغرباً، والأفكار الإنسانية في أرجاء المعمورة !
بنقرةٍ حاسوبيةٍ واحدةٍ تمكنك الشبكة العالمية من تحميل جميع إصدارات المفكر الإسلامي سيد قطب يرحمه الله دون أن تغّير عباراته شيئاً في عقلك ما لم تكن إمعةً، وبنقرةٍ واحدةٍ على أزرار الريموت كنترول لجهاز الرسيفر يمكنك أن تتحول إلى أكبر إرهابيٍ شهده التاريخ، عقب وجبةٍ واحدةٍ فقط من مشاهد الرعب والإذلال الفضائي، الذي تقدمه لنا القنوات الإخبارية العربية والعالمية، وبتغيير نمط التفكير وعدم إرخاء السمع للسفهاء من بني سنكح تستطيع الدولة أن توقف مغامرات هؤلاء الصبية الهواة الذين كُسرت بوصلتهم، واستحلوا ضرب مقدرات الأمة ومدخراتها بحجة إدارة التوحش وإخراج الأسد من عرينه !
لسنا بحاجةٍ إلى قراراتٍ مرتجلةٍ تدين مؤلفات الكاتب فلان بحجة خطورتها على الذوق العام وفق ما يراه أصحاب الأغراض الدنيئة والعقول القاصرة، كما أدان النظام العلوي النصيري والعراقي الرافضي، وأنظمة تونس والمغرب وليبيا كتب الشيخ الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب يرحمه الله بحجة التكفير واستحلال الدماء ! فالمسألة هنا نسبية، وما نراه خطراً لا يراه الآخرون كذلك، وما نراه في المقابل حقاً يراه غيرنا تكفيراً وتمزيقاً للأمة !
ويبقى الحال على ما هو عليه حتى تتولى الحكم إدارة أمريكية أخرى تقول أجندتها : إن كتب المفكر الإسلامي سيد قطب لا تشكل أي خطرٍ على الذوق العام، ولا علاقة لها من قريبٍ ولا من بعيدٍ بالتطرف أو بالإرهاب، وأن الإرهاب مرتبط بضعف التحصيل العملي، وقصور المناهج الدراسية العلمية عن مواكبة التطور التقني !
عندها ستدبج حرباء الوطن مقالاتٍ عن الأثر لإيماني لكتب سيد قطب في منع الجريمة المنظمة داخل المجتمع، وأنها تدعو إلى الحفاظ على كرامة المرأة وحريتها !
أخيراً : هل تعلم عزيزي القارئ أن كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية، تم منع بيعه في معرض الكتاب الدولي الذي أقيم في الإمارات مؤخراً ؟!
كتبه : حسن مفتي .
|
| |