16-07-08, 01:22 PM
|
المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | إداري سابق
| الرتبة: | | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | Jun 2007 | العضوية: | 482 | الاقامة: | بريدة | الجنس: | ذكر | المواضيع: | 297 | الردود: | 3058 | جميع المشاركات: | 3,355 [+] | بمعدل : | 0.52 يوميا | تلقى » 2 اعجاب | ارسل » 4 اعجاب | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 295 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى :
المجلس الإسلامي الناسُ للناسِ من بدو و حاضرةٍ لما كانت دار المعاش دار الابتلاءات و الامتحانات ، كان الإنسان بطبيعته يميل إلى الدعة و الراحة ، و يشتاق إلى لحظات الأنس بمن يواسيه في حياته ، و لا تكاد تجد في الدنيا إنسانا بلاصاحب موادد ، أو صديق معاضد ، فالخلطاء من نفائس الغنائم ، و اختيارهم من أجل المطالب ، فالصديق توأم الروح ، و جابر الخاطر ، يتقلب بمشاعره كيفما تقلبت ، يُحس بما تحس به ، يحزن لحزنك ، يفرح لفرحك ..بل لا أكون مجازفاً إن قلت أنه يفرح أشد من فرحك ، و يحزن أشد من حزنك ، يُلقي بقلبه ليستقر في جسدك ، و يأخذ قلبك ليعيش مكانه ، في شعور متبادل ..
و الناس على أنواع تختلف باختلاف شخصياتهم و قبولها عند الناس و قبول الناس لها ، فهناك من يعيش بين حشد هائل من الأصدقاء و الزملاء و يقبل التعرف و التوسع في ذلك و التودد لأي أحد من الناس ، و هناك من يعيش حالة عزلة نسبية فلا تراه إلا مع شخصين اثنين أو واحد ولا يرغب التعرف على غيرهما ، و هناك من يتسابق الناس إلى شرف معرفته لما يحمله من صفات تحث الناس على قبوله ، و التنافس على قربه و هذا صنف عزيز لأنه لم يصل إلى هذا القدر إلا لعلوه في صفاته ، و لاشتهاره بأخلاق أو صفاتٍ أو مهاراتٍ جعلت منه إنسانا محبوباً يُطبق الكل على محاولة التقرب إليه . .
إن معرفة الرجال غنيمة هذه الحياة ، و لن تستطيع توسيع أطر علاقاتك بالناس حتى تكون كما يُريدون فيما هو قابل للتحول ، فالناس على مذاهب و مشارب ، فلا بد أن تكون حاضر العقل حينما تلتقي بإنسان فتعرف ماذا يُريد و بما يُفكر ، و كيف يكون ، فتكون مثله لا عن جهالة و سذاجة ، و لكن عن سياسة و تواضع ، و لتعلم أنه ما من إنسان إلا و أنت بحاجة إلى تعلم ما يتقنه هو ، و بذلك تتعلم على يديه أو تستفيد منه .
الناسُ للناسِ من بدو و حاضرةٍ ** كل لكلٍ و إلم يشعروا خدمـوا
هناك من يظن أن توسيع العلاقات خطأ محض و يُحذر منه بإطلاق ، و هناك من يظن أن تحجيم العلاقات بإطلاق خطأ ، و هذه أحكام غير موزونة ، فإن ذلك خاضع للأشخاص و طبيعة التكوين الفسيولوجي لديهم ، و لكن الأفضل في الأعم الأغلب هو توسيع دائرة العلاقات التي ينتفع منها الإنسان لحديث : ( المسلم الذي يُخالط الناس و يصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالطهم ولا يصبر على أذاهم ) ، و ليست هذه النظرة قائمة على مسلك المصلحة و حب الذات ، و لكن الانتفاع الأهم هو ارتقاء الروح ، و سمو القلب ، و بناء العقل ، و هذا يتأتى من طريق القرناء و الجلساء و الخلطاء ، و أنت بالمقابل لن تكون فاعلاً متفاعلاً في محيطك إلا من خلال اتصالك بالآخرين و للاتصال مهارات ليس هذا موضع الحديث عنها .
----
كتبه الصمصام ، وأعجبني فنقلته للفائدة ....
|
| |