13-07-08, 11:33 PM
|
المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو مؤسس و اداري سابق
| الرتبة: | | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | Mar 2007 | العضوية: | 16 | الاقامة: | مجــالس الفــردة | المواضيع: | 237 | الردود: | 2689 | جميع المشاركات: | 2,926 [+] | بمعدل : | 0.45 يوميا | تلقى » 7 اعجاب | ارسل » 12 اعجاب | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 120 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى :
المجلس العام (( الخوف )) لـ / حسن مفتي سطرت كتب التواريخ والسير حكاية سقوط بغداد على أيدي التتار وما ارتكبوه فيها من فضائع وجرائم في حق المسلمين سنة 656 هـ وكان من أغرب مواقف ذل المسلمين ما روته بعض الكتب عن استكانة العصابة من المسلمين لجنديٍ تتريٍ واحدٍ أعزل السلاح، كان يأمر العصابة من الأسرى بالجلوس في قسوةٍ وشدةٍ، فيأتمرون بأمره لحين إحضاره للسيف ليجهز عليهم ! فيغيب ما شاء الله له أن يغيب عن أبصارهم، ويعود وفي يده آلة الحصاد، فيعملها في رقابهم وهم ينظرون إليه دون أن يموء أحدهم بصوتٍ واحدٍ .
حاول بعض الباحثين ربط صورة الاستسلام تلك لسيف المنية المغولي بالذلة التي حلت بالمسلمين، والضعف الإيماني نتيجة الانغماس في ملذات الحياة الدنيا في تلك الحقبة ! والركون إلى مستشار السوء ابن العلقمي الرافضي .
ثم وجدت صورةً أخرى لصور الرعب التي حلت بالمسلمين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في السنة الخامسة من الهجرة، ووصفها القرآن الكريم في سورة الأحزاب بأبلغ وصفٍ وأعظم تصويرٍ، حيث تداعت قريش وقبائل غطفان وبنو أسدٍ وبنو سليم وآخرون مع بضعة عصاباتٍ يهوديةٍ على مدينة رسول الله عليه الصلاة والسلام، وتمكنت الأحزاب من فرض طوقٍ إرهابيٍ من الحصار الشديد على صحابة نبي الله عليه الصلاة والسلام .
كان الظلام حالكاً والريح تقصف، واليهود يجوسون، وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يعانون الأمرين من الحصار والمسغبة، وتكشير الأنياب من المنافقين والذين في قلوبهم مرض، والبعض استأذن من النبي عليه الصلاة والسلام أن لا يشهد القتال معه بحجة ( إن بيوتنا عورة وما هي بعورةٍ إن يريدون إلا فراراً )
فقص الله تعالى علينا مشاعر المسلمين بقوله سبحانه ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بصيرا، إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَ، هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا ) وللقارئ أن يتخيل حال المسلمين عقب هذا التصوير الإلهي المذهل .
وقد أشار نبي الله عليه الصلاة والسلام إلى أهمية سلاح الرعب، وأن الله جل وعلا أعطاه هذه الخاصية العظيمة فقال عليه الصلاة والسلام ( نصرت بالرعب مسيرة شهرٍ ) قال الحافظ ابن حجرٍ يرحمه الله : مفهومه أنه لم يوجد لغيره النصر بالرعب في هذه المدة ولا في أكثر منها، أما ما دونها فلا .
ولقد استغلت العشرات من الدول في مختلف معاركها سلاح بث الرعب في قلوب الجنود والمدنيين، أما الجنود فيكفي أن تلقي الطائرات عليهم مئات المنشورات التي تفت في عضدهم بأنباء مغلوطةٍ عن حقيقة العمليات العسكرية في الميدان، وتقدم الخصم وتقهقر الكتائب وتضعضع المعنويات والهمم، وفق خططٍ وأساليب نفسيةٍ مدروسةٍ على أيدي خبراء في علم النفس والفلسفة .
وأما المدنيين فيكفيهم الجهل المطبق بحقيقة ما يجري على أرض المعركة، أو تضارب الأنباء التي تبثها القيادة، ليسلموا كل ما لديهم قبل أن يحل البلاء بهم، وقد أجادت ألمانيا النازية استخدام هذا السلاح بفعالية، فوائمت في سلاح الرعب بين القول والفعل، وبين وزارةٍ كاملةٍ أدارها النازي الداهية جوبلز الذي استحدث قسماً عربياً كاملاً ألهب مشاعر العرب بالخطب الحماسية الرنانة التي كان يلقيها المذيع العراقي يونس بحري .
عززت النازية رعبها في أوربا عقب الحرب الخاطفة في بولندا والتي لم تقتطع من وقت جيشها أكثر من عشرة أيامٍ، وكذا الحال بالنسبة لجيش العدو الإسرائيلي الذي كسر شوكة العرب في حرب 67 صاحب إشاعة الجيش الذي لا يقهر !
ولقد عاش مجتمعنا أشهر رعبٍ عقب غزو دولة الكويت على يد صدام حسين خوفاً من إشاعة الأسلحة الكيماوية !
ومما يعزز دور هذا السلاح الفعال في المعارك والمجتمع، عدم وجود خططٍ أو مشاريع عملٍ مضادةٍ، تقاوم هذا الغزو المنظم، بالصدق في العرض، والشفافية في نقل الأخبار، وإحاطة الجماهير بالموقف ككلٍ، ليهلك من هلك عن بينةٍ ويحيا من حي عن بينةٍ، بدلاً من تسويق الوهم، وترويج الأحلام، وتشييد قصورٍ من زجاجٍ !
يقول الشيخ عبد الحميد كشك يرحمه الله في كتابه قصة أيامي، أو أيام حياتي ( الوهم مني ) إن صوت المذيع الناصري كان ملعلعاً بالأكاذيب إبان حرب 67 وكان يقول لقد أسقطنا للعدو أكثر من 260 طائرةٍ حربيةٍ ! يقول الشيخ كشك يرحمه الله، لو كانت طائرات إسرائيل بعدد الذباب لما استطعنا إسقاط هذه الأعداد !
حسن مفتي
تعقيب : ـ الرعب الذي سيطر على المسلمين من قبل التتر
ـ الخوف والتثاقل إلى الأرض إبان معركة الأحزاب .
ـ الحرب النفسية في تكتيكات الحرب المعاصرة .
قرأت في المقال تمحوره حول الخوف من جانبين : *الجانب الأول : تسويغ ولفت النظر لإستخدامه كسلاح .
*الجانب الثاني : لفت النظر إلى ان العدو يستخدم هذا السلاح .
إذاً فهي دعوة للموازنة والإتزان بالخوف ، وإدارك أن للخوف جانب إيجابي ، وجانب سلبي .
عبدالله بن غنام
|
| |