هنا شتات أفكار لا يلم فرقتها طول تأمل الحكيم.
فبقع الأضواء متداخلة في ناظري ، بلا حدود واضحة
وهي بكل ألوان الطيف
بعشوائية تجعل مواقع الظلمة أشد وضوحاً
بلونها الواحد الكئيب
***
ولم يزل شوقي لحلم مثالي كنت أتمنى
و ما خبا أملي بلون جميل أهدى
و لا زلت أرجو غبطة في الضمير للون ومعنى
***
افتقدت نورك الأبيض المبين يا ذاك الفنار القديم
واحترت في خضم الألوان المتمازجة ، ومابرحت أسأل أي لون هو الأمثل ؟؟
تمازجت وتداخلت الألوان وذابت حقائقها في بعضها حتى أضحى للناظرين أن الأبيض والرمادي لا فرق بينهما ، وأنهما ينبثقان من أصل واحد.
فقد قالوا أن كل الألوان تنبثق من شعاع الشمس ، فكلها في الأصل نور .
وكنا نرى في زمن ما أن الرمادي يمنع زكاة الضمير ، والأصفر يمرضه ، والبني يقلقه ، والأخضر يعطيه الحكمة ، والأبيض يهديه للصفاء ويحضه على الوفاء .
فهل كنا مخطئين ، ضالين ؟؟
وهل الحق ما قالوا ؟؟
***
أين غاب نورك الأبيض أيها الفنار ؟؟
وهل سيستحيل يوماً إلى رمادي ، باعتبار أن الأصل واحد ؟؟؟
ترى هل اختلفت الحقائق ؟؟؟ أم تمازجت وتكاملت ؟؟؟
أم انداحت دائرة المنظور فأحاطت وشملت ؟؟؟
أم ارتفعنا لعلو شاهق نرى منه جذور الأصول ولا تعيينا التفاصيل ؟
لكن أين ذهب في هذه الفلسفة الجديدة ، البريق والآلاء الزائف ؟؟؟
كنا سابقاً نراه ، واليوم لا نراه ، فكل الألوان حقيقة ثابتة ، وكلها ذات أصل واحد ، ومدلول واحد ، وتصب في هدف واحد .
بالأمس كان له شكل وهيئة وجسم مادي محسوس ، واليوم ذابت ماديته وغاب حضوره في المنظور فليس إلا في الضمير ، وغيبٌ خلف الطبيعة ، أو ذكرى من الأساطير القديمة .
فهو يوماً ما كان هنا ..
لماذا أصبحنا نرى كل ألوان الطيف ببياض جهير ؟؟؟
فليس في فلسفتنا إلا الأبيض والأسود ؟؟
أين الأصفر ؟؟؟ أين الأزرق ؟؟؟ أين الباهت .؟؟؟ أين الغامق والفاتح ؟؟؟
ترى أين ألوان الطيف ؟؟
عبدالله بن غنام الفريدي
8 / 7 / 1429 هـ