كانت لي هذه التدوينة التى تتفق مع المقال في منحى منه :
في السياسة والعقيدة والمذهب والاجتماع
العروة الوثقى فيها دائماً هو الفكر الذي تبنى عليه (( النظرية في الضمير )) والخلفية الثقافية التي تحدد ذلك الفكر ، وهي المحصلة النهائية للفكر وتطوره ، وهذه الأخيرة تُبنا على معطيات المحيط وتداعياتها .
فإذا أردنا أن نعالج مشكلة الإرهاب ، فعلينا أن نعي العقيدة التي يقوم عليها .
وعقيدة الإرهاب تتلخص في كونها ردة فعل على ظلم وحصر وتهميش ومحاولة إلغاء ، طبعاً القالب الذي صيغت فيه هو الجهاد في سبيل الله ، والمضي لبسط حق الله في الأرض ، ولكن هل فعلاً هو جهاد متجرد لله تعالى ، من الهوى ، ومن نزعة العرق ، ومن العصبية لأرض أو قوم أو ثقافة .
هل هو نقي من ذلك ؟؟
حين يقول القائل وهو يدعو للجهاد في سبيل الله :
وكل قذيفة قتلت بريئاً من الأطفــال في عمر الـورود
ستنبت بعدها أشواك ثـــأر وجيلاً رافضاً ذل القيـود
فلن تُعلى بمطــرقة وفــأس بيارقنا إلى الأبـد الأبيد
يتبين جلياً الحديث عن الثأر هنا ، وتقرير ردة الفعل ، والسعي إلى القصاص .
والسعي إلى القصاص ليس خطأً بذاته ، ولكن الخطأ أن لا يكون على منهجية واضحة المعالم وتحترم الجميع .
وحين نجد أنها ردة فعل ، نعلم يقيناً أن ثمة خطأ وارد من الجهة المقابلة .
حين ينشأ فتى في مجتمع يضطهد ، ويُضطر إلى أضيق المسالك دائماً ، ويستذل في فكره وسلوكه وقوميته ولونه ولسانه ، ويرى بعينه شعوب تستعبد من قبل شعوب ، وبرتوكولات تُشرع القرصنة بشكلها الجديد ، القرصنة على مستوى دول ، فتمارسها دول عظمى ، وتدعي أنها الحضارة والإنسانية والعدل والحقوق .
فلا يجد هذا البائس مع عقيدة هذا القرن ما يضمن له حقه بالوجود .
ألم تُمسح دول بأكملها من الخارطة ، بتسويغ من تلك القرصنة ؟؟؟
ألم تستهدف حضارة وثقافة عرق بأكمله في ظل ذلك التطرف ؟؟؟
أليست النظم ـ في هذا العالم ـ كلها تصاغ لتلغي كافة حقوقه ؟؟؟
المسألة هنا ليست علو النصرانية على الإسلام ، أو اليهودية .
في نظري أن الكل مضطهد والكل ضحية ، وهذا الجنون الذي يموج بالعالم هو النتيجة .
وأعتقد أن الورم الخبيث في هذا العالم الذي هو مصدر تلك الحمى وهذا الألم ، هو النظام الرأس مالي ، وسياسة سيطرة رؤوس الأموال ، وتحكيم العالم وتطوعيه لمصالح كبريات الشركات .
فالربا إذاً هو مصدر الإرهاب ، وأضحوكة التأمين الاجتماعي ، والاحتكار ، وباقي تشريعات القرصنة .
لقد قتلوا العراق حتى يرثوه ، ويسلبون حتى الأسمال التي كان يلبس .
العراق الذي اختلطت فيه القوميات والأديان ، لم يقضي عليه النصارى .
لكن فتنة القراصنة شاءت أن تزيف مجداً ما لعرق على عرق ، فيسقط الكل ويعلو هبل .
أنظروا أضحوكة (( أنفلونزا الطيور )) كيف ماجت بالعالم وجاست خلال الديار ، على أن التقارير النزيهة تؤكد أن من ماتوا بالأنفلونزا العادية أكثر ممن ماتوا بأنفلونزا الطيور ، ولكن لأن مدة احتقار الدواء لمخترع الدواء قاربت على النهاية ، كانت هذه الحكاية.
لكن من يؤكد لنا حقيقة الحكاية ، وفصلاً غائباً في الرواية ؟؟؟؟
ليشرح لنا ما الإرهاب ؟؟ وكيف العلاج ؟؟ وأين السلام ؟؟
لذا أقول عن هذا الجنون الذي يموج بالعالم أنه : ثورة هوجاء لم تعرف عدوها الحقيقي ، من كثرة وتراكب الأعداء طبق فوق طبق.
هذه لمحة ربما أضيف لها يوماً ما شيئاً جديداً .
عبدالله.