30-06-08, 01:49 AM
|
المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو مؤسس و اداري سابق
| الرتبة: | | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | Mar 2007 | العضوية: | 16 | الاقامة: | مجــالس الفــردة | المواضيع: | 237 | الردود: | 2689 | جميع المشاركات: | 2,926 [+] | بمعدل : | 0.45 يوميا | تلقى » 7 اعجاب | ارسل » 12 اعجاب | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 120 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى :
مكتبة المجالس سبيل الدعوة (( بداية ، وهدفاً ، وإستراتيجية )) الأحقاد لا تصنع أمة ، وجلد الذات لا يحقق النجاح ، ربما يوجد بريقاً يشد الإبصار
لوهلة لكنه لا ينفع الناس ولا يمكث في الإرض .
ومن مبادئ الإسلام ( الذي هو الثورة الكبرى في سبيل إصلاح البشرية ) من مبادئه الإخلاص والتجرد من الأنا ومن المصلحة الشخصية والهوى ، أو مصلحة عرق على آخر .
والإخلاص والتجرد يقوم عليه مبدأ الولاء ، وهذا يقوم عليه البراء .. ليس البراء من الشخص المقابل المخالف فقط .
بل البراء حتى من الشعور المخالف (( ثم لايجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ، ويسلموا تسليماً ))
والإسلام نظام ودستور يقرر منهجية الحياة ، وتقاعس العلماء ، وعمالة الأنظمة ، واسترقاق الشعوب، هذه هي الفوضى التي تنتج عن غياب النظام .
ولمعالجة الفوضى ، نحتاج لرد النظام ، ولا يكون رده إلا بالدعوة إليه ، وشرحه للناس ، مشروع إصلاحي بمجرد تفعيله يزول تلقائياً كل ما نتج عن الفوضى من مشكلات . مثال :
دولة زال السلطان عنها وعم فيها الخراب من نهب وقتل وتخريب .
ليس الحل النظر بتوجع لهذه المشكلات أو محاولة حل كل حدة .
لكن الحل بالنظر في العروة الوثقى للموضوع ، وهي عودة السلطان للبلاد .
الدولة هنا هي مجتمع الإنسانية بأجمعه ، والسلطان هو نظام الإسلام ودستوره . هذه نقطة ،،،
أما عن استراتيجية هذه الفكرة في الترقية والإنقاذ فهي واضحة القسمات ، محددة المعالم ، وبمنتهى البساطة :
طبعاً الفكر الإصلاحي قام على دستور سماوي لا على أهواء البشر وهو لا شك يستوعب مختلف مشارب الناس ، ولا يشاد أحد هذا الدين إلا غلبه هو يفتح المجال للإبداع والإنطلاق والتحرر لأبعد ما تطيق فطرة الفرد لكنه محدد بأطر ومنسق ضمن نظام مجتمع عام ،،، هذه أولى.
يطالب النظام ويحث على التوجيه ، الوعظ ، النصح ، تغيير المنكر بأحد المراتب الثلاث حسب المقام والحدود.
وميزة هذا النظام أنه ليس بحاجة إلى حركة أو حزب ، بل ممكن أن ينهض به الفرد الواحد .
وعلى مدى التأريخ قرأنا كيف نهضت أمم برجل واحد مثلاً : أبو بكر الصديق رضي الله عنه وثباته وحده ـ بداية ـ على مبدأ حرب الردة . أحمد بن حنبل وثباته وحده على مبدأ أن القرآن منزل وليس مخلوق . محمد بن عبدالوهاب وثباته وحدة على مبدأ التجديد والإصلاح .
هذه مواقف من ثلاثة رجال أفراد غيرت مجرى التاريخ .
وكلنا يلاحظ ويعلم أن وجود رجل واعي في قرية ما يمد أثره على القرية كاملة ، أو الحي ، أو حتى المدينة .
والمطلوب من الفرد ( حسب نظام الإسلام ، وكخطوة إصلاحية في المجتمع ) ” قل أمنت بالله ثم أستقم ” ، ” ولا يضركم من ضل إذا أهتديتم ” ومطالب أن يكون جهدك بحدودك فلا تتجاوز دوردك أو حدود إستطاعتك .
طيب،،،، هذا بإختصار ( ولا ننسى الإخلاص والتجرد ) ،،،إذا تمت المنهجية على ضوء التنوية أعلاه ـ وهي على مستوى الفرد ـ وإذا طبق الإخلاص والتجرد ( مهم جداً الإخلاص والتجرد لله ) أليست تكون استراتيجية الإصلاح واضحة المعالم محددة القسمات وبسيطة جداً ؟؟.
الصعوبة فيها تكمن في المحافظة والثبات على ( الإخلاص والتجرد ) . وللمثل البسيط على تلك الإستراتيجية أقول :
كتربية الأولاد ، أحدنا يتعب نفسه في قرأة بحوث وكتب تربية وعلم نفس ، ليقوم بتربية أولاده كما يجب .
والمسألة أبسط من ذلك ….
مجرد أن تكون لهم القدوة الصالحة فسيتبعونك ويسعون خلف خطاك ، وحذو القذة بالقذة ، فقط تحتاج إلى الصمود على تربية نفسك أولاً وأن تريهم كيف يجب أن يكونوا بالمثال الحي على نفسك .
أليست المسألة أبسط من البساطة؟؟؟؟!!!!!
لا يتحقق وجود الإسلام في الأرض كتيار إلا إذا تحقق وجوده كنماذج حيه تمشي على الأرض
لكننا قوم نستعجل .
أي والله نستعجل ونكلف أنفسنا هم النتيجة لذا نلجأ إلى النفخ في الرماد ليشكل التيار.
ونلقي بمضغ مخلقة وغير مخلقة في قلب الميدان لنستعجل التغيير .
والحقيقة أننا لم نكلف بالنتيجة ..
كلفنا بالجهاد ،، نعم ، لكن هل نحن مطالبون أمام الله بالنصر ؟؟؟؟؟!!!!!
أن البداية على مستوى الفرد كما أشرت أعلاه كفيلة بالتغيير الجذري والذي لايملك تيار صده ولا قوة ردعة .
لأنه تشرب من المجتمع شيئاً فشيئاً
ولأنها صبغة تسري على وجه تحت قدم الفارس فتصطبغ بها الأرض وتتلون بها أقدامه فساقيه فجسده وهو يرى ولا يملك حتى ردها ، لأنها ليست ذات جسد محسوس ممكن أن يستهدف فيضرب ، ولأنها تصبغ كل شي حوله ، فإما أن يصطبغ بها أو يهرب من أرضها .
لكن هذه الصبغة حتى تسري على الأرض (( من وجهة نظري القاصرة )) تحتاج إلى جيلين على أقل تقدير.
وهنا الإخلاص والتجرد حتى نعمل عملاً ربما لا نجني ثمرته في الدنيا وربما يكون جيلنا كله مجرد أضاحي لإيجاد حيز ضئيل يكون نقطة بداية لجيل ينتشر أكثر كصبغة يتلون بها وجه الأرض .
لسنا نضحي بالصدام ، ولسنا نرى السفع والصفع والأطر على الإطلاق
لكن بالبيان ، بالدعوة ، بالنصح ، بفضح زيف الباطل ، وجلاء حكمة الحق ، ببث المُثل ، بتفعيل القيم ، بإيجاد الخير يمشي على الأرض ، بالثبات على هذه المنهجية ، وطبعاً ولزاماً (( بالتجرد والإخلاص لله )).
ليست المسألة مجرد التمرد على الفوضى فقط .
بل الحل هو إيجاد النظام .. بدون غضبة ولا إنفجار .. بتطور وتجدد وإنفتاح وتبصر .. وسعي جاد للتغيير.
والبداية ـ في نظري ـ لابد وأن تكون سلمية حتى يكون لهذا النظام وجود على الأرض كتيار عام وحوزة حصينة .
وهكذا بدأ النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم .
وأؤكد وأشدد على مسألة الإخلاص والتجرد .
النتائج ليست إلينا .
وتقرير المصير ليس لنا .
ونجاح الأمر من عدمه ليس من شأننا .
الذي نحن مطالبون فيه هو إيجاد النظام الإصلاحي نموذجاً في أنفسنا وذواتنا أولاً ، حياً يمشي على الأرض ، ليراه الناس .
يعني لن نتجاوز ـ في جزئية ما ـ دور القدوة والأسوة والمثل ..
ولن نلتفت إلى جزئيات صنعتها الفوضى وهي تزول تلقائياً بمجرد تفعيل النظام.
ولن يكون لأنفسنا حظ من غل ، أو ثأر ، أو رغبة في إنتقام .
لأن العمل هنا خالصاً منا لله تعالى .
إذا كنت بالله مستعصماً = فماذا يضيرك كيد العبيد
إذاً لا تهمنا ولا تعنينا ارهاصات الفوضى أو جزئياتها أو مسميات تلك الجزئيات .
لأنها زبد هو أسرع ما يزول بمجرد تحقق النظام.
ولأننا متجردون لله حتى من ذواتنا .
كتبته وأسأل الله أن ينفع به.
عبدالله بن غنام الفريدي
|
| |