وفي حره الشديد ووهجه المتصل تذكير بالآخرة و أهوالها .
وفي انقضاء أيامه ولياليه تذكير بقرب الأجل ودنو الرحيل
إنه فصل الصيف...
إن في تقلب الليل والنهار وتحول الفصول عبرة وعظة ، كما قال ربنا تبارك وتعالى( يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُوْلِي الْأَبْصَارِ)
(اشتكت النار إلى ربها، فقالت: يا رب أكل بعضي بعضاً، فأذن لها بنفسين؛ نفس في الشتاء ونفس في الصيف، فأشد ما تجدون من الحر من سموم جهنم، وأشد ما تجدون من البرد من زمهرير جهنم.) كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح
فالمؤمن كلما لفحته رياح الصيف وألهبت وجهه الناعم بحرها يقول في نفسه: إذا كان هذا من نفس جهنم فكيف بجهنم نفسها؟؟!! عياذاً بالله تعالى منها.
وإذا كنا لا نحتمل نار الدنيا وهي جزء من تسعة وستين جزءاً من نار الآخرة، فما الشأن في نار الآخرة؟؟!!
رأى عمر بن عبد العزيز رحمه الله قوماً في جنازة قد هربوا من الشمس إلى الظل، وتوقوا الغبار، فبكى، ثم أنشد:
من كان حين تصيب الشمس جبهتهأو الغبـار، يخـاف الشيـن والشعـثـا