نفترق هنا لنلتقي هناك

مدخل
ليس نحن من يختار انتمائه ولكنها تراكمات وعادات نتوارثها حتى شكلت شخصياتنا فأصبحنا ندافع عنها مع أننا لم نختارها

[font=Arial Black

]كان في طريقه لكليته التي التحق بها للتو في بلاد الغربة ... كل شيء مختلف بالنسبة له.. قد أوصله للتو باص النقل العام وقد جلس بين أرتال من البشر مختلفي الديانات مختلفي الجنسيات أحدهم قد احتضن كتابه وبدأ يقرأ مابين أسطره وكأنه سيمتحن به بعد نزوله مباشرة,,, واخر قد أسهب بصوت هاديء يعلو برهة ثم يعود لهدوئة لحظات مع فتاة بجواره... وثالث قد مل حديث البشر فوضع في أذنيه سماعات يسمع شيء مختلف لايشاركه به أحد غيره... واخر قد غط في نوم عميق وكأنه قد ركب الباص منذ ليلتين!! نزل وهو الذي لم يعتد التنقل الا على سيارته الخاصة فهو يحب تماما أن يكون صاحب القرار حتى في حله وترحاله متى سيذهب وأين سيقف .. نزل فاذا كل مايراه مختلف جبال كستها الخضرة تماما لم يعتد أن يراها ... وجوه مختلفة ذات أزياء لم يعرفها من قبل.. فتيات متناثرة تفوق بجرأتها الرجال هي من يسير النظام ويتخذ القرار.. أمطار مستمرة لم يعتد أن يتبلل بها في هذا الوقت الصيفي الحارق بالنسبة له...حتى الأصوات بدت له مختلفه واللغات متداخلة ..
دلف الى كليته ... صمت رهيب يطوق بهوها لا يكسره عدا صوت موسيقي قد بدا كلاسيكيا أعتاد على سماعه في كل الأماكن العامة التي زارها هنا..
قابل أحد زملائه الذين قد تعرف اليهم خلال عملية التسجيل في الكلية وكان قد أعجب كل الإعجاب بثقافته وتعاونه بل وحتى ابتسامته التي تزين ملامحه بين كل كلمتين من كلماته وهوعربي الأصل آسيوي الجنسية بدا له صاحبه وكأنه أحد إخوته حتى وان كان لون جوازه مختلفا( وهي شفرة سرية يفهم الطلبة العرب اللماحين منها جنسية أي قادم جديد!) جلسوا في البهو الواسع وبدأوا يتجاذبون أطراف الحديث ومعيار هذا الرجل يزداد تماما عند صاحبه قدرا ومكانة ...
صباح الورد أتت تتهادى من خلف صاحبنا بنبرة يعرفها تماما ولهجة لامست بحنين شغاف قلبه
ردها بلطف وهو يلتفت بحثا عن قائلها فاذا هوقادم ليباشره بالسلام مصافحة ويسأله : أنت فلان؟
قال صاحبنا نعم ليسحبه من يده مرة أخرى ويحتضنه لقد كان صاحبه الذي لم يره منذ أكثر من عشر سنوات فقد افترقا في أحد سنوات الدراسة الجامعية وانقطعت أخبارهما عن بعض ليلتقوا في بهو في كلية في قرية في أقصى الشرق ...
فرقتهم المشاغل وجمعهم حب العلم

[/font]

العزيز ابو فراس
خاطرة هي اقرب الى بداية مشروع مذكرات يوميه ...
جميلة هذه الصدفه التي جمعت غاليين ..
والاجمل ان يكون الالتقاء هناك ليخفف من لهيب الغربه !!!
وثق اننا نحس بك وبهذا البوح الآتي عبر الاثير...
لقد شوقتنا الى تلك الاجواء التي نفتقدها هنا ...
الامطار والخضره والنسق الاجتماعي والحضاري
لك التوفيق والسعاده ، ولا تنسى دعوتنا للزياره عندما تهدأ الاشواق والاشتياق ..
حفظك الباري
......

اخوي محمد

ما شاء الله تبارك الرحمن

أعجبني تسلسل وأنسياب وتلقائية انتقال نصك من صورة إلى صورة

مما يدلل على تمكن بارع في السرد .

وأعجبني قولك : (( لم يعتد التنقل الا على سيارته الخاصة فهو يحب تماما أن يكون صاحب القرار حتى في حله ))

أعجبني هذا التعليل وفتح لي أبواباً من التأمل في حقيقة طبيعة ما.

وتحيتي لك

المدخل : شيء ما عالق بالذاكره من بقايا نصٌ ما

إقصوصة قصيرة مكتملة الجوانب

من البداية إلى الخاتمة التي أعطت الموضوع إيحاءٌ فكري يخدم الموضوع

ربما مكانها الأصلي يحكى أن . .

وليس بالضرورة أن تكون بداية القصة يحكى أن . . حيث سادت هذه الصبغه بذاك المجلس

أعترف بجمال هذا النص أياً كان إنتسابه . . وجمال صور وإنسيابه

مع الشكر والتقدير لكاتبه

وعلى الخير والمحبة نلتقي

أن تكتب موضوعا ويبادر في التعقيب عليه
خلف الفريد
عبدالله بن غنام
مقبل بن نمران
فإنك وبلا شك استطعت ان تحرك خواطر مبدعين وتلامس أحاسيس أدباء لهم ثقلهم
هنيء لي هذا الاهتمام وشكرا لكم على التشريف

موقف رائع..يحرك أحاسيسك تجاه أجمل المعاني.
الصداقه,طلب العلم,الغربه((حتى الغربه لها جمالها)).
قصة قصيرة اكتملت فيها كل الشروط. لتكون راقية من رقي القلم الذي سطرها..

يسلم أحساسك

وقلمك