22-06-08, 12:07 PM
|
المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | ::عضو نشط::
| الرتبة: | | البيانات | التسجيل: | Apr 2008 | العضوية: | 1014 | المواضيع: | 11 | الردود: | 56 | جميع المشاركات: | 67 [+] | بمعدل : | 0.01 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 50 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى :
مجلس حواء العام أريد زوجاً ولو قتلني أريد زوجا.. حتى لو قتلني!
د. عبدالحليم عويس
19 - جماد أول - 1429 هـ:: 25 - مايو - 2008
ذات يوم.. عندما كنت في هولندا مساعدا لرئيس جامعة روتردام الإسلامية الدكتور الفاضل أحمد أكندز، استدرجت صحيفة هولندية رئيس الجامعة فسألته سؤالا ملتويا - ومغرضا - على هذا النحو: هل ورد في القرآن بشأن المرأة: {واهجروهن في المضاجع واضربوهن} [النساء: 34]؟ فأجاب الدكتور: نعم.. وجاء السؤال الثاني: (وهل تؤمن بهذه الآية أنت شخصيا؟ فلم يملك الدكتور (أكندز) سوى القول: (نعم) دون أن تعطيه الصحيفة حق تفسير الآية وبيان حقيقة ضرب المرأة الذي لا يزيد عن كونه عملية رمزية تماما، وليس بمعنى الضرب الذي يمارسه بعضهم أحيانا، ويظنونه من الإسلام، وهو أبعد ما يكون عن أخلاق الإسلام.. وفورا.. انهالت الصحف هجوما حادا على الدكتور والعالِم التركي الفاضل (أحمد أكندز) الذي يؤمن بضرب المرأة.. واستغلت هذا لتشويه الإسلام بالجملة!!
وأخيرا وقع في يدي كتاب للصديق الشاعر الدكتور عبد اللطيف عبد الحليم الأستاذ بدار العلوم بالقاهرة، يقدم فيه بعض الترجمات لعدد اختاره من قصائد الشعر الإسباني وأمريكا اللاتينية.. ووجدت من جملة القصائد قصيدة للشاعرة الإسبانية (روسياليا دي كاسترو) التي ولدت من أبوين مجهولين، وعاشت تعاني من عقدة فقدان الهوية، بالإضافة إلى أنها عاشت بلا زوج.. فكل من حولها يريدونها عشيقة.. لكنهم لا يريدونها زوجة.. ومن هذا الماضي المجهول، ومن الحاضر الضائع، كتبت كثيرا من شعرها الحزين الباحث عن طريق كريم للحياة دون جدوى..
وقصيدتها (أنشودة حب) نموذج لرغبة فطرية تسعى للخروج من التيه!
أيها القديس..
هب لي زوجا
حتى ولو قتلني
حتى لو سحقني
قديسي
هب لي زوجا ودودا
حتى ولو كان في حجم حبة الذرة
هبه لي يا قديسي
حتى ولو كان به ظلع في كلتا رجليه
ومقطوع اليدين
فإن امرأة بلا رجل
هي جسد بلا روح
عيد بلا حنطة
عصا رديئة
حيث تمضي
هي جذع مبتور
لكن حين يكون ثمة زوج
يا عذراء الكارمن
لا تقبل الدنيا لكي يستريح الإنسان
فإنه من الحسن دائما أن يكون ثمة رجل
كي يكون معينا حتى ولو كان أظلع
أو معوج الساقين.. وأخيرا يبلغ الإحساس بالضياع ذروته.. فتصرخ الشاعرة:
أيها القديس..
هب لي زوجا حتى ولو قتلني
حتى ولو سحقني
فإنه من الحسن دائما أن يكون ثمة رجل كي يكون معينا
حتى ولو كان أظلع
أو معوج الساقين!!
إننا بالطبع لا نريد للمرأة زوجا أظلع معوج الساقين يضربها أو يقتلها، وإنما نريد لها زوجا كريما ودودا مؤدبا بأدب الإسلام وأخلاق الرسول - عليه الصلاة والسلام -، الذي كان يقول: (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي.. ). لكننا - مع ذلك - لا نريد أن يفقد الرجل معنى رجولته، وأن تنافسه في دوره الذي هيأه الله له زوجته التي ينبغي عليها أن تتكامل معه لا أن تتصادم، وأن تؤمن بأن السفينة لا بد لها من قائد واحد.. وإلا غرقت، لكنه القائد الذي يستشير ويحترم إنسانية من معه وعقولهم.. وكم رأينا من بيوت تحطمت وأجيال تشردت نتيجة الصدام، أو سحب القيادة من الرجل لصالح المرأة.. واستسلام الرجل لهذا الواقع نتيجة ضغوط اقتصادية أو اجتماعية... فدفع الأبناء الثمن!!
ومن هنا تأتي القيمة السامية لتلك الآية التي تمثل علاجا حاسما لبعض الحالات الحرجة الاستثنائية جدا.. {فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن} [النساء: 34].. وهو ضرب محكوم بضوابط تفقده معنى الضرب المعروف في أذهان الناس.. وتجعله علاجا لا عقابا.
إن صوت الفطرة الذي صرخت به الشاعرة الكبيرة (روساليا دي كاسترو) هو إحدى الترجمات الإنسانية للمعنى المتألق في الآية الكريمة.. فحِفظ البيت، ووجود المرأة في ظل رجل يحميها من التيه والحشرات البشرية، وأنسها بالزوج والأولاد الشرعيين.. هي مطالب إنسانية رفيعة تستحق بعض التضحية، بل تستحق مهرا كبيرا..!! أ.هـ * * * تعليق / أ : ماجدة محمد شحاته :
وفي عالمنا الإسلامي الذي يدين بدين الفطرة يراد للمرأة
تحت دعوى التمكين والتفعيل واستعادة الحقوق المسلوبة من المجتمع الذكوري
الذي تحكمه وتهيمن عليه ثقافة الفحولة وحدها ، تحت هذه الدعوى ينطلق الخطاب
لتوطين المرأة على استقلالية عن الرجل أدت إلى استغناء بالكلية دون تلك التضحية
التي وصفتها الشاعرة الأسبانية بأقبح الأوصاف من أجل زوج ..
وهو زوج تحتاجه وتحن إليه وتنزع إلى جنابه مهما تكن تفاصيله
أتراها لو أعطيت هذا الزوج كانت ستدرك قيمة هذه النعمة ؟؟
أم أنها ستتبع كل عوراته لتجده في النهاية رجلا يجب التمرد عليه .؟؟
ألا تثير هذه الصرخة الفطرية الشاعرة لدى ناشطات سياسيات وحقوقيات
أدنى حياء من التنادي بسوءات وسلبيات ذكورية ــ زعموا ــ حري بهن أن يعملن
لأجل إعادة تشكيل ثقافة رجولية تمتثل بخلق الإسلام ومقتضاه ؟؟
دون دعوة للتمرد والانعتاق عن ذكور يرونهم أشباه رجال ؟؟
أليست هذه الصرخة تؤكد أن الناس فيما يعشقون مذاهب
وأن اختلاف الطبائع والنفسيات يوجد متسعا لتواجد كل نماذج السلوك
الإنساني مادام يحقق التوافق والتناغم والقفز على موجبات التصادم ؟؟ * * *
تعليق / أ . على الحمدان : الأستاذة الكريمة ماجدة شحاتة
أشكرك على هذا الموضوع الذي حفزني للتفكر والمشاركة. في البداية، كوني أعيش في الولايات المتحدة الأمريكية منذ سبع سنوات وأكثر، وكوني قرأت ودرست في مجال الدراسات النسوية، أستغرب كثيرا عندما أجد مثل الدكتور عبد الحليم يتحدث عن مثل هذه الشاعرة وكأنها صوت شاذ أو نادر في الغرب. فإن كان يرى أن هذه المطالبة بمثل هذه الطريقة (المهينة) للارتباط بالرجل حتى لو أدى ذلك إلى قتلها هو انعكاس في بعض جوانبه لصوت (الفطرة)، فأحب أن أبشره حينها أن هذا يقتضي أن صوت الفطرة في أمريكا مرتفع وشائع جدا. وأحب أن أبشره أنه بالإمكان أن يجد وبكثافة كبيرة من تقبل الزواج خلال أسبوع واحد من التعارف.
كما أن تكاليف الزواج لا تقلق الرجل في أمريكا، لأنه في الغالب تتكفل المرأة بتكاليف الزواج كاملة. أما بعد الزواج، فإن معدل الاعتداء وضرب الزوجة في أمريكا قد بلغ أرقاما مهولة جدا تتجاوز ما عندنا، وأكثر النساء يتقبلن هذا الوضع. ولم تفلح القوانين المدنية في الحد من هذا الأمر، لأن أغلب القضايا لا تصل إلى المحاكم أصلا. لأن الناس في الحقيقة شرسين ضد غير المتزوجة والمطلقة بشكل مثير ومقزز. وهو موقف لا علاقة له بالفطرة.
في الإسلام الوضع مختلف تماما بناء على نقطتين: (1)
الزواج في الإسلام مبني على "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه". وعكس هذا "إذا جاءكم من لا ترضون دينه وخلقه فلا تزوجوه". ومن حق المرأة على ولي أمرها أن لا يزوجها إلا صاحب دين وخلق. وبذلك فهي غير ملزمة شرعا بقبول من لا يرضون دينه وخلقه، وليس في هذا أي انتقاص لها ولا تثريب. وإذا نظرنا إلى واقعنا المعاصر، ليس من المعقول أن كل هؤلاء الشباب الذين نراهم أمامنا أكفاء، بل يستطيع المرء أن يرى كثيرا منهم غير صالح للزواج. وأرى أنه من غير اللائق أن ألزم ابنتي بزوج لا أرضى دينه وخلقه من أجل أن أعتق نفسي من المسؤولية أومن أجل أن أستجيب لضغط المجتمع.
ولم أر في حياتي نظرة دونية للمطلقة وغير المتزوجة كما شاهدتها في أمريكا، ولذلك يكون هناك اضطراب كبير في سلوكهما، وأخشى ما أخشاه أننا تأثرنا كثيرا بما هو موجود في هذا العالم من حيث نريد الإصلاح. ورحم الله أم المؤمنين السيدة أم سلمة، حيث ردت سيدنا عمر ولم ينتقصها أحد، وردت سيدنا أبا بكر ولم ينتقصها أحد، ولم تقبل إلا برسول الله صلى الله عليه وسلم. ولو كان من الجائز أن ننتقص غير المتزوجة، لانتقصنا الكثير. وقد حاولت الحصر في ملف لعلي أعرضه لاحقا بالنساء غير المتزوجات، والمطلقات في الصدر الأول، وحاشاهن النقص.
وهذا يقتضي أيضا، أن الرجل الذي عنده الحد الكافي من الصلاح، أن يفكر جديا بالتعدد وأن لا يساهم ضغط زوجته وأبنائه في رده عن اتخاذ مثل هذا القرار متى ما كان مقتدرا. وأنا أدعو لمثل هذا بقوة متى ما كان الرجل صالحا. (2)
الضرب في الإسلام شرعي إذا اقتضت الحاجة إليه، ولا مداهنة في هذا ولا تنازل. لكن هذا لا يقتضي الإطلاق، فصورة الضرب بينها النبي عليه الصلاة والسلام ولا يجوز تجاوزها. ويكاد يكون الإجماع منعقدت أن تجاوز الصورة التي حددها النبي عليه الصلاة والسلام هو من الاعتداء، والشريعة تتيح للمرأة إذا تعرضت لمثل هذا الاعتداء خصوصا إذا كان على الوجه أن تذهب إلى القاضي وتطلب الخلع وعليه أن يستجيب إلى رغبتها متى ما ثبت الاعتداء وكان الضرب مبرحا. بل وعد بعض العلماء أن بعض الاعتداء بالكلام غير مقبول وقد يزيل وصايته خصوصا إذا كان فيه طعن بعرض ونحوه. ولذلك تتيح الشريعة للمرأة حينها أن تنفصل عن الرجل بناء على بعض أشكال الاعتداء. وأنت تعرفين أننا إن قررنا بشرعية الضرب في الإسلام، فإننا نعلم أن كثيرا من الأزواج لا يلتزم بالصورة الشرعية والهجر، ويقوده غضبه إلى الاعتداء المحرم.
وكما أن عليها أن لا تنفر من فراشه إلا لضرورة ضيقة حددها الشارع وإلا لعنتها الملائكة، فإن عليه في نفس الوقت إرضاءها أيضا في هذا الفراش، والشريعة كفلت لها حق الخلع متى ما كان غير مقتدر على إرضائها في هذا وهذا أمر مقرر. وبناء على هذا، إذا كانت الشريعة ما جاءت إلا لمصلحة العباد، وهي خير كلها، فمن غير المعقول أن ننتقص من قررت أن لا تتنازل عن حقها الذي أعطاه أياها الشارع. لأن الانتقاص في مثل هذه الحالة خطير جدا، وقد يكون فيه طعن في الشريعة التي كفلت لها هذا الحق. ولا يجوز للمجتمع أن يضغط عليها أن تتنازل عن حقها هذا بغير إرادتها وقناعتها. ومثل هذا السلوك المجتمعي، لا أرى أنه يختلف عمن يعد الطلاق حق للرجل والمرأة على حد سواء، أو يختلف عمن يرى أن التعدد ليس من الإسلام.
لذلك لم يكن صوت الشاعرة له علاقة بالفطرة من وجهة نظري. والمواجهة بين الغرب والإسلام خلال الفترة الماضية كانت مواجهة خطيرة، فالغرب مليء بالمشاكل الاجتماعية، وكان خطابنا يبني نفسه بشكل تدريجي كردة فعل مباشرة لأشد صور هذه الخطاب تطرفا، مما جعلنا نحملها داخل خطابنا الإسلامي وغير الإسلامي بلا وعي. وليس المقال هذا إلا مثالا من أمثلة كثيرة جدا تدل على أن خطابنا الإسلامي وغير الإسلامي لم يشكل معارضة ناضجة، وبسبب ذلك تحمل الكثير جدا من الأخطاء التي عند غيره تحت عمى ثقافي كبير. وما زالت كل الخطابات الإصلاحية عندنا في مرحلة المهد والمراهقة، وهي بحاجة للاعتراف بهذا حتى تنتقل إلى مرحلة النضج المطلوبة التي من الممكن أن تنقلنا خطوات نوعية إلى الأمام. ولقد اعتدى الدكتور عبد الحليم عويس على الآية الكريمة عندما رأى كلام الشاعرة الكبيرة! هو انعكاس للآية الكريمة. لكن كما قلت لك، التاثير السلبي لغيرنا علينا كبير لدرجة قد يقودنا إلى تدمير المعنى الصحيح للآية التي فسرتها بدقة شديدة السنة النبوية.
بقيت نقطة مهمة أخرى لعلي أطرحها لاحقا إن شاء الله.
دمت بخير، * * *
تعقيب أ. ماجدة على رد الحمدان :
الأخ الفاضل الأستاذ / علي الحمدان
اسمح لي أن أرحب بك ، شاكرة لك سرعة تجاوبك مع الموضوع ..
وتفاعلك الثري معه ..
وبالطبع فقد أثرت الكثير من الأفكار التي تستحق النقاش كل على حدة ..
وما أظن أن الأستاذ الدكتور/ عبدالحليم عويس وهو يستدعي هذا النموذج
لم تكن في ذهنه تلك الصورة المنفلتة لوضع المرأة في الغرب ككل ..
ولا أظن أخي الكريم انه لايوجد مثل هذا النموذج الصارخ من أعماقه هنا أو هناك
فالطبائع الأنثوية في عمقها ربما لاتختلف كثيرا عن بعضها في نوازعها الفطرية
والنفسية هنا أو هناك ..
وصرخة الشاعرة لها أصداؤها في عمق كل امرأة إذا افتقدت الرجل زوجا
يلبي حاجتها النفسية والفطرية ، فإذا عظمت المصيبة واشتدت حاجتها
كانت الأمنية فيها شطط يخالف المألوف ، في التصور الصحيح لرجل ، لكن تبقى
الحاجة لرجل هي الأساس ..
فالنزوع الفطري من الرجل والمرأة كل نحو الآخر لايمكن المصادرة عليه ،
مالم يتحرك في الحرام ، ولكل مايهوى من صفات من يريد بما يديم عليه ارتباطه ..
أما ماورد في ردك من نقاط جديرة بالحوار فاستأذنك لمرة قادمة إن شاء الله
ودمت أخي بكل الخير ..
أتمنى أن يكون نقلاً موفقاً هادفاً مفيداً
|
| |