المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | ::عضو ذهبي::
| الرتبة: | | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | Oct 2007 | العضوية: | 857 | الجنس: | ذكر | المواضيع: | 120 | الردود: | 400 | جميع المشاركات: | 520 [+] | بمعدل : | 0.08 يوميا | تلقى » 3 اعجاب | ارسل » 1 اعجاب | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 481 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى :
المجلس العام نقاش النفس وتجرع الالم ( لمن يعشق الاطلاع )
لــقد كنــتُ أســمع بأن من صــفات الـكمال الروحي الــحلم والتــرفع عن الســفهاء ,,,,
ولــقد كــنتُ أيـــضــاً أحــاول أن أتــــشـــبث بــهذه الصــفة داخــل إطـــار بحــثــي الــمضني عن
الــكمال ,,,,,
ولــكن ,,,,
يــتـــصور للإنـــســـان أحــياناً بــأن هنـــاك شــي ء مــا يــرزح في داخله ,,,,, يـغــلي ,,,
ينــصهر ,,,, يتكاثف ,,,, لكـــن الأكيـــد بأنه لن يــتبــخر ,,,,,,
أظنـــه بــركان خــامد آن الأوان لــكي يـــنفــجر ,,,,,
آن الأوان أن تــقـــذف فــوهتـــه تــلك الــحمم لــتدمـــر كل ما يــعتري طــريقها أو من يــتصــدى
لهــا ,,,,,
وكـــأن حــال لــسان هــــذا البــركــان يقــول ,,,
أنــا غـــاضب ,,,, أنــا غــاضب ,,,, أنــا غـــاضب ,,,,,
بــركـــان !!!!
نــعــم هــو بــركـــان ,,,,,
ولــكن هــذا البــركـــان لــم يــرسم على الــخريطــة ولا تــشر له أي بــوصلة ولا تــستــطيع
الأقــمار الصـــناعية التــقاط شــي ء من إشــاراته أو ذبــذباته ,,,,,
هـذا البــركــان الذي استطيع أن أطلق عليه لقب (( الخامد الثــائر)) يقبع في أعماق نــفسي
الأمـــارة بالســوء ,,,,, والمــوســوسة لإتباع نــزغ الشيـــطان ,,,,
هــذه الـنفس التي دومــاً ما أتــعــارك مــعها فــتارةً تغلبني وتارةً أهــزمهـا ,,,,
تـماماً كــنــدين متــقــاتـــلين على حــلبة مــصارعة أو ســاحة حـــرب ,,,,
تـــبــاغت نفــسي حــالات جــنون ولحظات انتشاء أثناء القتال فتــشــهر ســـيفــها ضــدي
وتـــرمــيني بالنــبال ,,,,
أضف على ذلك الكم الهائل من اللكمات والصــفعات والكدمات ,,,
ومع تــطور الــزمن تــطورت أســحلتها فاستــخدمت (( علي أنا )) جميع الأســـلحة الــمحرمة
دوليـاً كتلك التي تستخدمها إسرائيل على الفلسطينيين أو تلك التي تٌلقى على مساجد الفلوجة
وجبال تورا بورا ,,,,,
وبــتُ خــائفة منــها أن تـــجعل مني حــقل تــجــارب لأسلحتها الــنــووية الجديدة كتلك التجارب
التي تــجريها (( الدول المتقدمة )) على أراضي (( دول العالم الثالث )) ,,,
و(( أنـــا )) التي ليســت بالطبع (( نــفسي )) فــنحن فقط اثــنان في واحد ,,,,,
أتــحمل وأكـــابد ,,,, أتــصبر وأجــاهــد ,,,, أوفــي وأعــاهــد ,,,,,
ولــكن المواثيق والعهود وكل الــهدن والــجهود لا تــجدي نــفعاً مع (( نــفسي )) فــلقــد
اعتــادت أن لا تــحترم قــانوناً ولا تنــساق لأي عــرف كــان ,,,,
أصــبحت الــخـيانة تــجري في أوردة نفــسي وأصبــح الــغــدر هــو الــدم الذي يُضــخ لــها ,,,,,
باختـــصار الـحرب بيني وبين نــفسي (( ســجال )) ,,,,,
لا انتــصار مــحقق لأي طرف كــان ,,,,
وإن كانت (( نفــسي )) معظم الوقت تكسب بعض المعارك ولكنها بالطبع لن تكسب
الحرب ,,,,,,
وبــذلك فـكرتُ وتــأملت ,,,, وتــدبرتُ فـــقررت أن أشــكو نــفسي ,,,,
ســأنتــــقم منـــكِ أيــتها الــنفس شــر انتــقام ,,,,
ســأقتـــص منكِ أيـتها الشــريرة بلا أدني شــك أو مــراء ,,,,,
(( ســأشــكو نــفسي )) هــذا هو قـــراري الأخــير وحــلي المــثير ,,,,
لــملــمتُ مــلفي الأخـــضر وصــورة من بــطاقة الــعائلة ونــسخة جــوازي الأصلــيــة وبــادرتُ
لقــص تــذكرة ســياحية فأنــا لســتُ من رواد الــدرجة الأولى و استقليتُ الطائرة لــنيــويـــورك
حيث مقر (( هيــئة الأمــم الــمتحدة )) وعــزمــتُ على مــقابلة (( بـانكي مــون )) الذي خلف
(( كوفي عنان )) ذلك الأســمر ذو الشــعر الأبيض ,,,,,,
وأثــناء رحــلتي ,,, رجــوتُ الله أن لا تبــادرني نـــفسي بالهجوم هذه المــرة وتنــطلي عــليها
الحــيلة ,,,,,
فلقد كــذبتُ عليها بقــولي أنــي ذاهبة هناك لأســتمتع بمنــظر تمثال الــحرية الشــامخ ,,,,,
حـاولتُ أن استجــمع شــتات كــلــماتي وضـــعف حــروفي لألقــي بتلك الـخطبة الــعصــماء
كعادتنا نـحنُ العرب أمام (( بانكي مون )) ولأمثل بذلك العرب خير تمثيل ,,,,
ولكني عــدلتُ عن تلك الفكــرة وقــررتُ أن أكــون (( تــلقــائية ))
ولــجتُ لمــقر الأمم الــمتحدة بعد تــفتيش دقيق ,,,
وبعد ساعات انتـظار طويلة سمح لي بمقابلة أمينها العام ,,,,
أنــا : السلام عليكم ,,, أوووه أقصــد
Good morning Mr Banki Moon
بانكي مون : فقال بلهجته الأمريكية المتكسرة
Good morning Miss , Can I help u ?
أنــا :Yaaaaah Sir , it is a strange kind of help , I want to complain my self
ضــحك بانكي مون حتى كاد أن يسقط على قفاه ,,, وســمعت القــهـقهات هنا وهناك ,,,,,
فقال لي بلهجة صارمة بعد أن اعتدل في جلسته ,,,,
We can not find any solutions for international problems. How
can u imagine that we can serve an ordinary person in a very
personal problem !!!! Dear,,, we are like dolls played by great
countries. Please, go out and never come here again .
طــردتُ من هنــاك شــر طـــردة ,,, وانهــارت مــصداقية الأمم المتحدة أمامي ,,,,
وإذا بي أسمع ضــحكات ,,, تلفتُ يمنةً ويسرة فلم أرى أحداً ,,,, وإذا بي أستمع لذلك الصوت
المعهود (( صوت نفسي ))
نفسي : هنا هنا هنا انــظري هنا ,,,,
أهــكذا يا مصــيبة تـوجهي لي الطعنات من الخلف !!!! هع هع هع
وعندما أردتِ شكواي ,,, تــوجهت للأمم المتحدة !!!!
هع هع هع ,,, آآآخ ,,,,
يا لكِ من مثــيرة للــشفقة !!!! يالكِ من حمــقاء !!!! هع هع هع
الأمم المتحدة ترى الجثث والأشــلاء في كل مكان وترمق بحار الدم بعنفوان ولم تستطع منع
الحروب أو إيقاف العقوبات ولا تقوى على إيجاد حلول جذرية للأمراض بل تساهم في تقسيم
الثروات وزيادة حدة الاختلافات ونبذ الصلح والاتفاقيات وذهبتِ هناك أيتها الغبية من أجل
مشكلة شخصية ,,,,,
هع هع هع ,,, أتعلمين يا مصــيبة بأن هذا أجمل ما صــادفته اليوم !!!! بل أجمل ما صــادفته
في حــياتكِ كلها فلقد اعتــدت على رتم حــياتكِ الهــادئ المقيت ,,,,
وكــانت هــذه الـمغامرة الوحــيدة ,,, التي طــالما حلمت بأمثالها ,,,,,
دعيني ,,, دعيني ,,, أضــحك ,,,,,
ألم تــطالبي أيــضاً بحــق النقد الفــيتو تــجاهي !!!! هع هع هع
قلتُ لها اصــمتي أرجوكِ واحــترمي نفسكِ يا نفــسي ,,,,,
اغـربي عن وجــهي فــلقد ضــقتُ ذرعاً بك ,,,
قالت حــسنُ حــسن ُُ ولكــن لنا لـقاء قــريب يا غبية ,,, قصدي يا مصــيبة ,,,,
عــدتُ لــوطني ,,,
وبــدأتُ بمــمارسة حياتي الــيومية ,,, وروتيني البغيض كما تحب أن تدعوه بذلك نفسي ,,,,
أبتسم رغم الألم ,,,, وأضــحك رغم الـجراح ,,,,
أعفو عند المقــدرة ,,,, وأصــفــح عن القراح ,,,,,
وهــكذا حــتى تلك الســاعة من نــهار رمــضان في يومه (( الرابع عشر )) ,,,,
تــم الــتعرض لي بأقــدس ما تــتــباهى به الفــتاة ,,,,,
وكـــعادتي حـاولتُ أن لا اغــــضب لأن فترة الغصب قصــيرة ولكن تبعاتها دائماً طويلة ,,,,
ولــكني وأنــا في انتــظار ســاعة الإفــطار الشــهي خــرجت لي تلك النفس لتــمــحق سعادتي
وتــرهق ســكون قـلبي وانطلقت منها صرخة أنثوية ساحرة هذه المرة ,,, مـصيبة كيف حالكِ
؟؟ منــذ زمن لــم التقي بكِ يا حلوتي ؟؟
أتريدين أن أذكـركِ بآخر لقاء كان بيني وبينك ِ !!!
فبادرت بقولي أرجوكِ لا لا !!! ما مضــى مــضى أليس كذلكِ يا نفسي العزيزة !!!!
لا أعلــم لماذا حــاولتُ هذه المــرة أن اكســب رضا نفسي ,,, وأن أحــاول أن لا أثــيرها
كالمعتاد فتصب جام غضبها علي وتـنهال علي بأقذع السباب !!
ربما هــو نـفاق مني لاسترحمها فتعتقني لوجه الله وأهــنأ بلقمة فــطور وشــربة تــوت تــصمت
طبــول مــعدتي الــخاوية ,,,,,
نــفسي : مــصيبــة الــعزيزة ,,, أريــد أن أحــدثكِ بما جــرى اليــوم ,,,
لمَ لا تــغضبي !!! أو لــستِ إنـــســانة !! كــفاكِ نــفاقاً وتــباهــياً بالكمال !! اصــرخي بأعلى
صـــوتكِ حتى تــكاد أحـبالكِ الصــوتية تــتمزق !! رددي معــي أنــا غــاضبة ,, أنا غــاضبة ,,
أنــا غــاضبة ,,,
مــصيبة عـزيزتي بــهدوئكِ القاتل هــذا أنتِ لـــستِ ســوى ميتة !!!
مــيتة يا مصـيبة !! مــيتة !! ينــقصكِ فقط كفــن أبيض وحــفرة متر بمتر ,,لـيبكيك الأهــل و
ينتــحبكِ الأصــدقاء و يــرثيكِ الأعــزاء ,,,,
يا مــصيبة ما يــضيركِ لو تــوصلنا لاتــفاق بيني وبينكِ فتنعمي بالسلام السرمدي !!!!
أنا : ماذا تــريدين مني الآن !!!! وما هــي بنود اتــفاقيتكِ !!!
نفسي : تخلي عن بعض مــبادئكِ ,,, واخلعي عنك رداء وقاركِ ,,, وانتصري لنفسك ِ ,,,
اثبتي لي فقط مرةً واحدة بأنكِ إنــسانة بمعنى الكلمة !!!
كـــفاكِ حــلماًً ,,, كــفاكِ صــبراً ,,, كــفاكِ صــمتاً ,,,, كــفاكِ أخـلاقاً ,,,
الكــثير يعتبر ذلك ضــعفاً لا كــرماً ,,,,
فــجري ذلك البـركان بــداخلكِ ,,, واحــرقي كل ما هــو أمــامكِ ,,,,
وبــلحظــة ضــعف ,,, شــعرتُ بأن نــفسي منـصفةً معي ,,, وهي الـوحيدة الــقادرة على
تــخليصي من ما أرزح به من مــثالية متــهالكة آن لها أن تســقط ,,,,
ســأثــور كــثورة البـــلاشفة وســأنقلب كانقــلاب العــسكريين وســأتــظاهــر كتــظاهر
البــورميــين ,,,
ســأثــبت بأني حــية ,,,
سأرد كيــد الحـاقدين وأصفع وجــوه الــحاسدين ,,,
أنــا : نــفسي الــغالية ,,, دوماً ما كنتُ أراكِ عــدوي الأزلي وشبـــح تتغاضى عنكِ عيناي
وتنعمي ,,,,
ولكني للوهلة الأولى تــترائي أمام مقلتي بلباس ملائكي ووشــاح أبيض مخملي ,,,,
أعطيني أوراقكِ ســأوقــع اتــفــاقيتي مــعكِ وســنحتفل أنا وأنتِ بــاتفاقية (( مــصيبة ديــفيد ))
دون أن يكدر صــفونا أي انتقاد يــوجه لأحــد من(( الســادات )) فأنا سيدة نفسي ,,,,
أمــسكتُ بالقلــم و أسندت الأوراق على مــكتبي وحين أرادت يــدي أن تــشــخبــط بذلك التوقيع
الذي يجعل مني خادمةً مطيعةً لنفسي ,,,
إذا بصــوت الآذان يــطـــهر القلب والأذنان ,,,,
الله أكـــبر ,,, الله أكـــبر ,,,
توترت نــفسي وهالها الــرعب واصفــرت وازرقت ,,,
(( مـــصيبة عــزيزتي )) هــيا إلى الإفــطار ,, هذه المرة كان صــوت أمي الحــنون يــدق طــبلة أذني ويـقــطع
خــلوتي بنفسي ,,,,
تنــهدتُ قائلة أعوذ بالله من همــزات الشـــياطين ووســاوس النــفس ,,,
ســرتُ مع والدتي و التفتُ للخــلف لأرى نفسي هناك تــعض أيادي الندم وتبكي وتــهدد بأن
اللقاء قريب حتماً لا مـحالة ,,,,
وأيــقنتُ حينها بأني مازلــتُ على صـواب ,,,
وللامانة الادبية المقالة لدكتورة علم الاجتماع سامية دعوري
|