02-06-08, 09:06 AM
|
المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو مؤسس و اداري سابق
| الرتبة: | | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | Mar 2007 | العضوية: | 16 | الاقامة: | مجــالس الفــردة | المواضيع: | 237 | الردود: | 2689 | جميع المشاركات: | 2,926 [+] | بمعدل : | 0.45 يوميا | تلقى » 7 اعجاب | ارسل » 12 اعجاب | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 120 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى :
مجلس حــديـث الــقــلـم عقيدة القرن الواحد والعشرون في عقيدة القرن الواحد والعشرين تستبد الأسطورة ، وتستشري الخرافة ، حتى يبدو أن الأساطير والخرافات هي صبغة تلك العقيدة الظاهرة ، وكلمة هذا القرن العليا.
فالتصور الذي أحياني عليه القرن الواحد والعشرون في عمرٍ خلا ، والذي نجده حتى عند الأطفال في هذا العالم ، فيه خوف وتخويف وتحذير من أشباح تظهر للفساد والعبث بالبشر ، بل وحتى الموتى ـ في عقيدة القرن ـ لابد أن نخاف من قيامهم من القبور لأنهم سيقتلون كل من يلقاهم ، ولا نملك قتلهم وهو الموتى أصلاً .. ويملكون أن يضروك وينفعوك ، ووحوش وغيلان عليك أن تحذر منها وتؤمن بشغفها للقتل والتدمير، وعليك أن تخاف حتى من المجهول الذي لم تحدده لك تلك العقيدة ولم تنص عليه ..
حتى الفضاء في تصور تلك العقيدة فيه سكان سيأتون لاستعمار الأرض وإبادة البشر ، أو أن القرود يوماً ستحكم الأرض وتستعبد البشر ، في الجملة هذا التصور يملي عليك ويلزمك أو يزرع فيك : ( الخوف من كل شيء ، ويجب عليك أن تخاف مما تعلم ومما لا تعلم ).
حتى استحالت الظلماء في عيون الأطفال شبحاً بذاته رعيباً رهيباً .
وفي عيون الكبار حتى الرجل الراجل في قارعة الطريق والذي يستجدي من يُرْكِبُه ، هو عدوٌ متربصٌ بكم ، فهو قاتل يستهدفكم ، ليسلب أسمالاً تملكون.
لماذا هذا القلق والرعب الذي يبثه تصور هذا القرن الواحد والعشرين ، ولماذا هو تصور بمجمله يعادي السلام ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ، فالعنف فيه في كل شيء حتى في قصص الأطفال .
في عقيدة القرن الواحد والعشرين عليك أن تؤمن بتخلف العشرين قرن الماضية !!!!
في عقيدة القرن الواحد والعشرين عليك أن تؤمن بأنك تنحدر من سلالة القرود ، على حسب نظرية ( التطور والارتقاء ) والغريب أن ذلك التطور يقف عندما نصل لصورة الإنسان ، فلا تطور بعد هذا ، ولا أدرِ لما ؟؟!! وهم يؤمنون بأن الملائكة أزكى خلقاً من البشر !!!!
محض خرافة لا تركن إلى دين ..
في القرن الواحد والعشرين صنعنا آلة حرب لا تقضي إلا على البشر ، واتخذناها إله ، نعبده ولا نعبد سواه ، حتى أصبحنا نقدم له القرابين من طعامنا ، فنهلك جوعاً قبل أن نكون قرابيناً تحت عجلة الإله المقدس .
في عقيدة القرن الواحد والعشرين نغفل عن تلك الأضاحي في مذبح الإله المقدس في العقد والعقدين ، ويقلقنا مصير العالم بعد مئة سنة أو تزيد .
في عقيدة القرن الواحد والعشرين طبقية بين الشعوب على مستوى البشر
في عقيدة القرن الواحد والعشرين ينادى بتحرير المرأة وبحقوقها في ظل تلك الطبقية ، وتُهمّشّ حقوق الرجل وتنسى حقوق الطفل بكل اعتبارات تلك الطبقية.
وتظل تلك الطبقية غلاً لا ينكسر ورِقاً لا ينتهي واستعباداً لا يتحرر منه شعوبٌ بكل أطيافها وكل عناصرها.
ثم يأتي زعيم الخرافة بكل وقاحة وصفاقة ليتحدث عن ضرورة (( إيجاد بديل إيدلوجي ( عقدي ) لكل من لا يؤمن بتلك الخرافة )).
ليقرر بذلك حربه على المرتدين أمثالي والكافرين بكل خرافة ودجل. وهنا بداية الفرج ، بدأت الحرب بين الحق والخرافة ، والنتيجة معروفة سلفاً .
القرن الواحد والعشرين..
في كل شيء فيه لابد أن تجد سمة الأسطورة أو شيء من وشي الخرافة.
حتى في النظريات العلمية ( المحترمة ) ، تكاد تستبد الخرافة ، أو أن يعلوها شيء من سمة الأسطورة
فتظهر لنا مدوية نظرية الاحتباس الحراري لتؤكد لنا أن الأرض ستستحيل من الحرارة نجماً كالشمس ، ثم تعارضها بنفس الدوي المجلجل نظرية التعتيم العالمي لتؤكد تأكيداً مضاداً بنفس القوة والصلابة وتبشر بأن العالم سيتحول إلى كتلة من الثلج المتصلب .
وهنا في هاتين النظرتين يبدو جلياً سمت العصر الأسطوري الذي لا يعرف حداً لوقوف الخيال ، حتى وأن أنطمست الواقعية والمنطقية مع ذلك الجنوح .
كلتا النظريتين لا تعرف وسطاً ، وكلتاهما لا تسمع صوت الأخرى .
مع أن أبسط الناس علماً يعلم بعد أن يستمع لصوت النظرتين ، أن ثمة شيء وسط بين النقيض ونقيضه ، وأن الإنجراف مع أحد الصوتين هو إنجراف مع أسطورة وإيمان بخرافة .
في عقيدة القرن الواحد والعشرين روح الأسطورة ونمنمات الخرافة ، تجعل الواقع في عينيك رتيباً ، حين تلقاه مجرداً من كل وشيٍ ونمنمة ، فتضطر إلى تغيير الجمود بشيء ينسف مفاهيم الواقع ويلغي الرتابة ، فتستهويك الجريمة والإعتداء ، ويحلو لك الشذوذ ، ثم تطالب بحقك بالشذوذ ، وتسويغ شيء من الأعتداء ، وتظل أنت تهيم وهذا القرن يهيم ويهيم خلف الأسطورة ويتشرب حتى النخاع لكل خرافة.
فمتى ينتهي عهد الخرافة ، ومتى تتلاشى الأساطير
لقد عرفتُ هذا العالم ، ولم أجده كما صورته لي عقيدة القرن الواحد والعشرين ..
لم أجد العالم الأسطوري ، ولم أجد الخرافة تستقيم فيه أو تصمد ، ولا في تلك العقيدة خيرٌ لبشر.
لم أجد فيه وحوشاً تظهر إذا سطع البدر وتختفي إن غاب القمر وليس خلف الظلام غول..
ولا مصاصي دماء ولا مستئذبين ولا متحولون ، ولا شي يُخشى في المريخ ..
فلما تستهدف تلك العقيدة إرعابي بالأساطير والخرافة والدجل ..؟؟
لماذا تجعل الخوف إلهاً تصرف له العبادة ؟؟؟
ولماذا دساتير تلك العقيدة كأنما خطها عبدٌ لنوازع النفس المريضة ، مجبول على كراهية كل مقدس ، أو أن له ثأراً عند الجنس البشري .؟؟؟
وبعيداً عن تلك الخرافة وجدت الحق الصريح
حق يتكلم عن كون صديق ، وأحياء أصدق ، وارتباط في الزمن من الأزل إلى الأبد ، ومنظور أرحب ، وواقعية أمثل .
سأتحدث عن تلك الواقعية ، وذلك الحق الصريح ، في مواضيعي القادمة .
سأكتب خاطرة عن الواقعية في عقيدتي ، ونظرتي للكون من منظور الإسلام ، ومن خلال النصوص. وحين أكتب فسأكتب مفهومي الخاص الذي أعتمدت فيه على فهمي وإدراكي بعد بحثي .
وبحثاً بعنوان ( شيء من فكرة الإسلام )
وسأعرض في ذلك البحث شيء من دور الإسلام في التقويم النفسي للفرد ، والتهذيب السلوكي ، والدفع على الإيجابية والعطاء .
26 / 5 / 1429 هـ
عبدالله بن غنام
|
| |