24-05-08, 03:04 PM
|
المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو مؤسس وإداري سابق
| الرتبة: | | البيانات | التسجيل: | Apr 2007 | العضوية: | 54 | الاقامة: | الرياض | الجنس: | ذكر | المواضيع: | 165 | الردود: | 1081 | جميع المشاركات: | 1,246 [+] | بمعدل : | 0.19 يوميا | تلقى » 1 اعجاب | ارسل » 2 اعجاب | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 60 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى :
المجلس العام كيف يحبّك أبناؤك؟! محمد سعيد بافيل
أعظم ما يخلفه الإنسان بعد وفاته؛ ما يخلد ذكره في الدنيا ويرفع أجره في الأخرى.. تلكم هي الصدقات الجارية التي يرتقي بها المسلم في الدرجات وتُضاعف له الحسنات.. روى الإمام مسلم وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له ).
فهنيئاً للوالدين .. الولد الصالح البار المؤمن، الذي لا تغيبان أبداً عن همّه وتفكيره، وسؤاله ودعائه.. فأنتما أول ما يخطر على باله وذهنه في دعائه وحسناته، وبرّه وصِلاته، وعطائه وصدقاته.. ولكن أنّى لكما ذلك؟؟
إن أعظم سببٍ لصلاح الأبناء، وخير سبيلٍ لتحصيل برّهم وعطفهم وإحسانهم بوالديهم؛ أن يستقيم– الوالدان- على صراط ربنا، وأن يصلحا ما بينهما وبين مولاهم، وأن يطهّرا أعمالهما وأموالهما وأقوالهما ومكاسبهما مما حرّم الله، أن يطهّرا أسماعهما وأبصارهما وقلوبهما وألسنتهما من مساخط الله.. وليتذكر كل والد ووالده وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم لابن عباس رضي الله عنهما ( احفظ الله يحفظك )..
احفظ حدود الله والتزم شرع مولاك؛ يحفظك في ولدك وذريتك بل حتى في أحفادك، ويرعاهم ربك في كل شؤونهم وأحوالهم..
لقد أخبر الحفيظ سبحانه بشأن اليتيمين وكنزهما ورعايته لهما لصلاح جدٍّ من أجدادهما، فقال: (وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا). قال ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية: « فيه دليلٌ على أن الرجل الصالح يُحفظ في ذريته، وتشمل بركة عبادته لهم في الدنيا والآخرة بشفاعته فيهم ورفع درجتهم إلى أعلى درجة في الجنة لتقرّ عينه بهم.. ثم قال: عن ابن عباس حُفظا بصلاح أبيهما، ولم يذكر لهما صلاح، وتقدم أنه كان الأب السابع».. فما أجمل وما أعظم أن يقف الوالدان وقفة تأملٍ وتفكّر وبحثٍ في كل موقفِ تمرّدٍ أو عصيانٍ من أبنائهما، ومع كل شقاقٍ أو نزاعٍ يقع بينهما، أو عند كل مصيبةٍ وأزمةٍ تحدث بينهما أو تفرّق شملهما..
وتلك سنةٌ قرآنيةٌ خالدةٌ وهديٌ نبيٌ محكم، ربّى الله به خير الخليقة صلى الله عليه وسلم وصفوة الأمة رضوان الله عليهم أجمعين، فقال بعد محنة أحد ونكبة المعركة: ( أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)، وقال عزّ من قائل: (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ).
فمن ينشد استقامة الزوج!! ومن يرجو صلاح الولد!! ومن يبحث عن رضا الخلق!! عليه أن يبدأ بنفسه، ويصلح ما بينه وبين ربه.. وأن يتجه إلى مولاه قبل كل سببٍ يبذله، ويتقرّب إلى القدير قبل كل علمٍ ومهارةٍ بشرية يتعلمها أو خبرةٍ يكتسبها؛ فهو الكريم الجليل الذي بيده مقادير الأمور، والذي يقول للشيء كن فيكون..
عليه أن يطرح كل الأسباب جانباً ويصدق في اللجوء إلى العزيز الخلاق.. ويقوّم اعوجاج نفسه، ويصلح ما فسد في أسرته وأهل بيته، وسيرى العجب العجاب في أثر قوله ودعائه، ونصحه وإرشاده..
** مسك الكلام:
قال بعض السلف « إني لأعصي الله تعالى فأجد ذلك في خلق دابتي وزوجتي».
( منقول )
اخوكم / ابو متعب
|
| |