أزهــــــــــــــــــــــ ــدت العيـــــــــــــــــــــ ش
(( هنا تنوية : تعودت أن لا أعدل على كتاباتي القديمة بل أنقلها كما هي مع توضيح تاريخ كتابتها فقط ))
26/7/1422هـ 13/10/2001م
السبت / حائل
نظرت النفس الحزينة إلى القلب المكدود فبدا لها كالعصفور قد رشه المطر فلم يستطع الطيران ففقد بذلك أعظم خصائصه فهو يدرج على القاع كالحائر التائه لا يدري أين يذهب ، ترتعد عظامه من البرد ويرتجف خوفاً من المجهول وفي عينيه نظرة هلع وذهول لا يدري أين الآمان وكيف الدفء والسكون.
خف المطر فغدا رشاً بسيطاً لكنه لم ينقطع ، فكيف يجف ريش هذا المنكوب ليطير كما كان يطير ويسجع مثلما كان يسجع.
وقد بدا القلب لها كالعصفور قد فارق عشه لأنه فقد أعز الناس لديه وبات يسير وحده يصطدم بطوفان الواقع وآفات النظم فلا يكون كباقي الأتراب.
وهذا الغبن يقتل المواهب ويقضي على السكينة.
وهو لا يدي ما يفعل ليتغلب على طوفان الواقع المنتكس وآفات النظم الضالة وقد أضرت به أشد مضرة ، وجعلت المستقبل في عينيه غامضاً جد الغموض حتى بات خائفاً من كل شيء لا يدري كيف الدفء وأين السكون.
لقد تغير الشيء لكثير فخفت معاناته مع العدو الجارف وإن كانت لم تزل ضغوطه وإرهاصاته ، فكيف يستعيد هذا القلب المكدود حقه في الحياة؟...
:
:
ضحكت النفس الحزينة ساخرة من القلب المكدود فغنت تقول : ـ
|
مَـلَّـكَ الـدهـر وســـاءفأستقم فـي البؤسـاء |
ياغريبـاً حيـث يمـضـييــا أسـيــراً للـشـقـاء |
يـافــؤاداً قـــد جـنــىجـنــة الـدنـيـا ذمـــاء |
قلِّـب لطـرف الكليـلأيـــن أتـــراب كـفــاء |
ويـك خلـف التـل أنـتســادر خـلـف الخـبـاء |
مطـرق فــي سـكـرةمثـل مـنـزوع الحـيـاء |
تعـشـق الـصـمـت ولاليـس يشجيـك الغـنـاء |
أزهـدت العيـش ديــنأم أخ الـبــدو جــفــاء |
أيــن هـاتـيـك الـمـنـىأيـن طــواف الفـضـاء |
أيـــن أحـــلام الـصـبـاأيــن وعــد بالـعـطـاء |
أيــن شـــوق طـامــحشـاءت الدنـيـا وشــاء |
أيـن مصـبـاح الـدجـىهل خبـا منـك الضيـاء |
أتــرى جـــف الأمـــلوهــو ينـبـوع السـمـاء |
أم لــشــأن يــاتـــرىليس في القفر الخـلاء |
لــــك شــــأن آخــــرلـيـس عـنـد التعـسـاء |
رب قــلــب مــاجـــدذلـــه الـدهــر عـنــاء |
قـد ذوت منـه المـنـىســــادر كالـمـومـيـاء |
له فـي الشـط البعيـدعــز مـجــد ومـضــاء |
فأغتـرب إنـي غـريـبوالـــورى كـالـغـربـاء |
وأطلب السعي الكريملـيـس لـلـرزق خـفـاء |
أظـلــم الـلـيـل هــنــافأقصد الأرض الضيـاء |
|
عبدالله بن غنام الفريدي