كنت على موعدٍ مع خيالي في الساعة السادسة مساءاً بالأمس حيث كنت على مكتبي الخاص في المنزل مطرقاً رأسي أفكر وأتخيل بأن لو استعمر المسلمين الدول الأوربية والأجنبية بشكل عام وأصبح العرب هم من يوجهون دفة السفينة وكل شيء تحت أيديهم والغرب هم من يقلدوننا ويصبحون يكثرون من (المثلوثة ) و(حليب الخلفات) ويحذون حذونا حتى في حركاتنا وعاداتنا حتى أكون صادقاً معكم في خيالي فقد رأيت رجل من الغرب يتحدث مع رجل من بني جلدتنا ويقول له ( أليه التلاق زبيختك اليوم عندي) حيث انتهى ذلك الخيال بقهقهة مني جعلتني أفقد خيالي الذي كنت أعيشه في مكتبي . بينما أنا على وشك أن أبدأ خيال آخر شبيه من النوع السابق إذ برسالة بريد إلكتروني تقطع تلك البداية حيث تأهبت لفتحها، فتحتها لأرى رسالة تقول : ( بادر بالتسجيل في ستار أكاديمي وقبل التسجيل يلزمك قراءة هذه الشروط لتكون من المؤهلين لقبولك :
1/أن تكون عربياً 100% وترتدي دائماً جينز من النوع (طيحني) [low west ]
2/أن تكون مجيداً للرقص مع الفتيات وتجيد كل أنواع الرقص ومـا (تفشلنا ) قدام الكاميرا.
3/تكون وسيماً و(شفتك) تكون ورديه ولامانع من وضع المساحيق وأدوات التجميل لتحقيق هذا الشرط.
4/ أن لاتكون نسبة الرومانسية عندك تقل عن 99% كحد أدنى .
5/ أن لاتكون تستمع لأغاني المغنية (فطوم ).
عندها عاودت الضحكة مرة أخرى ليقطع تلك القهقهة رنين جوالي نظرت إلى الشاشة وإذا به صديق لي لم ألتقي فيه منذُ زمن .
ألو هلا وغلا
هلافيك أقول ماودي أطول السالفة أبي منك شيء
سم تفضل
أبي منك سلف عشان أسافر أتابع ستار أكاديمي ويمكن أشترك معهم.
عندها ذرفت دموعي وأغلقت السماعة في وجه المتصل لاشعورياً
تخرجت تلك الفترة من ثالث ثانوي بعد حفل ختامي أقامته لنا المدرسة لتشاركنا فرحة التخرج وتخفف علينا ألم أسئلة الوزارة الذي واجهنا في أيام الاختبارات حين ذاك. كم كان ذاك الحفل جميل حيث تلى فيها أحد الطلاب من جماعة التوعية الإسلامية تلاوةً رائعة حيث أنه يشهد له بالالتزام والصلاح نحسبه كذلك والله حسيبه. لايحضرني اسمه بالكامل غير أني أذكر أن اسمه (سعيد) كم كنت أحس بالارتياح عند محادثتي له , أحببته رغم علاقتي البسيطة معه وأصبحت أسأل عنه بعد تخرجنا وعن أي جامعة يدرس فيها رغم أنه لم يكن يذكرني ويعرف أني أسأل عنه لكن محبتي له في الله أجبرتني لفعل تلك التصرفات تجاهه. مرت الأيام والشهور لأكون في وليمة غداء أقامها صديقٌ لنا وأسماها بـ(تجديد علاقة) اجتمعنا وحضر أناس كثير من دفعتنا تلك السنة حقيقةً كان هناك يصافحونني ويجلسون يتحدثون معي ويسألوني عن بعض الأصدقاء القدامى لكن لم أكن على قدر من الشجاعة لأقطع حديثهم وأقول(معذرةً ترى ماعرفتك ذكرني باسمك) فأدعه يتحدث معي وكأني أعرف من هو وحقاً أنا كنت أعرف من هو قديماً لكن نسيت اسمه , بات يتحدث معي وأنه يسافر كثيراً لدول الغرب ويقول لي وهو يتفاخر (تصدق أن عندي خمس بنات أصدقاء لي في بريطانيا وعندي ثلاث بعد في شيكاغو) ثم يبدأ بحك ذقنه ويقول لي وهم يغمز لي (ولاتقول لي نعيماً ) ضحكت معه مجاملة وقلت معذرةً مانتبهت ،وكزني وكزة خفيفة وقال لي (تخبر أيام الثانوي يوم كنت تسولف معي وأنت مستحي) عندها قررت أن أسأله عن اسمه ومن هو ،سألته مازحاً من باب الدعابة قائلاً (باقي اسمك محمد ولا غيرته) قال لي وهو يضحك قائلاً ( الله يقطع بليسك باقي اسمي زي ماهو سعيد ! ) عندها علمت أنه انتكس وانقلب الحب إلى بُغض .
انتهت الصلاة وخرجت بعدها متوجهاً إلى مركز تسويق بالقرب من المسجد حيث يجتمع حول ذلك السوق بعض الأطفال الذين يتفنون بعمل بعض الحركات بدراجاتهم فشخص هنا يأتي مسرع ويدير دراجته بسرعة وهو يقول (لعيونكم) لم أفهم ما يقول غير أني علمت أنه يملك بعض المهارات الصبيانية ويقوم بعملها أمام زملائه ، ومن بين هذا الصخب والإزعاج من الأطفال أتى صديق لهم آخر مستعرضاً بدراجته ومتحدياً لصديقه الآخر حيث فقد السيطرة وارتطم في وافد (بنقالي )مما أدى إلى وقوع (وزار البنقالي) أمام الجميع لكن لم ينتبه أحد بحكم أن الوقت ليل، لم أعلم بأنه (بنقالي ) إلا من سوء تصرفه حيث قال للطفل (خخخمار كبير) كتمت ضحكتي وتوجهت لمركز التسويق لشراء بعض مستلزمات العشاء حيث استوقفني صديق لي أثناء دخولي وجلس يسألني عن حالي ويحذرني بأن لا أشتري لبن قاطعت حديثه قائلاً له (ياأخي في واحد هناك محتاج وباين عليه حالته سيئة وما يملك قوت يومه خل نروح نتصدق عليه ونأخذ فيه أجر ، قال لي وعلامات الغضب تظهر على وجهه وهو يقول (ياأخي نصابين ! )ماسمعت الشحاذ إلي اكتشفوا أنه مليونير! ثم ذهب مهرولاً إلى سيارته بعد أن أخرجت زوجته (كعب حذائها ) من النافذة وأشارت له
دعاني صديقٌ لي في صباح يوم الخميس على قهوة قريبة من الشاليه الذي كنت أقضي فيه نهاية عطلة الأسبوع كان الجو جميلاً إلى حد يفوق الوصف ،السماء مليئة بالطيور ، وأهازيجها تدور في مسامعنا ، كانت الشمس ليست بالحارة ولا الباردة وكأنها على موعدٍ لاستقبال الغيوم المحملة بالإمطار ، رائحة جميلة تحف المكان لاأدري ماهي حيث أني شككت بأنها رائحة (المعسل) لكن بعد تركيزي في الرائحة وجدت بأنها رائحة عبق الزهور ، نادى صديقي النادل وطلب منه كوبين كافي مليء بالسكر وبعض قطع (الدونت) المليئة بالسكر حقيقة لاأدري إلى الآن أي مزاج الذي دعا صديقي لطلب (دونت) مليء بالسكر فكيف سنتناول دونت مليء بالسكر وكافي مليء بالسكر . لم أكن وقحاً لدرجة أن أسأله هذا السؤال فالتزمت الصمت ورسمت على محياي ابتسامة صفراء . أخذنا الحديث من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب حتى تذوقنا العسل ليقطع حديثنا أبيات قالها صديقي مستدلاً بها :
كان ودي أنام بس بطلت ... وإلا كيف أنام والجو حر
وبعدها فكرت ثم فكرت فكرت ...حتى انسدحت وسط البر
وسلامتك ,,
ثم أردف قائلاً وهو في طور حماسه (تبي الجد خلاص قررت أشارك في شحاذ المليون) ثم صحح كلامه وهو يضحك قائلاً (عفوا عفوا شاعر المليون) ابتسمت له وأنا أبادله نفس الشعور وسألته هل فعلاً كلامك صحيح ستشارك في شاعر المليون ؟ أجابني وهو ينفض ثوبه قائلاً (إيه طال عمرك أبشارك وراح أفوز ماتدري إني مشتري سبعين طعش صوت يصوتون لي وأبفوز ) ثم أردف قائلاً (يابوي فلوسك تخدمك) ثم غمز بعينه وهو يتحدث بكل فخر (ماتبي قصيده ثانية ؟) عندها أظلمت السماء وذهبت العصافير وملئت المكان رائحة التبغ وشاح المكان الصمت عندها اظطرينا للرحيل من هذا المكان وفي خارج القهوة ودعنا بعضنا .
في الختام أشكر قروب أبو نواف لمنحي هذه المساحة لنشر رسالتي وأعدكم إن شاء الله بكل شيء جميل
والمعذرة فأي خطأ مني والشيطان وأي صواب فمن الله لكم كل شكري وتقديري
ملاحظة : لاأبيح أي شخص ينقل المقال من غير الاشارة إلى الكاتب والمصدر .
كم هي مواقف رائعة في كل موقف عبرة
رسالة جميلة جدا وهكذا تكون الرسائل المفيدة
وهكذا الاستفاده منها ايضا
سمو الفكر لقد سموت بناء للخيال
حتى تمنينا الاستمرار مع هذه المواقف الجميلة
اختيار رائع كروعة ابداعك وحضورك
دمت بخير وعافيه