لحن الخلود

نمضي معاً
في طريق طويل ... طويلاً جداً
بحيث لا نعرف مقداره بعمر الزمن
ولا نعرف مقداره من حيث القيمة
حتى نفقده...
نفتقد كل مافيه ..
نفتقد الأشخاص الذين قابلناهم فيه
والاشخاص الذين عايشناهم من خلاله
ومن ارتبطت مصائرنا بمصائرهم في ذات الحين
نستوحش كلما أوغل بنا الزمن
وابتعدنا أكثر عن ذلك الوقت
ومعاصريه... أهله ... ابنائه
اهل ذلك الزمان ..
وابناء ذلك الجيل...
نستصرخ الوقت ليعود بنا قليلا إلى الوراء
ولكن..هيهات
وانا لنا وله ذلك
فتلك عجلة تمضي برتم واحد
وعلى مسار واحد..
وبخط مستقيم ..لاتحيد عنه قيد انمله
ذلك العالم السرمدي... الابدي
الذي تتوق له النفس... لتعيش فيه
لتبقى ... لتُخلّد
ومع هذا وذاك
وعندما نفقد من عايشناهم وارتبطنا بهم
نفقد لذة الخلود ...
إذ يصبح بلا معنى ...
تخلد لمن !!؟
الاصح هو تخلد بمن.
نعم فالخلود ليس بالعمر الزمني
بل هو بمن في الزمن
وهنا قبل المضي
بل قبل الإفتراق..
هل لنا أن نتوقف قليلا...
ونعيش يومنا لمن فيه
بل نعايش من فيه
قبل أن يفوت الأوان
ونطالب (لو) ونحملها أخطائنا وتفريطنا بذلك الزمن
والذي سيغدو جميلا بنظرنا
فقط حين نفقده ونفتقد من فيه