سندرس .. الشعراء .. وسنقترب من حياتهم .. لنشاهدهم عن قرب .. وهذه الدروس حصرياً لمجالس الفرده
فأتنمى أن نتفاعل فلربما نجد عند بعضنا البعض معلومات تنقصنا ..
فاليوم سأتكلم عن الحطيئة ..
حياته :-
الحطيئة شاعر عبسي فهو جرول بن أوس بن مالك العبسي هذا هو الثابت في نسبه .. ولكنه يدعي انه .. ينتسب
إلى بكر فهو يقول ..
و الحطيئه لقبه و كنيته أبو مُلَيْكَه .. وقد عاش صباه في بني عبس بدليل ملازمته لزهير بن أبي سلمى .. ثم ابنه
كعب .. دخل الحطيئة الإسلام عندما أسلمت القبائل العربية .. وعندما توفي الرسول صلى الله عليه وسلم وارتدت العرب كان من أوائل المرتدين .. ولم يعجبه قتال أبو بكر الصديق للمرتدين بدليل قوله ..
أطعنَا رسولَ الله إذ كان بْينَنَـــــــــــــــا فَيَا لِعباد الله ما لأبي بكــــــــــــــــر
أيُورثُها بكْراً إذَا مَاتَ بعْـــــــــــــــــدهُ وتلك لعَمْرُو الله قاصمةُ الظهـــــــر
وعندما عادت العرب للإسلام عاد فأسلم ودخل فيما دخل فيه الناس ويبدو أن الحطيئة استقر في خلافة عمر في اليمامة فهو يملك نخلات في القُرية (سدوس) ويزور (قرقرى) (ضرماء وما حولها) من وقت لآخر وقد اتخذ وادي مرخ مقراً لإقامته .. ووادي مرخ من أودية اليمامة الشمالية .. فهو يقول مخاطباً عمر :
وعلى الرغم من قدرة الحطيئة على جمع المال إلا أنه اشتهر بالبخل .. وقيل أنه يجمع كثيراً من الصفات السيئة
فقد قال الأصمعي : (كان الحطيئة جشعاً سؤولاً محلفاً .. دنيء النفس .. كثير الشر .. قليل الخير ..بخيلاً .. قبيح المنظر .. رث الهيئة .. مغموز النسب .. فاسد الدين) ومما يدل على بخله أنه لا يسمح للضيوف بالنزول في ساحته ولا يطعمهم فقد مر به ضيف وقال : السلام عليكم .. فقال الحطيئة قلت مالا ينكر .. فقال الضيف : إني خرجت من عند أهلي بغير زاد .. فقال : ماضمنت لأهلك قراك .. قال أفتأذن لي أن آتي ظل بيتك فأتفيأ به ؟ قال : دونك الجبل يفيء عليك .. ومرّ به ضيف آخر فقال : يا صاحب الغنم .. فرفع الحطيئة العصا وقال : إنها عجراء من سلم .. فقال الطاروق إني ضيف فقال الحطيئة للضيفان أعددتها ..
شعره ..
1- الهجاء ..
اشتهر الحطيئة بهجائه أكثر من أي غرض من أغراض شعره .. حتى أنه هجاء نفسه .. بقوله ..
أبت شَفَتَاي الَيَوم إلاَّ تَكَلُّمــــــــــــــــا َّ بِشر فَمَا أدرِي لِمن أنا قائلُـــــــهْ
أَرى لي وجهاً شَوهَ الله خلقــــــــــــهُ فقُبحَ من وجْهٍ و قُبح حاملــــــــهْ
حتى انه هجاء أمه بقوله ..
جزاك الله شراً من عجـــــــــــــوزٍ ولقّاك العُقُوق من البنينـــــــــــــــا
تنحي فاجلِسي من بعيــــــــــــــــداً أراح الله مِنكِ العالمـــــــــــــــــين ا
أغربالا إذا استودعت ســــــــــــراً وكانُوناً على المتحدثينـــــــــــــــا
حياتُك ما علمتُ حياةُ ســـــــــــوءٍ وموتُك قد يسُر الصالحيـــــــــنــا
2- المدح ..
المدح من أهم الأغراض التي قال فيها الحطيئة شعره فقد كان يمدح في الجاهلية زعماء قبيلته ..ومن ممدوحيه
عيينة بن حصن بن حذيفة الفزاري الذبياني ومدح بني أنف الناقة فقال فيهم ..
يسُوسُون احلاماً بعيداً أنُــــاتهـــا فإن غضبوا جاء الحفيظةُ والجِـــــــــدُ
أقلوا عليهم لا أبا لأبيكــــــــــــــم من اللوم أسدُوا المكان الذي ســــــدوا
أولئك قومٌ إن بنوا أحسنوا البنـــى وإن عاهدُوا أوفوا وإن عقدُوا شـــــدوا
وإن كانت النعمى عليهم جزوا بها و إن أنعموا لا كدروها ولا كـــــــــدوا
و الحطيئة يحرص أن يكون مديحة قوي الأسلوب شريف المعنى ولذلك فإن شعره في المدح يشبه شعر زهير بن أبي سلمى ..
وله أغراض من الاستعطاف والوصف والغزل ...
وهذه قصيده له ...
وطاوي ثلاث عاصب البطن مرمل *** ببيداء لم يعرف بها ساكن رسمـا
أخي جفوة فيه من الإنس وحشة *** يرى البؤس فيها من شراسته نعمى
تفرد في شعب عجوزاً إزاءهــا *** ثلاثة أشباح تخالهم بهمــــا
حفاة عراة ما اغتذوا خبز ملــة *** ولا عرفوا للبر مذ خلقوا طعمــا
رأى شبحاً وسط الظلام فراعـه *** فلما بدا ضيفاً تشمر واهتمـــا
وقال: هيا رباه ضيف ولا قـرى *** بحقك لا تحرمه تالليلة اللحمـــا
وقال ابنه لما رآه بحيــــرة: *** أيا أبت اذبحني ويسر له طعمـــا
ولا تعتذر بالعدم علَّ الذي طرا *** يظن لنا مالا فيوسعنا ذمـــــا
فروى قليلاً ثم أحجم برهة *** وإن هو لم يذبح فتاه فقد هما
فبينا هما عنت على البعد عانـة *** قد انتظمت من خلف مسحلها نظما
عطاشاً تريد الماء فانساب نحوها *** على أنه منها إلى دمها أظمــــا
فأمهلها حتى تروت عطاشهـا *** فأرسل فيها من كنانته سهمـــا
فخرت نحوص ذات جحش سمينة *** قد اكتنزت لحماً وقد طبقت شحمــا
فيا بشره إذ جرها نحو قومــه *** ويا بشرهم لما رأوا كلمها يدمــى
وباتوا كراماً قد قضوا حق ضيفهم *** وما غرموا غرماً وقد غنموا غنمـا
وبات أبوهم من بشاشته أبــاً *** لضيفهم والأم من بشرها أمـــا
ولد امرؤ القيس في بلاد بني أسد (تعرف اليوم بالقصيم) في نجد .. حيث كان والده حُجْر والياً من قبل أبيه على بني أسد غطفان .. وكان جده الحارث بن عمرو بن حجر آكل المرار ملكاً تمتد مملكته من القصيم جنوباً حتى الشام شمالاً وتشمل جنوب العراق .. وقد تغلب الحارث على المناذرة وأدخل مملكتهم ضمن ممتلكاته فعظم أمره .. ففي بيت الإمارة الكبير ولد امرؤ القيس وتفتحت عيناه على مملكة جده الكبيرة فنشأ في نعمة وترعرع في بيت عز وشرف ..
وسبب مقتل والده .. أن بني أسد تقاعست عن دفع الإتاوة فأرسل حجر جباته وأمرهم بضرب من تقاعس أو تأخر عن دفع الإتاوة فما كان من بني أسد إلا أن جمعوا أمرهم وقتلوا حجراً وهذا ما أشار إليه امرؤ القيس في قوله :.:.:
أتاني حديثٌ فَكَــــذبْتُهُ بأمر تَزَعْزَعُ منه القُلَلْ
بقتل بني أسَدٍ ربهُــــمْ ألا كُل شيء سواه جَلَلْ
وقد طلب امرؤ القيس العون من بكر وتغلب فأعانوه ..
شعره :.:.:
امرؤ القيس شاعر مشهور تناقل الناس شعره في حياته فحفظوه .. وأعُجبت قريش بمعلقته فعلقتها على الكعبة وهي أول قصيدة تعلق على الكعبة .. وقد أخذ الرواة و الشعراء يحفظون شعره ويقلدونه ..ففي العصر الأموي نجد عمر ابن ربيعه يقلد أشعار امرئ القيس .. وفي القرن الثاني الهجري اعتنى الأصمعي .. بشعر امرئ القيس وجمعه ..
من أغراضه الغزل العابث .. فلم أحبب أن أذكر ..
1- الوصف :.:.:
لقد أبدع امرؤ القيس في وصف طول الليل .. ووصف الفرس والصيد ووصف السحاب والأمطار .. ففي وصفه قد تقدم على غيره من الشعراء .. فهو يقول في وصفه طول الليل :.:.:
وليل كموج البحر أرخى سدوله عليّ بأنــــواع الهموم ليبتلــــي
فقلت له لما تمطى بصُلبِـــــــــهِ وأردف أعجازاً وناء بكلكــــــل
ألا أيُها الليلُ الطويلُ ألا انجلـــى بصبحٍ وما الإصباح منك بأمثل
فيالك من ليل كأن نجـــــــــــومه بكل مُغارِِ الفتْل شُدتْ بيذبــــــلِ
كأن الثريا علقت في مصامهــــا بأمراس كتانٍ إلى صُــــم جندلِ
2-شكوى الزمان :.:.:
بعد أن تغيرت الدنيا على امرئ القيس أصبح يقول شعراً مغايراً لشعره في شبابه فبعد أن قتل أبيه أصبح ينظر إلى المستقبل بعين الارتياب فهز يطالب بدم أبيه دون أن يحصل على طائل ..