أعود إلى ساحـرات الحـروفْ=بروح لهـوف وقلـب شغـوفْ
وعقـل يتـوق إلـى حسنهـا=وعند سناهـا يطيـل الوقـوف
وما كنت أقوى علـى هجرهـا=ولكنهـا عاندتنـي الـظـروف
وكـيـف لمثـلـي أن يتـقـي=غرام التي تشتهيهـا الألـوف؟!
يخامرنـي شـهـد ألفاظـهـا=فيسكرنـي بالكـلام العطـوف
ويثملنـي صـفـو إنشـادهـا=إذا كبّرت في الجهـاد الصفـوف
هـي الضـاد تذهـل عشاقهـا=فتجذبهـم مرغمـي الأنـوف!!
إذا أحكمـت حكمـة أوجــزت=بقـول جلـيّ جميـل شفـيـف
وإن عبّرت عن عميق الشعـور=، تجلت بصدق عظيم الوصوف
وإن بارزت في خضـم الوغـى=تـذل لهـا لامعـات السيـوف
وفي الفـرح تبسـم أعماقهـا=سرورا ، تصفق منـه الكفـوف
وإن ترسـم الحـزن أبصرتهـا=فؤادا حزينـا وطرفـا ذروف!!
فمـا بالهـا هُجّـرت عـنـوة=وصارت كتابا يزين الرفـوف ؟!
وما بال قومي نسـوا فضلهـا=ومالوا إلى قارعات الدفـوف ؟!
أليـس بهـا أنـزل الآي مـن=لدن خالق ، بالعبـاد رؤوف ؟!
وفيهـا تربـى شفيـع الـورى=وجـاء بنـور أزال الكـسـوف
فيـا أمّـة الضـاد لا تقبـلـي=ظلاما ، ولا تأبهـي بالحتـوف
وذودي عن الدين قبـل الحمـى=وموتـي فـداء لديـن حنيـف
اعـدّي الرحيـل إلـى جـنّـة=أعـدّت لكـل تقـيّ عفـيـف
فمـا الفـوز إلاّ سمـو النفـوس=، وتخليدها قرب ربّ لطيـف
فلن يقبل العيـش ، ذوعـزة=،بـذلّ ، ليحيـا جبانـا ضعيـف
إذا ضاجع الذّل من في القصـور=، نزحنا ورمنا حياة الكهـوف
عودا حميدا لمجالسنا...
والقصيدة اعلاه تحكي لسان حال ناقلها..الذي يعدكم بأنه لن يبرح بهو المكان مرة اخرى. والشكر كل الشكر للقائمين على هذا المنبر الشامخ.