|
يـحـكــى أن للـقـصـــة والـــــروايـــة |
.. الحاجب المنصور .. |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
06-10-07, 02:46 PM | المشاركة رقم: 1 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| المنتدى :
يـحـكــى أن .. الحاجب المنصور .. شخصيات أندلسية مقدمة : أحببت في هذا الموضوع أن أسلط الضوء على شخصيات أندلسية مهمة كان لها الأثر الكبير في المسلمين من حيث الدعوة إلى الله والجهاد والعلوم بجميع مجالاتها , هي شخصيات مهمة وشخصيات جعلت الأندلس إسما ورمزا عريقا في العلوم والحضارة . بل إنه في فترات كانت الأندلس أعظم دولة على وجه الأرض من ناحية القوة والعلم والعلماء والخيرات . ولكن نحن هنا في المشرق والجيل الحديث لانعرف الكثير عن تاريخ الأندلس العريق فإذا سئلنا بعض شخصيات الأندلس لعددنا بعضهم مثل موسى وطارق وعبدالرحمن الداخل و عبدالرحمن الناصر وابن رشد وابن حزم وغيرهم ولكننا نعرفهم بالأسماء ولانعرف عنهم الشئ الكثير . ولهذا أحببت أن أبدأ ببعض الشخصيات الأندلسية المهمة وهو شخص عظيم يعتبره الكثير من المؤرخين المسلمون والأوروبيون أعظم من حكم الأندلس على الإطلاق شخص هز عروش الممالك النصرانية , يفدون الملوك إليه لتقبيل يده ويقدمون له بناتهم كجواري من أجل رضاه عليهم , رجل شجاع مجاهد حكيم فقيه غزا إثنين وخمسين غزوة إنتصر فيها كلها , وسأبدأ هذه الشخصيات عن هذا الأمير المجاهد القائد , ولكن سؤالي هل ياترى سنعرف من هو هذا . شخص وحد الاندلس ووصل إلى أماكن لم يصلها موسى بن نصير وطارق بن زياد أعاد مدينة برشلونة وليون وشانت ياقب للأندلس وفرض سيطرتها عليهم , كانت سياسته عند الإنتصار أن يحمل النصارى الغنائم بأنفسهم له إلى قرطبة , كان هدفه هو تجاوز البيرينيه والوصول إلى أوروبا لكن وافته المنية قبل أن يصل إلى مبتغاه . قرأت في مقالات وكتب أسبانية عن المنصور , يعترف الكثير منهم أنه هو الذي أذلهم وفرض سيطرته عليهم وكانوا يخافون منه فإذا ماسمعوا بالمنصور قد قدم إليهم ويخرجوا من المدينة وهم مستسلمون , سقطت مدينة شانت ياقب في يده بدون مقاومة وشانت ياقب هذه ثالث المدن من حيث الأهمية بعد القدس والفاتيكان بالنسبة للنصارى . وكثير من الأسبان يتحدثون عنه بإعجاب , وللكن للأسف أن الكثير من المسلمين في جيلنا الحاضر لايعرف من المنصور هذا , وسأتحدث بطريقة أجزاء عن هذا الملك المجاهد . من هو : قد يعرفه البعض من إسمه وقد يعرفه البعض من لقبه إنه محمد بن عبدالله بن عامر بن أبي عامر بن الوليد بن يزيد بن الوليد بن عبدالملك المعافري القحطاني الملقب بالحاجب المنصور إسم إذا ذكر إهتزت عروش النصارى وفي التاريخ الحديث يعرفه الصغير والكبير من كبار وأطفال أسبانيا عز المعرفة فهم يعرفون مافعل بهم وكيف ذل ملوكهم , بوفاة المنصور إنتهمى عصر القوة للأندلس . ولد الحاجب المنصور سنة 326 هـ في تركش من الجزيرة الخصراء والجزيرة الخضراء هي مدينة صغيرة في أقصى الجنوب الأسباني , ومن يعرف تاريخ الأندلس يعرف أهمية الجزيرة الخضراء التي مر معها الفاتحون والموحدون أمثال موسى وطارق وعبدالرحمن الداخل عند نزولهم الأندلس وجده عبدالملك هو من الذين كانوا في جيش طارق بن زياد أيام الفتح عاش الحاجب المنصور في الجزيرة الخضراء لكن كان حلم الفتى الذهاب إلى قرطبة حيث العلم والعلماء والقوة والمجد في ذلك الزمان - قرطبة التي كان ملوك أوروبا يوفدون أبنائهم لطلب العلم فيها - كان هدفه الوصول إلى قرطبة وإحتلال مركز فيه لكنه كان يبحث عن طريق البداية , ذهب محمد إلى قرطبة وبدأ بالتعلم كانت ولادة الحاجب في عهد القوة والرخاء حيث عهد عبدالرحمن الناصر الذي حكم الأندلس أكثر من خمسين عاما وبعده إبنه القوي الحكم المستنصر , توفي الناصر سنة 350 هـ - 961م مخلفا أقوى الممالك في الأرض في ذلك الزمان ومن بعده الحكم المستنصر الذي ماإن تولى مقاليد الخلافة أمر بالإستعداد للجهاد في سبيل الله . ولكي أبدأ بعهد الحاجب يجب علي أن أبدأ بخلاصة لعهد الحكم المستنصر لأنه العهد الذي بدأ فيه توسعه ونفوذه . خلف شانجه المشهور بالسمين أخاه أردون في مملكة ليون سنة 955م لكن إبن عمه أردون الرابع المشهور بالخبيث خلع شانجه من الحكم ثم ذهب شانجه يستنجد بجدته لكي تستعين بملك قرطبة الناصر حيث عولج شانجه من سمنته المشفرطة على يد احد الأطباء العرب في قرطبة وجاءه شانجه وعمه غرسية وجدته طوطة إلى الناصر يقبلون يديه ويطلبون معونته لإسترداد الحكم وقد ساعدهم الناصر وأعاد شانجه إلى حكمه , وكان ثمن هذا كله عشرة حصون يسلمها شانجه للناصر ولكن الناصر توفي قبل أن يفي شانجه بعهوده . وتم تسليم اردون الرابع للحكم في قرطبة ولكن عند وصوله قرطبة اعلن خضوعه الكامل للحكم وقد قام الحكم بوعده لإعادته لحكم ليون عقابا لشانجه , وعندما سمع شانجه بهذا الكلام أصابه الخوف وأسرع ببعث سفارة إلى الحكم يعلن خضوعه وإستعداده لتنفيذ الشروط , ولكن أردون توفي في قرطبة قبل توفية هذه الشروط فأخذ شانجة بالمماطلة مرة أخرى وتحالف مع ملوك النصارى الأخرين لمهاجمة الثغور الإسلامية . فتوجه الحكم بنفسه لقمع هذا التحالف بحملة كبيرة وإستولى على الحصون هناك وأرسل الحكم قواده الآخرين لمهاجمة الممالك الأخرى وتوفي شانجه الأول في نفس العام وتفككت الممالك النصرانية في الشمال وتوفي غرسية أيضا ووفاة أهم قواد الممالك النصرانية وبهذا خضع الملوك الضعاف من بعده للحكم المستنصر .وقد كان الحكم يواجه الشيعة الفاطميين في الشمال الأفريقي وقد فرض الحكم جزءا كبير من شمال افريقيا لسيادته . وبعد وفاة الحكم المستنصر خلفه إبنه هشام المؤيد بالله وكان عمره 11 عاما وقد وصل محمد بن أبي عامر في عهد الحكم إلى منصب الوزارة ومن قبلها كان قاضيا ومن قبلها كان كاتبا عند باب قصر الزهراء ومن ثم إستحسنته صبح زوجة الحكم وهي من بلاد البشكنس ( الباسك في المسمى الحديث )وأصبح يكتب لها إلى أن قامت بتنبيه الحكم عنه وكانت إدارة الدولة بيد الحاجب جعفر بن عثمان المصحفي والرجل الثاني في الدولة كان غالب بن عبدالرحمن قائد الجيوش والوزير الأول . غير أن المنصور كان يسوؤه ماكان يفعله الكثير ممن لهم مكانة في الدولة مثل عائلة المصحفي - التي يشببها الكثير بالبرامكة في المشرق - وكذلك المرتزقة والصقالبة وغيرهم وإتفق المنصور مع غالب بالإيقاع بعائلة المصحفي وبعد القضاء على المصحفي زاد صيت المنصور وعظم شانه وتولى أمر الشرطة وتقرب محمد بن أبي عامر أكثر من غالب عندما خطب إبنته , وبعد ذلك أدرك غالب طمع زوج إبنته محمد بن أبي عامر بالسلطة والحكم , فدبر غالب مكيدة للإطاحة بمحمد حيث أنه بعد غزوة من الغزوات إستدعى غالب محمد وصعد إلى أحد القلاع معه فسبه غالب وقال أنت من أفسد الدولة وتحكم فيها وسل سيفه ليضربه فهرب محمد وقفز من فوق القلعة فكان من حسن حظه أنه وقع على شي منعه من الهلاك وتوفي غالب في أحد المعارك مع النصارى وبهذا خلت الساحة ولم يتبق فيها سوى محمد بن أبي عامر وعظم شانه وأحبه الناس . هذه بعض الروابط للمنصور في أسبانيا تمثال للمنصور في الجزيرة الخضراء مسقط رأسه ويفتخر به الكثيرون من أهل الجزيرة الخضراء وأنه منهم وينظر الكثير منهم أنه أقرب إليهم منا . كان محمد بن أبي عامر يعمل عند القاضي محمد بن إسحاق بن السليم , فلما طلب الحكم وكيلا لولده عبدالرحمن ذكر له حاجبه جعفر المصحفي عن محمد بن أبي عامر , فعرض مجموعة رشحوا لوكالة الطفل عبدالرحمن على صبح أم عبدالرحمن إختارت من بينهم محمد بن أبي عامر وكان ذلك في 9 ربيع الأول سنة 356هـ , فلما مات عبدالرحمن بفترة قصيرة بقي محمد في خدمة أم عبدالرحمن وكانت قد ولدت بهشام فصرف محمد إلى وكالة هشام في الرابع من رمضان سنة 359 هـ . ثم أضيفت لمحمد بن أبي عامر الخزانة وبعدها خطة المواريث في السابع من محرم سنة 358 , وفي عام 361هـ أوكلت لمحمد بن أبي عامر الشرطة الوسطى وأحبه الناس لما قام به من إصلاحات . وقيل أيضا : أن سبب ظهور محمد واستفحال أمره كان خدمته للسيدة صبح البشكنسية , فإنه قد إستمال هذه المرأة بحسن تدبيره وخدمته لها , 0حتى استهواها وغلب على قلبها , وقد إجتهد محمد في برها فأبدع في هذا , وقد أهدى للسيدة صبح مجسم قصر من فضتة في وقت ولايته السكة , فتحدث الناس عن هذا القصر الذي لم تر العيون مثل من قبل , ووقع من قلبها موقعا لاشئ فوقه فتزيدت في بره وتكفلت بشأنه , حتى تحدث الناس بشغفها له . ثم أن هناك من وشي بمحمد بن أبي عامر عند الخليفة الحكم بن عبدالرحمن الناصر وقيل له أن محمدا أتلف مال السكة , فأمر الحكم بإحضار محمد ومراجعة حساباته ليرى سلامته , فذهب محمد إلى الوزير إبن حدير وتسلف منه مايغطي النقص , فراجع الحكم الخزانة وأكذب من وشى به وازداد إعجابا بمحمد , وبعدها أعاد محمد بن أبي عامر المال للوزير إبن حدير. وقد كان محمد بن أبي عامر آية في الذكاء والدهاء , ومحمد من بيت علم وفقه فأبوه زاهدا تقيا , وجده عبدالملك هو من من دخلوا الأندلس مع طارق بن زياد.وقد كان محمد حسن النشأة , ذوهيبة , فكانت بدايته تعلم القرآن والحديث والفقه والأدب , وقد تعلم على يد كثير من العلماء منهم أبي بكر بن معاوية القرشي راوية النسائي وعلى أبي بكر ابن القوطية وعلى أبي علي البغدادي وغيرهم من العلماء . وفاة الحكم وتولي إبنه الخلافة : وتوفي الحكم سنة 366 هـ وتولى إبنه هشام المؤيد بالله الخلافة وهو ابن 11عاما وأصبحت السلطة في يد الحاجب جعفر المصحفي إلى أن خلع هشام عن الخلافة سنة 399 هـ وقد تولى هشام الخلافة مرتين ,وقد كانت خلافته ضعيفة , كان منصرفا لتلاوة القرآن ودرس العلوم . وقد كان محمد بن أبي عامر هو من عقد الشهادة لبيعة هشام على الناس , فأوكل هشام جعفر المصحفي الحجابة وأوكل الوزارة لمحمد بن أبي عامر . ثم إن محمد إستطاع أن يوقع بين الصقالبة والجاجب جعفر وبين أعدائه وتم التخلص من الصقالبة وبعدها صاهر محمد بن أبي عامر غالب الناصري شيخ الموالي فتزوج إبنته - وغالب هذا هو شيخ الموالي ووزير الدولة وقائد الجيوش وصاحب مدينة سالم وفارس الأندلس ,وخلال هذه الفترة كان محمد يدير الوصول للسلطة العليا , وقد كان محمد قد تولى جيش الحضرة , وقد كان بين غالب الناصري والحاجب المصحفي عداوة ومنافسة , وبعدها إتفق محمد بن أبي عامر وعمه ( أبو زوجته غالب الناصري ) على الإطاحة بالحاجب جعفر المصحفي وكان هذا في مدينة مجريط ( مدريد في المسمى الحالي ) , واتجه محمد وغالب لقتال النصارى , وغنموا وسبوا, وعاد محمد بن أبي عامر إلى قرطبة بالسبي والغنائم , فبعد صيته وأحبه الناس أكثر , وقل شأن المصحفي وعائلته , فأمر الخليفة هشام بصرف محمد بن جعفر المصحفي ( إبن الحاجب جعفر ) عن المدينة وأوكلها لمحمد بن أبي عامر , فضبط محمد المدينة و وقد كان أهل قرطبة يعانون كثيرا من الصقالبة واللصوص وغيرهم , فضبط ابن أبي عامر الأمور , فكشف الله عن أهل قرطبة مصائبهم بتولية محمد بن أبي عامر الأمور فأغلق الحانات وأتلف الخمور وقضى على أهل الفساد وأمنت المدينة , فشغف الناس حبا له , واستخلف محمد إبن عمه عمرو بن عبدالله بن أبي عامر المدينة , فسار على ماسار عليه أبن عمه محمد . وبعدها قام محمد بن أبي عامر وغالب الناصري بالتخلص من الحاجب المصحفي ومن عائلته , وصرفت عائلة المصحفي عن ما كانت عليه وصودرت أموالها - وقد شبه الكثير من المؤرخين نكبة المصحفي بنكبة البرامكة - وقد قام محمد بن أبي عامر بقتل هشام بن أخي جعفر المصحفي الذي كان ألد خصوم محمد . وبهذا لم يكن في الدولة من هو أعلى من محمد بن أبي عامر في السلطة سوى غالب الناصري , وماحدث أن غالب الناصري خاف من محمد بن أبي عامر على سلطته , فبعد إحدى الغزوات صعد غالب ومحمد إلى أحد القلاع , فجرى بينهما حوار , فسب غالب محمدا وقال له : ياكلب أنت الذي أفسد الدولة , وتحكمت في الدولة , فقام بسل سيفه ليضربه , فما كان من محمد إلا أن يلقي نفسه من فوق القلعة قبل أن يصاب بالضربة , فرحمه الله عز وجل بأن كان قد سقط على شئ منعه من الهلاك , فهرب محمد وأخذه أصحابه وعالجوه , فالتقى الجيشان في معركة قتل فيها غالب الناصري , وبهذا خلت الساحة لمحمد بن أبي عامر . وبهذا خلت الساحة للمنصور الذي نصب نفسه حاجبا للدولة وحاكمها الفعلي , ليس للخليفة من الأمر من شئ إلا الأسم وبهذا وصل محمد إلى ماكان يريده وهو الحكم , محمد الذي بدأ فقط بعقله وعزيمته وتوفيق الله , فقد هيأ الله محمد بن أبي عامر الذي لقب بالحاجب المنصور ليصلح الدولة ويجاهد ويخضع النصارى للدولة الإسلامية ووصل لأماكن لم يصلها موسى بن نصير ولا طارق بن زياد .واستبد ابن أبي عامر في السلطة وقام بتصفية من أفسدوا في الدولة من قبل . في عام 368 هـ أمر محمد بن أبي عامر ببناء قصر الزاهرة , لأنه خاف من الغدر في قصر الزهراء ونقل إلى قصر الزاهرة فتيانه وغلمانه , إلى أن إنتقل إلى القصر عام 370 هـ وشحن القصر بأمواله وأسلحته وأمتعته وأتخذ الدواوين والأعمال والكتاب والوزراء . ((غزوة شنت ياقب)) غزوة المنصور لمدينة شنت ياقب قاصية غليسية وأعظم مشاهد النصارى الكائنة ببلاد الأندلس وما يتصل بها من الأرض الكبيرة وكانت كنيستها عندهم بمنزلة الكعبة عندنا وللكعبة المثل الأعلى فيها يحلفون وإليها يحجون من أقصى بلاد رومة وما وراءها ويزعمون أن القبر المزور فيها قبر ياقب الجواري أحد الاثنى عشر وكان أخصهم بعيسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام وهم يسمونه أخاه للزومه إياه وياقب بلسانهم يعقوب وكان أسقفا ببيت المقدس فجعل يستقري الأرضين داعيا لمن فيها حتى انتهى إلى هذه القاصية ثم عاد إلى أرض الشام فمات بها وله مائة وعشرون سنة شمسية فاحتمل أصحابه رمته فدفنوها بهذه الكنيسة التي كانت أقصى أثره ولم يطمع أحد من ملوك الإسلام في قصدها ولا الوصول إليها لصعوبة مدخلها وخشونة مكانها وبعد شقتها فخرج المنصور إليها من قرطبة غازيا بالصائفة يوم السبت لست بقين من جمادى الآخرة سنة سبع وثمانين وثلاثمائة وهي غزوته الثامنة والأربعون ودخل على مدينة قورية فلما وصل إلى مدينة غليسية وافاه عدد عظيم من الفوامس المتمسكين بالطاعة في رحالهم وعلى أتم احتفالهم فصاروا في عسكر المسلمين وركبوا في المغاورة سبيلهم وكان المنصور تقدم في الأندلس وجهزه برجاله البحريين وصنوف المترجلين وحمل الأقوات والأطعمة والعدد والأسلحة استظهارا على نفوذ العزيمة إلى أن خرج بموضع برتقال على نهر دويره فدخل في النهر إلى المكان الذي عمل المنصور على العبور منه فعقد هنالك من هذا الأسطول جسرا بقرب الحصن الذي هنالك ووجه المنصور ما كان فيه من الميرة إلى الجند فتوسعوا في التزود منه إلى أرض العدو ثم نهض منه يريد شنت ياقب فقطع أرضين متباعدة الأقطار وقطع بالعبور عدة أنهار كبار وخلجان يمدها البحر الأخضر ثم أفضى العسكر بعد ذلك إلى بسائط جليلة من بلاد فرطارش وما يتصل بها ثم أفضى إلى جبل شامخ شديد الوعر لا مسلك فيه ولا طرق ولم يهتد الأدلاء إلىسواه فقدم المنصور الفعلة الجديدة لتوسعة شعابه وتسهيل مسالكه فقطعه العسكر وعبروا بعد وادي منيه وانبسط المسلمون بعد ذلك في بسائط عريضة وأرضين أريضة وانتهت مغيرتهم إلى دير قسطان وبسيط بلنبو على البحر المحيط وفتحوا حصن شنت بلاية وغنموه وعبروا سباحة إلى جزيرة من البحر المحيط لجأ إليها خلق عظيم من أهل تلك النواحي فسبوا من بها ممن لجأ إليها وانتهى العسكر إلى جبل مراسية المتصل من أكثر جهاته بالبحر المحيط فتخللوا أقطاره واستخرجوا من كان فيه وحازوا غنائمه ثم أجاز المسلمون بعد هذا خليجا في معبرين أرشد الأدلاء إليهما ثم نهر أيلة ثم أفضوا إلى بسائط واسعة العمارة كثيرة الفائدة ثم انتهوا إلى موضع من أقاصي بلادهم ومن بلاد القبط والنوبة وغيرهما فغادروا المسلمون قاعا وكان النزول بعده على مدينة شنت ياقب البائسة وذلك يوم الأربعاء لليلتين خلتا من شعبان فوجدها المسلمون خالية من أهلها فحاز المسملون غنائمها وهدموا مصانعها وأسوارها وكنيستها وعفوا آثارها ووكل المنصور بقبر ياقب من يحفظه ويدفع الأذى عنه وكانت مصانعها بديعة محكمة فغودرت هشيما كأن لم تغن بالأمس وانتسفت بعوثه بعد ذلك سائر البسائط وانتهت الجيوش إلى جزيرة شنت مانكش منقطع هذا الصفع على البحر المحيط وهي غاية لم يبلغها قبلهم مسلم ولا وطئها لغير أهلها قدم فلم يكن بعدها للخيل مجال ولا وراءها انتقال وانكفأ المنصور عن باب شنت ياقب وقد بلغ غاية لم يبلغها مسلم قبله فجعل في طريقه القصد على عمل برمند بن أردون ليسقريه عائثا ومفسدا حتى وقع في عمل الفوامس المعاهدين الذين في عسكره فأمر بالكف عنها ومر مجتازا حتى خرج إلى حصن بليقية من افتتاحه فأجاز هنالك القوامس بجملتهم على أقدارهم وكساهم وكسا رجالهم وصرفهم إلى بلادهم وكتب بالفتح من جليقية وكان بلغ ما كساه في غزواته هذه لملوك الروم ولمن حسن غناؤه من المسلمين ألفين ومائتين وخمسا وثمانين شقة من عنبرتين وأحد عشر سقلاطونا وخمس عشرة مريشا وسبعة أنماط ديباج وثوبي ديباج رومي وفروي فنك ووافى جميع العسكر قرطبة غانما وعظمت النعمة والمنة على المسلمين ولم يجد المنصور بشنت ياقب إلا شيخا من الرهبان جالسا على القبر فسأله عن مقامه فقال أونس يعقوب فأمر بالكف عنه قال وحدّث شعلة قال: قلت للمنصور ليلة طال سهره فيها قد أفرط مولانا في السهر وبدنه يحتاج إلى أكثر من هذا النوم وهو أعلم بما يتركه عدم النوم من علة العصب فقال يا شعلة الملك لا ينام إذا نامت الرعية ولو استوفيت نومي لما كان في دور هذا البلد العظيم عين نائمة ... ((وفاة المنصور بن أبي عامر)) ووجد المنصور خفة فأحضر جماعة بين يديه وهو كالخيال لا يبين الكلام وأكثر كلامه بالإشارة كالمسلم المودع وخرجوا من عنده فكان آخر العهد به وتوفي رحمه الله في غزاته للإفرنج بصفر سنة ثنتين وتسعين وثلاثمائة عن 66 عاما وحمل على سريره على أعناق الرجال وعسكره يحف به وبين يديه إلى أن وصل إلى مدينة سالم إذ أوصى أن يدفن حيث يقبض فدفن في قصره بمدينة سالم ونقش على قبره الأبيات التالية : آثاره تنبيك عن أخباره حتى كأنك بالعيون تراه تالله ما ملك الجزيرة مثله حقا ولا قاد الجيوش سواه ودامت دولته ستا وعشرين سنة غزا فيها اثنتين وخمسين غزوة واحدة في الشتاء وأخرى في الصيف لم ينهزم في واحدة منها طوال حكمه الذي استمر خمسا وعشرين سنة ، وجاست خيله في أمكنه لم يكن قد خفق فيها علم إسلامي من قبل . واضطرب العسكر وتلوم ولده أياما وفارقه بعض العسكر إلى هشام وقفل هو إلى قرطبة فيمن بقي معه ولبس فتيان المنصور المسوح والأكسية بعد الوشي والحبر والخز وقام ولده عبد الملك المظفر بالأمر وأجراه هشام الخليفة على عادة أبيه وخلع عليه وكتب له السجل بولاية الحجابة وكان الفتيان قد اضطربوا فقوم المائل وأصلح الفاسد وجرت الأمور على السداد وانشرحت الصدور بما شرع فيه من عمارة البلاد فكان أسعد مولود ولد في الأندلس .. إخترته لكم من كتابة صديقي الشاب صاحب موقع المسافرون العرب
التعديل الأخير تم بواسطة منصور الطهيمي ; 06-10-07 الساعة 03:15 PM | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
06-10-07, 02:59 PM | المشاركة رقم: 2 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع :
منصور الطهيمي المنتدى :
يـحـكــى أن رد: .. الحاجب المنصور .. اخوي منصور
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
06-10-07, 10:10 PM | المشاركة رقم: 3 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع :
منصور الطهيمي المنتدى :
يـحـكــى أن رد: .. الحاجب المنصور ..
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
21-05-09, 03:25 AM | المشاركة رقم: 4 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع :
منصور الطهيمي المنتدى :
يـحـكــى أن رد: .. الحاجب المنصور .. يعطيك العافيه
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
الكلمات الدلالية (Tags) |
الحاجب , المنصور |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
| |