القهوة جزء من التاريخ
هي رمز الكرم والضيافة،.. وهي ذلك المشروب الذي يقبل على تناوله أناس كثيرون،
فهناك القهوة التركية والقهوة البرازيلية، والقهوة العربية وغيرها.
وهي تختلف من بلد إلى آخر من حيث طريقة عملها..،
وهذه القهوة هي التي سطر كثير من الشعراء الأبيات فيها منذ القدم.
فالقهوة العربية عنوان الضيافة مما جعلها تستهلك بشكل كبير في كثير من بلدان العالم .
وهناك بلاد كثيرة يزرع فيها البن بوفرة وهي اليمن والحبشة وكذلك المكسيك وأندونيسيا 00
والبرازيل التي تعتبر أكبر وأوسع بلد منتج ومصدر لهذه القهوة مختلفة الأصناف والجودة في أنواعها وقيمتها في الكثير من بلدان العالم اليوم ويفضلون سكان الجزيره العربيه القهوه اليمنيه والتي تسمى (البريه) أو البن ( الخولاني)
والبعض منهم يفضل القهوة الحبشيه.
وتحضير القهوة العربية ذو ميزة دقيقة، ولابد من الانتباه بتحضيرها بكل احتساب سواء في وقت عملها أو في حمسها وطحنها وحساب كمية القهوة ومقياس الهيل..،
وتطبخ القهوة البن بالماء المغلي لفترة من الوقت بعد الحمس والطحن ، وبعد الغلي يضاف إليها الهيل بمقياس معين دون زيادة أو نقصان، ثم تترك لعدة دقائق من الوقت حتى تصفى القهوة وبعدها تقدم إلى الضيف في الدلة بنكهتها الفريدة وطعمها المميز.
إنها القهوة العربية التي سطرت فيها الأبيات الكثيرة ووصفها عشرات الشعراء هي والأواني التي يتم فيها تحضير القهوة (ومنها النجر والمحماس والدلة والمبرد والفنجان.. .. إلخ).
ان بيت العربي الاصيل عامة، والبدوي خاصة، لا يخلو من دلة نحاسية مملوءة بالقهوة العربية الدافئة التي يضيفها للداخل والخارج من عنده، مع حبة التمر··
وتقدم القهوة العربية للضيف بعد السلام عليه، وإيجاد مكان مناسب لجلوسه، ثم يصب له فنجان القهوة ويقدم باليد اليمنى، ويتناوله الضيف باليمنى أيضا، ويهزه عندما ينتهي من شرب الفنجان إذا لم يكن يريد غيره، إشارة إلى الاكتفاء والشكر، ومن عادات شرب القهوة العربية أن المضيف يشرب فنجانا من القهوة التي يقدمها لضيوفه قبل أن يضيفها لهم، وهذه عادة قديمة من عادات البدو للدلالة على خلو القهوة من أي مكروه·
القهوة العربية تقدم في كل المناسبات في الافراح والاتراح وبدون مناسبة أيضا، ويعتبر الاعتذار عن شربها في بيت المضيف من قلة الواجب وعدم الاحترام لصاحب البيت، وللأهمية الكبيرة لفنجان القهوة في عاداتنا وتقاليدنا العربية نجد أنه عندما يأتي أحدهم إلى آخر بطلب معين، كأن يأتي معاتبا أو يخطب عروسا فإنه يضع فنجان القهوة أمامه ولا يشربه حتى يسأله المضيف عن حاجته ويلبيها أو يقول له: إشرب قهوتك، طلبك مستجاب·
عمل القهوة يدويا يعتبر من أفضل الاعمال التي يقوم بها الرجل أمام ضيوفه، لذلك يتفنن الكثيرون في عملها، والادوات التي تستخدم في إعدادها واحدة، وهي
- المحماسة : وتستخدم لحمس أو تحميص القهوة·
- المبرادة : وتستعمل لتبريد القهوة·
- النجر أو المهباش : ويستخدم لطحن القهوة·
- الدلة المطباخة : تطبخ بها القهوة·
- الدلة المبهارة : هي عبارة عن دلة صغيرة تبهر بها القهوة·
- المنفاخ : يستعمل لزيادة إشعال النار·
- الليف : هو الذي يحجب الهيل من النزول في الفنجان عند صبه·
- البيق : ( البيز او المساكه)تمسك به الدلة إن كانت حارة·
صورة توضح الأدوات المستخدمة في صنع القهوة العربية قديماً0
0
0
0 صورة طاحونة قهوه صغيره وكبيره
0
0
0
0
0
0
مبرادة قهوة
وتعد القهوة العربية بالطريقة التالية، بدون استعمال الادوات الحديثة
نبدأ بإشعال النار، ثم نضع المحماسة عليها ونضع فيها القهوة، ثم نقوم بتحريكها جيدا بحيث لا تثبت في مكان واحد حتى لا تحترق، ونستمر في التحريك حتى تصبح القهوة شقراء أو سمراء، حسب الطلب، ثم نضعها فورا في المبرادة لبضع دقائق حتى تبرد، بعدئذ نضعها في النجر ونطحنها جيدا، ثم نضعها على كمية الماء المغلي في المطباخة، ونتركها حتى تغلي بهدوء، وفي هذه الاثناء نقوم بطحن الهيل في النجر ونضعه في المبهارة الفارغة ونبعد المطباخة عن النار ونتركها تهدأ قليلا، ثم نصب القهوة في المبهارة المحتوية على الهيل فقط، ونضعها على النار ونتركها حتى تغلي قليلا وننزلها عن النار·· نضع الليف في فمها لكي يحجب الهيل من النزول، نبدأ بصب القهوة·
في المجالس العربية لا تستقر فناجين القهوة ولا دلتها في مكانها، لا سيما في مجالس الشيوخ والوجهاء، وتقتضي العادات انه كلما دخل ضيف جديد على المجلس تدور فناجين القهوة من جديد على جميع الجالسين، ولا يجوز أن يغادر احدهم المجلس والفناجين تدور و إنما عليه الانتظار حتى تستقر الفناجين مكانها·