اتق الشبهات
للناس السنة تلسع كل من لايحاذر في تصرفاته وأقواله وأفعاله ، إذ يستمتع كثير من الناس بالاعتداء على أعراض الاخرين وتجريحهم وذكر أخطائهم وهفواتهم .
فالمتهم عند كثير من الناس مجرم وسيظل. مجرماً في لأعينهم حتى لو برأه القانون .لذا فالأجدر بالإنسان أن يبتعد عن الشبهات فضلاً عن الحرام والمنكرات .
يروي الإمام البخاري رحمه الله عن النعمان بن بشير رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : {{الحلال بين والحرام بين ، وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمها كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لعرضه ودينه ومن وقع في الشبهات واقع الحرام ، كالراعي حول الحمى يوشك أن يقع فيه}}
يقول الحسن الماوردي >وأما مواقف الريبة ، فهي تردد بين منزلتي حمد وذم ، والوقوف بين حالتي سلامة وسقم، فتتوجه إليه لائمة المتوهمين ، وينال ذلة المريبين ، وكفى بصاحبها موقفاً، إن صح افتصح ، وإن لم يصح امتهن .
سئل محمد بن علي عن المروءة، فقال :ألا تعمل في السر عملاً تستحي منه في العلانية .
وقال حسان بن أبي سنان : ماوجدت شيئاً هو أهون من الورع،قيل له :وكيف؟ قال: إذا ارتبت بشيء تركته .
{هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو أبعد خلق الله من الريب ، وأصونهم من التهم ، وقف مع زوجته صفية ذات ليلة على باب المسجد يحادثها ،وكان معتكفاً، فمر به رجلان من الأنصار ، فلما رأياه أسرعا ، فقال لهما على رسلكما،إنها صفية بنت حيي ، فقالا:سبحان الله أوفيك شك يارسول الله فقال (مه)إن الشيطان يجري من أحدكم كجرى لحمه ودمه ،فخشيت أن يقذف في قلبيكما سوءاً}
وإذا استعمل الحزم،وغلب الحذر،وترك مواقف الريب ،ومظان التهم ،ولم يقف مواقف الاعتذار ، ولا عذر لمختار ، لم يختلج في نزاهته شك ، ولم يقدح في عرضه إفك _
قال بعض الحكماء
من حسن ظنه بمن لا يخاف الله تعالى فهو مخدوع)
وتقبلوا تحياتي ابو ميار