27-09-07, 10:12 AM
|
المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو مؤسس وإداري سابق
| الرتبة: | | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | Apr 2007 | العضوية: | 30 | الاقامة: | بوابـــة الوطـــن | الجنس: | ذكر | المواضيع: | 1582 | الردود: | 6938 | جميع المشاركات: | 8,520 [+] | بمعدل : | 1.32 يوميا | تلقى » 3 اعجاب | ارسل » 3 اعجاب | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 128 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى :
المجلس الإسلامي عمار بن ياسر بسم الله الرحمن الرحيم عمار بن ياسر هو عمّار بن ياسر بن عامر بن مالك بن كنانة بن قيس بن اليقظان حليف بني مخزوم،
كان طوالاً، أشهل، رحب ما بين المنكبين من أطول الناس سكوتا، وأقلهم كلاماً،
كان إسلامه مبكراً مع أبيه الذي طاب له المقام في مكة محالفاً أبا حذيفة بن المغيرة الذي زوّجه إحدى إمائه "سمية بنت خياط"
فقد كان إسلامهم مبكراً، شأن جميع الأبرار المهتدين، وقريش تتربص بالمؤمنين الدوائر التي أوكلت أمر تعذيبهم إلى بني مخزوم – حالما علموا بإسلامهم– فباتوا يخرجون بهم جميعاً كل يوم إلى رمضاء مكة الملتهبة، ويصبون عليهم من جحيم العذاب ألواناً وفنوناً، فقد قضت والدته سمية بحربة أبي جهل ثبّتها ببطنها لتكون أول شهيدة في الإسلام.
كان المشركون يأتون بآل ياسر يومياً إلى بطحاء مكة لتعذيبهم بالضرب تارة، وبوضع الحجارة الملتهبة على صدورهم وبالحرق أخرى،
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمر بهم مواسياً متألماً قائلاً: صبراً آل ياسر فإن موعدكم الجنة،
وبعدما أُحرق عمار كان يمر به، ويمرر يده على رأسه ويقول: " يا نار كوني برداً وسلاماً على عمار كما كنت برداً وسلاماً على إبراهيم"
وكان عمار يعذب حتى لا يدري ما يقول. ولقي رسول الله صلى الله عليه وسلم صاحبه فألفاه يبكي، فجعل يمسح دموعه بيده ويقول له00
"أخذك الكفار، فغطوك في الماء، فقلت كذا.. وكذا؟
أجاب عمار وهو ينتحب: نعم يا رسول الله، فقال له الرسول الحبيب وهو يبتسم:
إن عادوا، فقل لهم مثل قولك هذا " ثم تلا الآية الكريمة التي نزلت بحقه:
"إِلا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْأِيمَانِ" (النحل: من الآية106).
وهكذا علّم القرآن حملته وأبناءه أن التضحية جوهر الإيمان، وأن مقاومة التحديات الظالمة بالثبات وبالصبر وبالإصرار..إنما تشكل أبهى فضائل الإيمان وأروعها.
وعلى هذه الوتيرة المنيرة سارت حياة هذا الصحابي الجليل الذي يحمل جسده آثار تعذيبه المروع كما يحمل مثل ذلك وثيقة صموده المذهل، وعظمته الخارقة، حتى قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم " أن عماراً ملئ إيماناً مشاشه" (أي إلى ما تحت عظامه).
وقالت عنه الصديقة بنت الصديق أم المؤمنين عائشة (رضي الله عنها) :
ما من أصحاب محمد أشاء أن أقول فيه إلا قلت.. إلا عمار بن ياسر فإني سمعت رسول الله يقول :
"إن عمار بن ياسر حشي ما بين أخمص قدميه إلى شحمة أذنيه إيماناً "
وقال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم "من عادى عماراً، عاداه الله، ومن أبغض عماراً أبغضه الله"،
وقال أيضاً: "ما لهم ولعمار؟ يدعوهم إلى الجنة، ويدعونه إلى النار،إن عماراً جلدة ما بين عيني وأنفي"
وقال أيضاً: " اقتدوا باللذين من بعدي: أبو بكر وعمر.. واهتدوا بهدي عمار".
وكان له مكانة عالية في قلوب المؤمنين فها هو أمير المؤمنين عمر يكتب إلى أهل الكوفة يبشرهم فيه بواليهم الجديد فقال:
(إني بعثت إليكم عمار بن ياسر أميراً.. وابن مسعود معلماً ووزيراً، وإنهما لمن النجباء من أصحاب محمد، ومن أهل بدر)، وما زادته الولاية إلا تواضعاً وورعاً وزهداً 00
قال من رآه: رأيت عمار بن ياسر وهو أمير الكوفة يشتري من قثائها، ثم يربطها بحبل ويحمله فوق ظهره، ويمضي بها إلى داره،
وكذلك قال له واحد من العامة معيّراً بإذنه التي قطعت بسيوف المرتدين في اليمامة ليجيبه وهو آنذاك الأمير: خير أذني سببت، لقد أصيبت في سبيل الله..
وهكذا القادة العظماء الذين تربوا في مدرسة قائد البشرية وقدوتها. جهاده واستشهاده:
شهد بدراً وهو صغير، ولم يشهدها أحد من أبناء المؤمنين غيره وشهد كذلك جميع المشاهد مع المصطفى القائد وأبلى فيها بلاء حسناً، قتل في صفين في صفوف سيدنا علي "رضي الله عنه وكرم وجهه" وعمره ثلاث وتسعون سنة، ودفنه في ثيابه ولم يغسله، وهكذا كانت وقفتنا في رياض هذا الصحابي الجليل الذي إذا سمعه الرسول الكريم يقترب من منزله يقول: مرحباً بالطيب المطيّب، ائذنوا له". ذاك الذي اشتاقت إليه الجنة. 000000
|
| |