26-09-07, 05:13 PM
|
المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو مؤسس وإداري سابق
| الرتبة: | | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | Apr 2007 | العضوية: | 30 | الاقامة: | بوابـــة الوطـــن | الجنس: | ذكر | المواضيع: | 1582 | الردود: | 6938 | جميع المشاركات: | 8,520 [+] | بمعدل : | 1.32 يوميا | تلقى » 3 اعجاب | ارسل » 3 اعجاب | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 128 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى :
المجلس الإسلامي مصعب بن عمير بسم الله الرحمن الرحيم مصعب بن عمير00
هو مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف..القرشي،00
كان إسلامه في جو ممتلئ بالمحن والعذاب والدعايات المغرضة حول دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم وفي مرحلة كانت قريش تضطرب اضطراباً عظيماً، وكان مصعب صلى الله عليه وسلم يعيش جميع هذه الأحداث، ويشهد نماذج من الحوار والدعوة التي يدعو بها رسول الله الناس أجمعين،واستقر في نفسه وفؤاده ضلال المشركين حيث يمزقهم الشك،وتشتتهم الحيرة،ويعيشون في سخف جاهليتهم وتفاهتها، حتى امتلأت نفسه بوميض الحق..فيمّم وجهه شطر دار الأرقم حيث الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم فأسلم،حيث كان سبباً في استبشار الرسول ومن معه من المؤمنين بفتى قريش "مصعب بن عمير" وكتم إسلامه تمشياً بما يفعله المسلمون، وانسجاماً مع منهج الدعوة وقتذاك، لتتبدل حياته من الترف والرفاه إلى المعاناة وصدّ العداء، وهذا قدر لا يحتمله إلا المؤمنون الصادقون المخلصون،وظل لقاء مصعب برسوله سراً حتى كشف أمره وأعلموا أهله وأمه حيث أخذوه وجلدوه وحبسوه وقيدوه حتى تمكن من الهرب وهاجر مع المسلمين إلى الحبشة في هجرتهم الأولى بعد سجن وتعذيب وتقييد في الأصفاد.
تفيد جميع الروايات على أن مصعباً أصابته محن قاسية مؤلمة بعد إسلامه ففي الجاهلية كان من أنعم فتيان قريش عيشاً،وأرقهم حلة وكسوة،وأطيبهم مطعماً ومشرباً، وأبهاهم طلعة، وأروعهم شباباً، وأوسعهم يداً،
أما بعد إسلامه فقد أصابه من الشدة وضيق ذات اليد ما غير حتى لونه بعد ما أنهك جسده حتى كان ينظر إليه وعليه بردة ما تكاد تواريه وتستره، فيبكي صلى الله عليه وسلم لما كان يعرف من نعمته وما كان حاله.
ويروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان جالساً بقباء ومعه نفر من الصحابة فأتاهم مصعب فنكس القوم رؤوسهم استحياء لأن ثوبه المرقع لم يكن إلا ليستر عورته فسلم وردوا السلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يشير إلى مصعب00
"لقد رأيت هذا عند أبويه بمكة يكرمانه وينعمانه، وما فتى من قريش مثله ثم خرج ابتغاء مرضاة الله ونصرة رسوله". هجرته إلى الحبشة(رضي الله عنه):
نتيجة للظلم والاضطهاد الذي كان يكيله المشركون للفئة المسلمة القليلة العدد، وما يصيبهم من إيذاء وتعذيب وتسفيه وسجن ومطاردة، ضاق الأمر بالمسلمين ورأى رسول الله ما يصيب أصحابه من البلاء قال لهم: لو خرجتم إلى أرض الحبشة فإن بها ملكاً لا يظلم عنده أحد، وهي أرض صدق حتى يجعل الله لكم مخرجاً مما أنتم فيه، عندها خرج المسلمون متسللين سراً في رجب من السنة الخامسة من النبوة وكانوا أحد عشر رجلاً وأربع نسوة، ولم تمض إلا أشهر قليلة توالت إليهم الأخبار بأن المشركين قد هادنوا الإسلام وتركوا أهله أحراراً، وانعدم الإيذاء فعادوا، غير أن ما وجدوه غير ما سمعوه ولقوا من الأذى والتنكيل ما دفعهم إلى الهجرة ثانية،فأذن لهم الرسول بالهجرة، وكان عددهم في هذه المرة ثلاثة وثمانين رجلاً، وثماني عشرة امرأة،وكان مصعب واحداً من هؤلاء في المرتين صابراً محتسباً مرارة السفر وقسوة الغربة في سبيل هذا الدين الذي أصبح كل شيء من أجله رخيصاً.
للأهلية التي يمتاز بها مصعب اختاره رسول الله ليكون ممثلاً له في المدينة المنورة، ومعلماً للأنصار وداعية للإسلام في البلد الإسلامي الأول، فقام بهذه المهمة على أكمل وجه وأدى واجب الدعوة على أتم صورة، واستطاع بفضل الله أن يجعل أهل المدينة يخلعون جاهليتهم وجميع نزعاتهم وتصوراتهم فتبدل أمرهم حيث وقف الأوسي والخزرجي جنباً إلى جنب في نصرة الدين وبناء المجتمع الإسلامي الجديد ، ودخل الإسلام جميع بيوت الأنصار وأصبحت المدينة المنورة أكبر موطن لتجمع المسلمين.
حمل مصعب لواء المسلمين في بدر التي شهدها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم كان لواء المسلمين في يمينه يوم أُحد،واشتد سير المعركة، وتدافع المشركون نحو لواء المسلمين، وأقبل ابن قمشة فشد على مصعب فضرب يده اليمنى فقطعها فأخذ مصعب اللواء بيده اليسرى فضربه عليها وقطعها،فما كان من مصعب إلا أن ضم الراية بصدره وهو يهتف "وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل"، فحمل عليه اللعين بحربة أنفذها بجسده فابتدر اللواء أخوه أبو الروم وظل في يده حتى دخل به المدينة المنورة.
استشهد مصعب ولم يكن عليه سوى رداء إن غطوا به رأسه بانت قدماه، بعدما كان يعرفه أهل مكة من رائحة عطره عندما يخرج من بيته.. وهكذا هو الإسلام يفعل بأهله حيث يهون كل شيء في سبيله،وابتغاء وجه الله واتباع رسوله.
|
| |