22-09-07, 04:21 AM
|
المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو مؤسس وإداري سابق
| الرتبة: | | البيانات | التسجيل: | Apr 2007 | العضوية: | 206 | الاقامة: | الصين | الجنس: | ذكر | المواضيع: | 285 | الردود: | 3923 | جميع المشاركات: | 4,208 [+] | بمعدل : | 0.65 يوميا | تلقى » 2 اعجاب | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 70 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى :
مكتبة المجالس من وحي القرآن من وحي القرآن
ربما يجلس البعض منا في عيادة طبيب الأسنان انتظار لدوره أو في مكان مشابه ويجلس إلى جواره شخص آخر ،وقد يتحدث معه إلا انه يشعر أن هذا الشخص بعيداً عنه كل البعد برغم كونه قريب منه جداً من حيث المكان المادي .بينما ربما يكون هنالك إنسان آخر بعيداً عنه كثيرا من حيث المكان المادي وقد يكون بينهما البحار الواسعة والفيافي الشاسعة ومع هذا يشعر المرء بقربه منه رغم تلك المسافات التي تفصلهما عن بعضهما البعض بل أنه يشعر انه اقرب إليه من الشخص القابع أمامه يتحدث إليه.
تلك الحقيقة موجودة في عالمنا البشري وواقعنا المعاش في أرجاء كوكبنا المعمور بشتى أنواع المكونات المادية والمخلوقات المتباينة والتي تستقي مقومات وجودها من مكونات هذا الكوكب والذي بدوره يرتبط بمقومات كونية لا متناهية منظومة بدقة في ديناميكية الكون الشاسع وترابطه المتكامل .
أذاً فعوالم النظم الحية لها أبعاد ومسافات حقيقية ، لكنها تختلف عن العالم المادي في معاييرها و مسافاتها بل ومكوناتها وجغرافيتها أيضا.
وهذا هو الأهم ولأقيم والأسمى .
وهنا لابد لنا من أن نقف ونتدبر معنا قوله تعالى:_ {لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ} (المدثر:37) مما لاشك فيه أن المولى عز وجل لا يعني والله أعلم التقدم على ساحات الجغرافيا وعناصرها المادية الجامدة وإنما يقصد بها التقدم على صعيد جوهر العوالم الحية والذي تصعد وترتقي على مدارجه نواميس النفوس .
لقد أرسل البشر إلى الفضاء قبل أن يرسلوا الإنسان أرسلوا (كلبا) وقد عاد إليهم كلبا كما هو ومن ثم أرسلوا كائناً أرقى منه بمقاييس الذكاء وقد عاد كما هو أيضا ذهب قرداً وعاد نفسه وعلى طبيعته القديمة ولم يتغير في مداركه شيئا بقي على طبيعته السابقة.
بينما عاد الإنسان من الفضاء بمدارك أوسع وعلوما شتى أحرز من خلالها اختراق وتقدما يقترب فيه خطوات من تلك العوالم الحسية الحية (على الرغم من عودة بعض رواد الفضاء دون تلك المدارك وهم بهذا يمثلون التأخر وإنكار الحقائق المعنوية والدلائل الحية والحقائق الثابتة).
ومن هنا نتحقق من أن الإنسان على خلاف المخلوقات الفطرية الأخرى قد خلق بقابلية للارتحال والتنقل بين تلك الساحات الشاسعة في الملكوت الحي وأكوانه القدسية الفسيحة بمرونة لا يعلم حدودها الا الله بينما بقية المخلوقات الفطرية تسير في حالة نفسية ثابته معلومة المقام غير قادرة على الكثير من التنقل والتبديل .
وتلك ميزة الانسان الذي فضل على كثير من الخلق في قدرته على التمييز والارتقاء والتقدم والقرب من الخالق سبحانه وتعالى والاستدلال بنوره والاهتداء به لسمو والتقدم الإيماني على معارج الرحمة الإلهية.
يقول المولى عز وجل :- {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} (النور:35) اذا علينا أن نرتحل على ضوء ما نقرا ونستوعب من بحار العلم والمعرفة والمعاني الموحاة في مجسمات الكون والمتبلورة في خطاب المولى عز وجل في وحي القرآن.
ابوبندر
مصادر
القرآن الكريم
الكوكب الموطن
قراءات كونيه
التعديل الأخير تم بواسطة ابوبندر ; 22-09-07 الساعة 04:36 AM |
| |