14-04-07, 08:47 PM
|
المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو مؤسس وإداري سابق
| الرتبة: | | البيانات | التسجيل: | Apr 2007 | العضوية: | 206 | الاقامة: | الصين | الجنس: | ذكر | المواضيع: | 285 | الردود: | 3923 | جميع المشاركات: | 4,208 [+] | بمعدل : | 0.65 يوميا | تلقى » 2 اعجاب | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 70 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى :
مجلس أخبار الصحافة والإعلام الاعلاميات السعوديات ومجلس الشورى الشرق الاوسط
قالوا عن الإعلامية في مجلس الشورى السعودي؟!
فاق عدد طالبي المداخلة في الجلسة الثانية لمجلس الشورى السعودي بتاريخ 12 من الشهر الحالي، الثلاثين عضواً خلال مناقشة التقريرين السنويين لوزارة الثقافة والإعلام، وطبعاً، وبارتباط الموضوع بهذه الوزارة فهي الفرصة لانتقاد المرأة، وإن كان الأمر طال «معرض الكتاب» الأخير أيضاً وبنفس المضمون الاعتراضي، فبعض الأعضاء، وكما جاء في مداخلاتهم، يرون أن عمل المرأة في وسائل الإعلام لا لزوم له، فالعالم لا ينتظر منا إخراج نساء متبرجات، متسائلين عن الإنجاز في دخول المرأة كقارئة للأخبار تحاور الأجانب، مطالبين بإعلام «متميز»، وبدعوة وزير الثقافة والإعلام إلى المجلس لمناقشته في المخالفات الشرعية والنظامية. هذا مجمل ما جاء عن بعض الأعضاء.
ولنبدأ هنا بسؤال بسيط: هل تعد المرأة إنساناً؟ فإن كان الجواب نعم، فهي ليست مخلوقة بأقل حال من الرجل، ولنكتف بهذه الآيات المكرمة لها: «يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى.... لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم»، فمعيار التكريم عند الله هو العمل الصالح، وحين يقول عز وجل:«ضرب الله مثلاً للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط...»، و«وضرب الله مثلاً للذين آمنوا امرأة فرعون...»، نفهم أن المسألة عند الله ليست ذكورة أو أنوثة، ولا هي حيض يمنع من الصلاة والصوم فينتقص الدين، فالله أعظم من أن يجعل من شيء ابتدعه هو في المرأة لغايات حفظ النوع سبباً لتحقيرها ونقصان دينها أو عقلها، بل ويكفي إلماحيته تعالى الرائعة إلى قدر المرأة حين يضربها مثلاً للذين كفروا، وأيضاً للذين آمنوا من ذكور وإناث، فإذا كانت هذه مكانتنا نحن النساء لدى من أراد لنا الحياة، فكيف يأتي العبد ويستكثرها علينا! ثم لا يتردد في التلحّف بالدين وكأن القرآن يستعصى فهمه إلى هذا الحد.
روي عن ابن الأحوص أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: «النساء عورة فاحبسوهن في البيوت»، فهل يتفق هذا الكلام مع حديث «استوصوا بالنساء خيراً»، الذي أورده البخاري! إلا إذا كان الخير عند النبي هو السجن، حاشاه حبيبنا وشفيعنا من شبهنا يوماً بالقوارير، ولكنه مجرد مثل لما تمتلئ الكتب به وبغيره، ولو اتسع المجال لأوردنا من الآيات والأحاديث أمام كل حشو ما يكفل رده.
باختصار، تم تغليب الروح الذكورية في علاقة الفقه الإسلامي بالمرأة وفي نظرته إليها، حتى تحولت العادات العربية المتعلقة بها إلى دين، فما الذي يمنع خروج المرأة للعمل حتى وإن رآها الرجل! وهل خروجها ورؤية الناس لها بمن فيهم الرجال في الشارع، أمر يمكن السكوت عنه، ولكن حين تظهر على شاشة فيراها الرجال أنفسهم نتشدد في رأينا! ثم ما يقلق المرء أكثر أننا وفي كل خطوة نقطعها في طريق التقدم، وحتى بعد أن تثبت التجربة تطورها كمثل عمل المرأة السعودية الإعلامي، نسمع صوتاً يعيدنا إلى الوراء، ويجد من يؤيده، فهل من وطنية هي! أم من أسلمة! أم ماذا بالضبط! ومن الذي يقرر لزوم عمل المرأة الإعلامي من عدمه! وأين هي المخالفات الشرعية والنظامية! وإذا كان السؤال أين الإنجاز في محاورة المرأة للأجانب، وكأن المفروض أن تحاور محارمها، يكون الرد وأين الإنجاز في إلغاء وجودها أيضاً، ومن الذي أعاق توسعها في عملها أصلاً! ثم أين هو هذا التبرج! فلو أفردت لي الصحيفة مساحة لألحقت مقالي بصفحات تصنّف التبرج وتضعه في مكانه الصحيح، فكفانا لغطا، ولنكن أكثر نفعاً لديننا ونسأل أنفسنا: أيهما سيحاسبنا الله عليه أكثر، تقاعسنا عن العلم والعمل به لحاقاً بالركب أم الكحل المرسوم في العين؟ ولا أحسب إلا أن القيادة السعودية وعت الإجابة فآمنت بقدرة الرجل والمرأة معاً، فإن كانت هذه هي المخالفة النظامية التي قصدها الأعضاء، فمن الجائز أنهم لم يحسنوا القراءة من أول مرة، لأنهم لو فعلوا لما أصروا كثيراً على مناقشة الوزير، وهنا لي تساؤل آخر: لم نحن منقسمون فيما بيننا بهذا الشكل! وكأننا فريقان أو قل أكثر، هل من الصعب فعلاً أن نكون موحَدّّين! كم سيكسب الوطن حينها! ولو دققنا لوجدنا أن كل فريق يؤكد إيمانه بدينه وثقته بوطنه، فيأتي غيره ويخالفه وربما بنفس المبدأ! فمن يكون أحق الفريقين بالإتباع! إن قلت: من يكون في نهجه الخير والصالح العام، هل أكون موضوعية كفاية! وعليه: هل من مصلحة الوطن المضي، وفي عصر القوى العظمى، في النظر بعين حولاء والمشي بساق عرجاء! برجل من دون امرأة تبني معه! وهل إن حصلت تجاوزات، وهذا وارد في قانون الكون، يكون من الصحة والذكاء الحكم على التجربة بالفشل! لم سياسة الوأد ما زالت تسري في دمائنا إلى اليوم! ولا يبقى لنا ما نستخلصه مما يُتداول في مجلس الشورى وبالذات في شؤون المرأة، سوى ضرورة التركيز على أهمية وجود المرأة السعودية في هذا المجلس الموقر كعضو لها أحقيتها في الأخذ والرد، بتمثيل يشمل الشرائح المختلفة، والحجة بالحجة، ومن له اعتراض يقابله آخر وبمنطق.
إن الميراث الثقافي والفكري والروحي المتراكم داخل التراث الإسلامي، غالباً ما يغذي الحلم بوجود الإنسان المثالي الكامل، وبما أن الكمال لله وحده، فالأولى أن نكون أكثر تسامحاً مع النقص، وبدلاً من إنكاره، نحاول جاهدين دمج المتخيل المعقلن مع المتخيل الأسطوري، فالفكر العلمي يميل إلى اختزال الإنسان إلى عقل وطاقة، ولكننا كمسلمين لا نفصل الروح عنهما، فالتوازن هو المطلوب، وبذلك تطل المرأة على الشاشة باسم العصر، ويكون حضورها مراعيا للمسؤولية باسم الدين، أما أن نظل نحلم بالإنسان الكامل، ونحصره في الرجل، فهذا عبء يؤخر ويضخم صاحبه، حتى يظن في نفسه أنه المسؤول عن كل شيء، وقد يصل إلى سن القوانين التي تتماشى مع نظريته عن الكمال، كلمة في السياق: اعتزم عدد من العلماء والدعاة، فتح محلات للحلاقة بإعلان يشير إلى عدم حلق اللحى، والقصات «المحرمة»، كلمة بعد الأخيرة: إلى أين نحن ماضون!
منقول http://www.aawsat.com/leader.asp?sec...04&issue=10343
|
| |