06-09-07, 10:41 PM
|
المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | ::عضو فعال::
| الرتبة: | | البيانات | التسجيل: | Aug 2007 | العضوية: | 724 | المواضيع: | 14 | الردود: | 90 | جميع المشاركات: | 104 [+] | بمعدل : | 0.02 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 50 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى :
المجلس العام القنــــــاعـه وهي: من الاكتفاء من المال بقدر الحاجة والكفاف، وعدم والاهتمام فيما زاد عن ذلك.
وهي: صفة كريمة، تعرب عن عزة النفس، وشرف الوجدان وكرم الأخلاق.
وإليك بعض ما أثر عن فضائلها من النصوص:
قال الباقر: (من قنع بما رزقه الله فهو من أغنى الأغنياء) .
إنما صار القانع من أغنى الناس، لأن حقيقة الغنى هي: عدم الحاجة إلى الناس، والقانع راض ومكتف بما رزقه الله، لا يحتاج ولا يسأل سوى الله.
قيل: لما مات جالينوس وُجد في جيبه رقعة مكتوب فيهاما أكلته مقتصدا فلجسمك، وما تصدقت به فلروحك، وما خلفته فلغيرك، والمحسن حي وإن نقل إلى دار البلى، والمسيء ميت وإن بقي في دار الدنيا، والقناعة تستر الخلة، والتدبير يكثر القليل، وليس لابن آدم أنفع من التوكل على الله سبحانه) .
وشكى رجل إلى أبي عبد الله أنه يطلب فيصيب فلا يقنع، وتنازعه نفسه إلى ما هو أكثر منه، وقال: علمني شيئا أنتفع به. فقال أبو عبد الله: (إن كان ما يكفيك يغنيك، فأدنى ما فيها يغنيك، وإن كان ما يكفيك لا يغنيك، فكل ما فيها لا يغنيك) .
وقال الباقر: (إياك أن يطمح بصرك إلى من هو فوقك فكفى بما قال الله تعالى لنبيه(صلى الله عليه وآله وسلم )((ولا تعجبك أموالهم ولا أولادهم)) وقال: ((ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا))، فإن دخلك من ذلك شيء، فاذكر عيش رسول الله(صلى الله عليه وسلم )، فإنما كان قوته الشعير، وحلواه التمر، ووقوده السعف إذا وجده).
محاسن القناعة
للقناعة أهمية كبرى، وأثر بالغ في حياة الإنسان، وتحقيق رخائه النفسي والجسمي، فهي تحرره من عبودية المادة، واسترقاق الحرص والطمع، وعنائهما المرهق، وهوانهما المذل، وتنفخ فيه روح العزة، والكرامة، والإباء، والعفة، والترفع عن الدنايا، واستدرار عطف اللئام.
والقانع بالكفاف أسعد حياة، وأرخى بالا، وأكثر دعة واستقرارا، من الحريص المتفاني في سبيل أطماعه وحرصه، والذي لا ينفك عن القلق والمتاعب والهموم.
والقناعة بعد هذا تمد صاحبها بيقظة روحية، وبصيرة نافذة، وتحفزه على التأهب للآخرة، بالأعمال الصالحة، وتوفير بواعث السعادة فيها.
ومن طريف ما أثر عن القناعة:
أن الخليل بن أحمد الفراهيدي كان يقاسي الضر بين أخصاص البصرة، وأصحابه يقتسمون الرغائب بعلمه في النواحي.
ذكروا أن سليمان بن علي العباسي، وجه إليه من الأهواز لتأديب ولده، فأخرج الخليل إلى رسول سليمان خبزا يابسا، وقال: كل فما عندي غيره، وما دمت أجده فلا حاجة لي إلى سليمان. فقال الرسول: فما أبلغه. فقال:
أبلغ سليمان أني عنه في سعة وفي غنى غير أني لست ذا مال
والفقر في النفس لا في المال فاعرفه ومثل ذاك الغنى في النفس لا المال
فالرزق عن قدر لا العجز ينقصه ولا يزيدك فيه حول محتال .
وفي الكشكول (أنه ارسل عثمان بن عفان مع عبد له كيسا من الدراهم إلى أبي ذر وقال له: إن قبل هذا فأنت حر، فأتى الغلام بالكيس إلى أبي ذر، وألح في قبوله، فلم يقبل، فقال له: أقبله فإن فيه عتقي. فقال: نعم ولكن فيه رقي) .
(وكان ديوجانس الكلبي من أساطين حكماء اليونان، وكان متقشفا، زاهدا، لا يقتني شيئا، ولا يأوي إلى منزل، دعاه الإسكندر إلى مجلسه. فقال للرسول قل له: إن الذي منعك من المسير إلينا، هو الذي منعنا من المسير إليك، منعك استغناؤك عنا بسلطانك، ومنعني استغنائي عنك بقناعتي) .
وكتب المنصور العباسي إلى أبي عبد الله : لِمَ لا تغشانا كما يغشانا الناس؟ فأجابه: ليس لنا من الدنيا ما نخافك علية، ولا عندك من الآخرة ما نرجوك له، ولا أنت في نعمة فنهنيك بها، ولا في نقمة فنعزيك بها. فكتب المنصور: تصحبنا لتنصحنا. فقال أبو عبد الله: (من يطلب الدنيا لا ينصحك، ومن يطلب الآخرة لا يصحبك) .
وما أحلى قول أبي فراس الحمداني في القناعة:
إن الغني هو الغني بنفسه ولو أنه عار الناكب حاف *** ما كل ما فوق البسيطة كافيا فإذا قنعت فكل شيء كاف
منقوول .
التعديل الأخير تم بواسطة عبد المحسن بن هديب ; 06-09-07 الساعة 11:26 PM |
| |