مجموعة قصائد لعبدالله الغنام / فصحى

جــــــــــــــــــــف الـــــــــــــــزمــــــ ــــــــــــــان

في رثاء الوالد رحمه الله ( فصحى ) 1417هـ

"أبتاه ماذا قد يخط بناني"*=ويداي في القرطاس ترتجفان
هل لليراع يخط فيك قصيدتي=وصف الحقيقة؟ أم ترى لبياني؟
أم للشجون إذا ذكرتك وقفة؟=كي أستبين طلاسماً للساني
إني لأعجز أن أخط نظيمة=مما يثير مكامن الأحزان
أنى ذكرتك فالدموع هواملٌ=يبكي الغريب مرارة الحرمان
هل لليتيم إذا تكاثر بثه=منك العزاء برجعة التحنان
وإذا أحس بوحدةٍ مغلولة=أو كَلَّ جهداً بإلتماس مكان
أم للطيوف الآسرات مداركي=أن تستحيل حقيقة لعيان
كلفتُ نعي الراحلين بمحبسي=فيطول دهري كأننا صنوان
وكأنني والحزن فيّ سجية=طلل من الأطلال ليس بفاني
أبتاه إن غابت رؤاك عن الدنى=فلأنت كوني فيه يجري كياني
ولأنت في عيني جلال مهابة=قدسية الأرجاء والأركان
صرحٌ وأعظَمَ من بناه شموخه=حتى علا كالطود في البنيان
ولأنت رَوّحٌ في فؤادي طيب=أو ذكرياتي بغائر الوجدان
قد كنت في نهج الحياة رسالتي=سعيي لها أو أنها ميداني
واليوم مالي والحياة أُريتها=عبثاً بغيضاً سيره متواني
أبتاه لا تعتب على نضاحةٍ=هلت رسيل الدمع فيض تفاني
حزني عليك الدهر فرق مهجتي=سأضل لا أقوى على الكتمان
بي من فراقك يا ربيعي لوعةٌ=جفت بها نفسي فجف زماني
جف الزمان فلا يشي عن غاية=إذ جف قلبي ليس فيه أماني
يا قلبي الباكي تمهل ساعة=ماذا تبث لواعج الأشجان؟
أم أن قلبي شارد الخطو هنا=في التيه لا ياوي لعين مكاني
يا قلبي المجروح ما جرحي أنا=ماذا تُرى قد حل فيك جناني
هل غالك الألم الممزق ؟ أم ترى=ذا الموت إن جفت منى الولهان؟
أم ذا انكسار اليتم؟ أم وجد النوى؟=أم ذا سكون الذعر والإذعان؟
إني أرك وكل شيء هادر=في ثورة هوجاءكالوسنان
قد بت كالأطلال تبكي ناظراً=وتخر منها كبرةُ الأعيان
قصرٌ هوى قد كان شاهد عزةٍ=صالت عليه نوائب الأزمان
ما بال طرفك غارقاً بدموعه=معنى الأسى في مقلتيك معاني
تعطو إلى وادي الشجون مطأطأً=تجتر خلفك كوكبي وكياني
أرأيت في الوادي السحيق معاقلٌ=أم خفت مني ثورة البركان
أتظل تجفل لا تلين لخاطري؟=وأظل خلفك كالأسير أعاني؟
لله يانفس اليتيم تصبري=وزدي اصطبارا كالكفاح تفاني
لا تشتكي الشجو الحزين بلوعة=لا تشتكي من غدرة الأعوان
لا تشتكي إن ما تولت كبرة=وهوى الشموخ وجيء بالخذلان
لا تشتكي إن نافقت عين على=حال اليتيم بعبرة وحنان
ولترمقي الدهر العبوس ببسمة=وقوى الطموح تدب في شرياني
ولتسألي الله الرحيم بمنه=قولي معاذي ليس غيرك ثاني
يارب ياربي الكريم تفضلاً=هذا أبي فأرحمه يا دياني
وأجمع به شملي نظير تصبري=في جنة الفردوس غير مداني
لسنا بلا رحماك نأمل جمعنا=أنت المعاذ عن الفراق العاني

أبو عزام

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــ
* شطر البيت الأول : لهاشم الرفاعي

صــــــــــــــــــــــبر اً حــبــيـــــــــــــــبــ ة

[color=#000000] 30/1/1422هـ
الثلاثاء / عرعر ،المحمدية ( فصحى )

أخي فهد ..

عرّج على حيّيّ هناك في القصيم حيث الأرض أرضي والسماء سمائي ، إذا مررت به فكأن الأشجار ـ حباً ـ تمشي إزائي وكأن الأحجار نشوى لرؤيتي..

عرّج على حيّيّ الحبيب وأقراء عليه..
فلعله في شوقٍ لأغنياتي وسبحاتي...[/color]

عرّج على أرضي على أحيائي=أرض (القصيم) مصانع النبلاء
سلم على وطني الحبيب وقل له=مترنماً في أرضه بغنائي
:" ياموطني موتي هنا وليس في=أرض سواك أكون في الأحياء
إن انتمائي إلى ربوعك موطني=أرضي هناك وفيك سمك سمائي"
قل للربى في ربعه :"كم أجهشت=نفسي وكم جاهدت طول عنائي
وأصدق الأشجار النخيل وقل لها:="إني افتقدك في الشمال النائي
والله يعلم أن عيني أسبلت=دمعي لذكرك هل يفيد بكائي"
طُف في ربوع بالقصيم محملاً=شوقي تفيض بساح كل فنائي
وأقصد به (الأسياح) أرض صبابتي=شوقي لها شوقي إلى بدرائي
غيداء ماعرف الزمان بعقلها=في قلب أنثى جللت بحياء
فيها من السمت المحبب كبرة=لا تستخف ، بعيدة العلياء
حبي لها سر الحياة بقربها=وبنأيها الحب العميق شقائي
وتقول حبي بات يبدي واضحاً=شغفاً علي لو اكتست برداء
والكلُ لو شغف الغرام فؤاده=كالطهر لاح بوجهها الوضاء
والله مالوثت عفة طهرها=تأبى تقىً ، وأنا التقى كإبائي
يا حب يا طهر الحياة نعيمها=وجدي عليك هو الزعيم بدائي
تجري بنا الأيام يا حب على=قدر لنا لا ما أشا وتشائي
لا تنظري للدهر نظرة عابسٍ=وتجلدي ماعشت للأرزاء
يا حب صبراً رب يوم قادم=يأتي إليك كمسدي النعماء
ولرب يوم لا أكون شهدته=يأتي إليك محملاً بعزاء
ولرب ساعة وقفة من دهرنا=هجع الزمان بها بذات مساء
تلقي سنيّ العمر أثقالاً كما=قد أبدلت اشجاننا بهناء
كنّا بدنيانا خيالاً سارباً=طيف شريد تائه بفضاء
ما كنتِ إلا لوعةً محبوسةً=في خافقي محفوفة برجائي
ومعالم درست وأطلال هنا=مستوقفاتي تستحث رثائي
وأنا بعينكِ لو تكلفتِ العزاء=حلمٌ تبدد في خضم هباء
صبراً حبيبة ما أطقت تجلداً=فلرب يوم قادم بجلاء
صبراً حبيبة ما أطقت تسامياً=حاز الصبور الجلد حمد ثناءِ
صبراً حبيبة ثمَّ قلبي واله=وعزاءه منك انتظار وفاء
قد يجتمع شملٌ لنا إن كفكفت=ريح المنون معالم الأشياء
فلرب كأس من نعيم لم نذق=طافت به الولدان يوم جزاء
فا إلى اللقاء حبيبتي وإلى اللقاء=وإلى لقاء مسرة بلقاء

ابو عزام

صـــــــوت الشـــــــــــجن

27/3/1421هـ 29/6/2000م
الخميس / خصيبة

يأبي قد ملّ صبري=وأشتكى عزمي المحن
يا ربيعي ذلّ قلبي=من يداري الشجو من
لا تلمني في شكاتي=إن علا صوت الشجن
أبتغي العيش طليقاً=لا أسيراً للحزن
* * = * *
ليتني قد كنت نسياً=ليتني أنسى رؤاك
أين أمضي لا وجيهاً=إنما أقفو خطاك
قلبي الأشيب تسعى=تبتغي عهد صباك
لا إلى شئ هنا=إنما ربع هواك
* *= * *
قف لهذا الربع وأنظر=هل تراه في الحياه
ربعك المحبوب ثاويٍ=كضريح في الفلاه
حيث تسري لن تجده=أين تمضي لن تراه
جثم الموت عليه=هل من الموت نجاه؟
* *= * *
يا أبي لا لست طفلاً=يبتغي اللهو الطروب
يا أبي لا نرجسي الطبع=لا النفس لعوب
إنما قد شبّ قلبي=ثمّ والدنيا غروب
فإذا العيش ظلامٌ=صامت قفر الدروب
* *=* *
ويك إن القلب قبرٌ=ساكرٌ حتى هواه
ماثلٌ كالمومياء=جّفّ في حال الصلاه
من ليالٍ سادرات=نزعت منها الحياه
وطيوفٌ ساربات=وطلول ورفاه
* *=* *
أو جراحٌ غائرات=في فؤادي لا تطيب
من أمانيٍ عاثرات=وروىً ليست تغيب
ضاق ذرعي بالحياة=عشت فيها كالغريب
قلبي لا يقوى الثبات=هل لداعٍ من مجيب
* *=* *
قال لي وقع المنون=ليس للغيب أمان
إنما الغيب ظنون=مشبعٌ من كل شان
كل شيءٍ قد يكون=حرةٌ أيدي الزمان
كفكف الدمع الهتون=كل ما تلقاه فان
* *= * *
هكذا تمضي السنين=مثلما يخبو السنا
تمضي والقلب جنين=ساذج الخطو هنا
وَدَّ لو مس الكنين=في مجاهيل الأنا
لكن الغيب مكين=بغموضٍ لفنا

ابو عزام

خـطــــــــــرات
1/8/1422هـ 17/10/2001م
الأربعاء / حائل

إليك ...


إلى الرجل الذي أحب البذاذة في دنياه تواضعاً ورفعة..


إلى الذي عاش بين الملاء بجسده ومع البسطاء بروحه..


إلى كنف البؤساء ، والقلب المعطاء ، والوجه الوضاء ، والرأي المضاء..


إلى القلب البسام ذي الإيمان الهادئ.. شعلة الحياة التي خبت وأمة في رجل وقد مضت..


إلى رجل ما غره النعيم فكد كد البؤساء إخلاصاً وأمانة وسمواً إلى العلياء..


إلى الأخ الحبيب والرجل الغريب..


إلى الخليل الذي عاش وحده ومات وحده..


إلى عبد الرحمن بن صالح الحسن..


إليكم هاته الخطرات المرنمة على إيقاع الأنين.

نـمـضي وماضينا والدهر ممضينا=نـبـوء بـالـدهـر يـفنينا iتفانينا
نـمـضـي وليس لحيٍ ثم من سكنٍ=مـا مـن قـرار كأن العيش iقالينا
جَـلَّـت مـجـاهدةُ الأرزاء iكِبرتنا=حـتـى كـبـرنا قنوعاً عن آمانينا
كـأنـنـا ثـلـة فـي دهر iمسغبة=فـي أرض مـظـلمة نبكي لوادينا
الـكـد أرهـقـنـا عـزماً وأقلقنا=فـكـراً وتـشـبـعنا حزناً مآسينا
والـصـبـر تـلـبسنا اذاة مطلبه=سـمـت الـيـتيم ولكن غير iباكينا
وكـان مـاكـان مـن جَهد نغالبه=أحـلـى مـن الـشهد إذ أنتم بنادينا
والله مـا فضل صبري ثَمَّ أو جلدي=مـنـي ابـا صـالح بل إذ تعزينا
فـقـل بـربـك ماذا بعد يسعدني=مـا كـان يـسـعـدني إلا تآخينا
تـركتنا يا رفيق الدرب يا عضدي=فـالـحزن مصبحنا والغبن ممسينا
والـقـلـب من ألم جاث على وهن=جـف الـزمـان فلا شيء يواسينا
لـقـد قـنـعنا من الدنيا وزخرفها=حـتـى انتهى غيها فليس تغرينا
وقـد زهـدنـا عـن الآمال نطلبها=كـالـشـيـخ وألـمي إثرالثمانينا
أُخَـيّ أنـت تُرَى نفسي ولست أرى=إلا طـيـوفـاً لـكـم تبلى وتبلينا
نـاجـيـتـها واله وأشتد بي كلفي=لـعـلـهـا من كظيم الغيظ تنجينا
وهـل يـعـزي ولوعاً ذكر موطنه=فـي غـربة ليس فيها من يصافينا
الله الله يـا ذكـراً سـمـوتُ بـه=طـيـف عـلى خلدي حيّ ويحيينا
دنـيـاً مـن الخير قد كانت مجسدة=يـاأمـة قـد مـضت مكنت تمكينا
مثل الحضارات تمضي وهي صامتة=لا يـبـقـى منها سوى أذكار راثينا
ربـاه يـا أمـلـي فـي كل نائبة=يـا مـن عـليه أقيم الوزن والدينا
تـدري بـمـمتحن يدعوك منكسراً=بـالـروح مـخذولة بالقلب مسكينا
فـأرحـم تـضرعه فضلاً ومكرمة=إنـي شـفـيـع لديك رب المصلينا
إن كـان يـشفع لي جود الجوادأنا=فـأجـعـل خليلي الهي في النبيينا

ابو عزام

عطـــــــــــــــــــــــ ــــــاء
10/3/1420هـ 23/6/1999م
الأربعاء / وادي عنيزة

عطاء: مسلم باكستاني وسائق ناقلة أعلاف ، وكان ولي أمره لديه ثلاث نواقل أخرى.. وكنت أشرف على التحميل في ذلك الأثناء إذ كان الفصل صيفاً ، وبداء العمال التحميل على أظهر النواقل حوالي الخامسة عصراً من يوم الاثنين دون توقف حتى الحادية عشر ليلاً. وكانت ليلة مقمرة. ثم عاودوا العمل الساعة السادسة صباحاً دون توقف إلا للضرورات حتى الثانية عشر ليلاً. وقبيل أن نجتمع على العشاء تلك الليلة كنت جالساً إلى "عطاء" وولي أمره ، وكنا في لحظة سكون حينما قال عطاء: " لعمري لقد تعب العمال هذا اليوم". وكان يقولها بشفقة باكية ، ولعلها هي السبب الذي أزعج ولي أمره فالتفت إليه بجد كأنه من غيض يعضه وكأنه يزجره وهو يقول بما معناه :" المطالب يا عطاء تريد لشقاء". فصمت وعـــــــاد السكون.

أتأسى من تقلبهم ( عطاء )=على جمرٍ يوقده البلاء
رأيت الناس أكفاءً سواسي=فكنت الطود ليس به هواء
تريد حياتهم معنىً كريماً=كأصل الناس للعلياء سماء
تقول بعطف قلبٍ ذي حياة=" عن البأساء لو كان الكفاء"
فَجَدَّ العم إذ وافاه حقٌ=مزاج الجد غيض وازدراء
وقال:" العز لا يأتي تمني=وسعي الحي في الدنيا شقاء"
كلامٌ جلّ في المعنى ولكن=بلا الإحساس كدره الجفاء
فقل للعم يا ذا العقل مهلاً=أدون الحس في الجد الغناء
تعلم أن ترى للحي قدراً=فإن الناس في الدنيا iسواء
وأصغي السمع للأرزاء يوماً=وعظ ذا القلب إن خطب العناء
وقف عند المآسي باحترام=أديب السمت شيمتك الحياء
وقوفك والمآسي في خشوع=يرد القلب فطرته النقاء
وول شطر عمال تعابى=أتدري ما يعذبهم ( عطاء )
يعذبهم بهذا الجيل وكسٌ=وموت العدل إذ لا أنبياء
يغلُ الدين والناس الضحايا=ووعد النظم ينقصه الوفاء
بعهد الظلم والإقطاع هذا=زمان صال فيه الأدعياء
زمان جف فالأحياء فيه=جذوع النخل بلّدّها الفناء
غريبٌ أنت فيهم يا (عطاء)=أتبكي حين لاح لك البلاء
أتبكي أنت يا لك من جليلٍ=فأنت الحي جللك الحياء

أبو عزام

صـــــــــــــــــــــداع
2/1422هـ
عرعر

تعس الطب وتبا=كل من فينا أستطبا
كل من زمجر صابٍ=قائلاً مُكنت طبا
لا يزال الطب طفلاً=لا أراه اليوم شبا
**= * *
إنني أشكو صداعاً=نازفاً خلف العيون
وعلى الأجناب منها=ماله ثَمَّ سكون
كصداع الخمر فيما=يشتكي أهل iiالمجون
**=* *
وعظامي واهناتٌ=أعظامي في iiخشوع
كلما أجهدت نفـ=ـسي ارتعشت رعشة جوع
أتعبت فكري المعاني=أحرقتني كالشموع
**=* *
إنه إجهاد فكري=كيف لم يدرِ الطبيب
إن قلبي ضمن جسمي=يشقى يوماً ويطيب
يا طبيب البطن هلا=كان للعقل نصيب
**= * *
إنه إجهاد فكري=له من نفسي جهاد
إنه ضغط عنيف=جاثم فوق الفؤاد
ودواه يا طبيبي=بلسم النفس سعاد

أبو عزام

[color=#000000]ظــــــــلال علــــى الأطـــــــــــــــلال

1421هـ / حائل

بلغت إلي قصيدة "مناجاة النجم والقمر" ، لشاعرها " فهد الحمد " ، وحازت على بالغ إعجابي إلا ما لمسته منها من تناقض الشاعرية حيث لمز بها من يشكو بون الحبيبة أو يبكي على الأطلال على حين بلغت تلك المقطوعة من الشاعرية ما يثير البكاء ، ومنها يقول:[/color]

أناجي النجم والبدر الأتم=وأشكو للحمائم ما أهم
ولو أني علمت هنا خليلاً=لما ناجيت لي صخراً أصم

.........................

وما أشكو من الغيداء هجراً=ولا من ناعس الألحاظ سهما
ولا أبكي على طللٍ محيلٍ=ولست على الديار ديار سلمى
ولكني أمرء بديار iغرب=وما ألفيت ثم أباً وأما.. الخ

.......................






[color=#000000]وعلى هذا كتبت إليه موكداً أن هذه المقطوعة الرائعة لم تكن عندي عينة للنقد ، وكيف بلغت من إعجابي مبلغاً جليلاً ، وأني أحب أن أبين التناقض الذي ورد بها ، وأن اهتمامي من منطلق احترامي للأدب الراقي الذي تمثله وتسمو به القصيدة أعلاه.[/color]







وعلى الأطـــــــــــــــلال ظلال

أتـشـكـو لـلـنوائح ما ألم=بـلـطـفٍ ناشئ كالورد كما
وتـعـذل من بكى لفراق غيدا=وتـمـضـي باكياً تشتاق أما
وتـلـمز من بكى طللاً قديماً=وأنـت تـناجي الصخر الأصم
أتـعـذل رقـةً وتـذوب لطفاً=وتـلـمـز سادراً وتعيش حلما
وتـمـضي واعظاً كالدهر فينا=تـعـنـف آثماً وتصيب جرما
وتـشكو الهم والإحساس راقٍ=تـنـاجـي النجم والأقمار ثمّ
أفـق لا الـنجم يسمع إذ تنادي=ولا الـلـيل يراك الليل أعمى
ولا الأطـلال تبكي من رائها=دوارس أو بـكـى عـلماً أشم
هـو الإحساس بث بنا حياةً=ويـخـلع للجماد الميت أسمى
فـلـن تبكي لمعنى بل ظلال=وظـل الـشيء بالإيحاء عما
فـقـف بالحس إن وافيت حياً=يـبث الشجو أو يشكوك ظلما
تـطـلّـع لـلشعور بكل نفسٍ=سـتـجزيك الحياة بذاك علما
ويـجـزيك الإلـه غذاء روحٍ=لـروحك إن شكت للجوع كلما
ولـسـت بـواجدٍ خلاً صفياً=فـكـن ذا عـالـمٍ رحبٍ ملما
تـعـزى فـي الحياة بكل حق=ورحماً في طريق الحي رحما
سـتـرتـد الحياة بعمق ذكرى=وتمضي الناس كالأطياف رغما
فـكـم حِبٍ تقاصى عن محبٍ=وكـم مـن شاكيٍ بالدهر يتما
وسـمت الدهر لا يلوي عليهم=ولا يـحـفل لجرحٍ فيك يدمى
فـكـن يـافهد صباراً شكوراً=وخـذ بـالعفو أسلم تلقى سلما

أبو عزام

تبـــــــــــــــاً للصباح

هريقي من فؤادي كأس راح=ومدي الليل تباً للصباح
ومدي البؤس جراراً طويلاً=جحافله تدك بكل ناح
وسفعاً بالنواصي لا تبالي=وزيد الحزن في كل النواحي
وغني والمصائب كالسكارى=تراقصن على تلك الجراح
فإني قد بلوت اليوم نفسي=فإذ بالعزم مكبوح الجماح
تعودنا اذاة الصبر حتى=كأن القلب مكسور الجناح
وإن كانت مجاهدة المآسي=مساجلة بميدان الكفاح
ولكني غدوت اليوم شيخاً=بقلب لا يساق إلى رواح

أبو عزام

لـــــــــولاك

6/3/1422هـ
طريق القصيم من عرعر


هذه المقطوعة إثر عتاب من الأخ الكريم :د.عبد الرحمن بن صالح الحسن ، على شيء لا أحب الخوض فيه وقد مضى بعلاته وجُلِيّ اللبس عنه في غضون أسبوعه . وكان الأمر محض التباس.

تعنفني وتجبهني عتاباً=وأرضى من عتابك ما أطيقُ
فيا دكتور هل أكبرت مني=وحالت كالشياه لديك نوق
فإني قد تعاضم ثمّ عندي=من المعروف كالغيث، البريق
وأدنى العرف عندي ليس هدراً=فإن الحر للعرف رقيق
أتدري أن دربي اليوم صعب=ولولاكم لما سهل الطريق
سأحمل ما حييت بطي قلبي=لكم حباً وإن فض الفريق
فحبيكم بذات الله إولى=وأخرى النفس للحب تشوق
أحبك منك خالجني سرور=تقول الروح أو قال الخفوق
أعذني من جفائك لست ألقى=بأخدودٍ لإيماني حريق
وهبني يا رعاك الله صبراً=وليس الند للحسنى يعوق

أبو عزام

هــنـــــــــــــــــــــ ـــــا

20/3/1422هـ 12/6/2001م
الثلثاء / عرعر ، المحمدية

هنا ضجت ودوت بالليالي=رياح البؤس كفكفت العوالي
هنا الإعصار جبار قوي=يحوم على الصنادق في الشمال
هنا الأيتام قد باتوا جياعاً=هنا غيدٌ تعف عن السؤال
هنا البؤساء إذ ترثي زماناً=كما ترثي صويحبة العيال
هنا الضعفاء لا يدرون عدلاً=ولا يدرون أن العدل عالي
ولا أن النفوس له استحقت=فكل الناس أهلاً للمعالي
بجهل لم يُرَجّوّ غير خبز=فما يشكون غير البطن خالي
أغانم لو رأيت البؤس فيهم=سكارى ياصديق ولا أغالي
وأسرى الذل لا قيد ولكن=بسمت النفس لا حد النصال
وجَهَد البؤس ظلم من غني=كما قال المصدق في المقال
فصبراً يا أُهيل البؤس صبراً=وما صبر التقيّ بمستطال

والمقطوعة التالية في ذات الموضوع وأثناء ذات التاريخ ولكن عن رجل وهب الغنى بعد الفقر والسعة بعد الضيق فطغى وبغى وتنكر للفضل الذي أوتي فمضى عن وسط نشاء فيه وطبقة انحدر منها.

لقد جاءتك باليمن الليالي=فكن شيخاً بهم أو كن معالي
وغرد ما طربت على قبور=وصوت للمنى في كل حال
لم يا شيخ لا تختال تيهاً=وهذا الكون يرقص بالدلال
لم لا ترتشف من ماء عدن=ألم تسأم من الماء الزلال
وقل فلتبني يا هامان صرحاً=لعلي أنتهي نحو الأعالي
ولا تحفل من البؤساء كلا=ولا ترثي لصاحبة العيال
ولا أهل الصنادق إن شكتنا=سمومَ الصيف أو ريح الشمال
ولا الأيتام إن باتوا جياعاً=ولا غيد تعف عن السؤال
ولا تسمع هزيم الجوع فيهم=وتباً غير نفسك لا تبالي
وقل مالي وليس له زكاةً=أسقط الناس شاركني بمالي
أنا فرعون موسى في مراسٍ=أنا قارون من مثلي يغالي
سيُجلى الدهر وا أسفي وشيكاً=وما صبر التقي بمستطال
وتمضي أنت يا نمرود فرداً=كما يمضي الحسير إلى الزوال
ستمضي خالياً كالناس عارٍ=وعند الله مجتمع الخوال

أبو عزام