نحن والجيل الجديد
10 / 8 / 1428هـ
( تمت تسمية هذه المقطوعة من قبل أخي القدير الجليل / منصور الطهيمي ، حفظه الله ورعاه)
مالرسالة التي يقدمها الإنسان في الحياة ؟
وأي بذل تنتظر منا الحياة ؟
وأي عطاء مجيد.. ؟
بل أي ذخر تليد.. ؟
يريده منا ذاك الجيل الجديد ؟
عذراً أيها الجيل القادم
لا تسألنا لما أوصلنا الحياة إلى هذا الدرك الهابط ؟
لما نكن ندري أنها أمانه ، كنا نعتقد أنها ملك لنا.
لا تسأل لما لم نهدي لك الحكمة ؟ ولا تقل أنك لم تلمسها في حقبتنا ؟ ولا تقل أنا لم نحاول ؟
لا تقل ذلك ، عذراً منك للآباء ، وصفحاً منك عن الأشقياء ، وشموخاً منك عن التنقيب في مواطن الغباء..
لا تقل لما تلك المفاهيم البالية ؟ ولما ذلك الشذوذ عن الإنسانية ؟ ولماذا عم الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الجيل الغابر ؟
ولا تقل لما هلك الناس ، وكثر فينا القتل والعنف ، واستشرت فينا الجريمة.
وكأنه لم يكن فينا رجلٌ رشيد.
لا تسأل عن ذاك ، بل نرجوك أن تستر عثرات هذا الجيل ، وأن تبداء من الصفر ، ومن حيث فشلنا ، وأن تنجح كما لم ننجح .
وأنظر إلى الجانب المضيء..
نعم خلفنا لك تركة من الفشل ، ولم نترك لك شيئا من النجاح يستحق إحترام الإنسانية.
ولكنها تركة من الحكمة تركناها لك ... أتدري كيف؟؟؟؟
لأننا علمناك معنى أن تكون فاشلاً ، وتبعات ذالك الفشل على جيل كامل ، بل على الحياة بأسرها ، وهديناك من حيث أخفقنا إلى ضرورة النجاح وضراوة الفشل.
فعذراً .. ونقولها لك من الصميم .
لم يكن لنا دور يذكر ، أو كنا مستضعفين في الأرض ؟، أم غلبت علينا شِقّوتنا ؟ أم أنها سُنة الأولين ؟ فهكذا وجدنا أبائنا على ملة ومضينا على آثارهم مقتفين.
عذراً يا هذا الجيل الجديد
لم نكن متفرجين ، كنا فاعلين ، ولكن كنا نظن أننا نحسن الصنع ونمضى على هدي دليل ، ولم نكن ندري أنّا بهذا ألقينا الحياة بالهاوية ، وسلمناها لك واهية بالية.
لم نعلم أنا كنا نزيدها بؤساً وشقاءً وشذوذاً عن الهدى.
لم نكن نعلم .
كنا نخوض في صخب الحياة ، ولم يستوقفنا أحد ليقول : إلى أين تمضون ؟ بل أنى تأفكون ؟ وبأي كتاب تدرسون ؟
عذراً أيها الجيل المخذول..
عذراً إذا خذلناك ، فما ظلمناك ، ولكن كنا لأنفسنا ظالمين .
فعذراً أيها الجيل..
دعنا للندم ولات حين مندم .
واصفح الصفح الجميل..
دعنا ودعك منا فنحن التاريخ الماضي وأنت المستقبل الواعد .
وأحمل ما حٌمّلّتَ من تراث وسر على هديه إلى مجد تليد ونجاح مجيد.
فخلفك جيل قد لا يعذرك كما عذرتنا.
وحياة يجب أن تستقيم لك ولذلك الجيل من وراءك .
يجب أن تستقيم
يجب أن تستقيم الحياة ، كلمة تصوت بها الأجيال الغابرة على مسامعك وتطالبك بها الأجيال القادمة.
فسر على بركة الله ، وبحفظ الله ، وعلى هديٍ من الله
والله يحفظك ويرعاك
كتبه جيل غابر إلى جيل وليد
عبدالله بن غنام
ابو عزام