الأهوال
في شرح
الأمثال
تُضرَبُ الأمثالَ ولا تُقاسْ :
الأمثال هي عبارات تضرب في حوادث مشابهة للحوادث الاصلية التي جاءت فيها ، وهي تعبير عما تزخر به النفس البشرية من علم وخبرة وحقائق واقعية بعيدة كل البعد عن الوهم والخيال . إن الأمثال في كل أمة هي خلاصة تجاربهم ومحصولهم وخبرتهم .
تتميز الأمثال عن سائر الكلام بالإيجاز ولطف الكناية وجمال البلاغة ، ولا تتغير بل تجري كما جاءت على الألسنة وإن خالفت النحو وقواعد التصريف . كما يجوز فيها من الحذف والضرورات ما لا يجوز في سائر الكلام .
وتتصف بعض الأمثال بأنها خالية من الفن والبيان ، ومرجع هذا الى أنها تجري في لغة التخاطب وأحاديث الناس اليومية العادية .
والأصل في الأمثال أن لا تكون مصقولة ولا مصنوعة ، لأنها من لغة الشعب ، وقلما نمق الشعب في لغته .
وبالإضافة الى عامة الناس فإن الفئة الأكثر ثقافة ً وعلماً وتأثيرا ً تصدرالأمثال أيضاً ، وهذا مصدر الاختلاط فبينما نجد أمثالاً غير مصقولة نجد اخرى تفنن أصحابها في صوغها وإخراجها في اسلوب فني بليغ .
يقول الفارابي عن الأمثال انها أبلغ من الحكمة ، ويقول ابن المقفع إنها أنق للسمع ، بينما يقول النظام إنها نهاية البلاغة لما تشتمل عليه من حسن التشبيه وجودة الكناية .
وقليل من الأمثال ما هو مبهم وغامض بيد أن أكثرها واضحة ، بينة ، يسهل تداولها واستخدامها على الرغم من إختلاف المستوى التعليمي والثقافي للناس.