علمّني رسول السماء بخبر من السماء ، أن السماء تقبلني بمثالبي ومناقبي...
لأن مثالبي تصنع مناقبي...
وعلمّني رسول السماء أن السماء تفرح كلما تمخضت مناقبي عن مبداء جديد متين وصفة حسنة...
وعلمّني رسول السماء بأني أحملُ النفس الأمارة كما أحملُ النفس اللوامة ، فلا تضاد وإنما تكامل
، وأن حملي للمتناقضات هو لبلوغ الكمال ، وقد كَمُلَ من الرجال كثير وكَمُلَ من النساء أربع...
وعلمّني رسول السماء أن السماء تراقبني عن كثب ، وتحفظني عن عطب ، وأن نجاحاتي
ومناقبي تذكرُ في ملأ في السماء.
وعلمّني رسول السماء أن لا أجزع من الفشل ما دمت قد بذلت الجهد الجاد ؛ لأن السماء
لا تحاسبني على النتائج وإنما على طبيعة وكيفية العمل...
وعلمّني رسول السماء أن أؤمن بأن السماء حاضرة في كل شيء ، وأني لا أعمل وحدي
، فلم تتركني السماء بلا مراقبة ولا رعاية ولا سند...
وعلمّني رسول السماء بأن لا أنتظر السند من غير السماء وأن لا أستجدي غير السماء
وأن لا أتطلّع لغير السماء...
وعلمّني رسول السماء بأني سأشهد مسرحية من فصلين ، الدنيا فيها فصلٌ واحد وليست
الفصل الأخير...
وعلمّني رسول السماء أن أستعد لكل شيء في الفصل الأول ؛ فالإحتمالات فيه مفتوحة
فكل شيء قد يكون وقد اتعرض لأي شيء (مادامت العبرة ليست بالنتائج ، وإنما بطبيعة
وكيفية تفاعلي مع ما يجري حولي ) ...
وعلمّني رسول السماء بأن لا أحزن على ما فاتني وأن لا أفرح بما حققت وبلغت ، مادامت
الإحتمالات لم تنتهي والفصل الأول لم يزل ...
وعلمّني رسول السماء أن لا أبالي إن كنت في المقدمة أو كنت في الساقة ؛ لأنها من النتائج
وأنا مسئول عن طبيعة وكيفية العمل لا النتائج ...
وعلمّني رسول السماء أن أكون رسولاً للسلام فلا أبغي علواً في الأرض ولا أكون جباراً
شقياً....
وعلمّني رسول السماء أن الصبر من عزم الأمور ، وأن أقف بكل شموخ وقوة لتلقي الإحتمالات
وأن هذا هو أخذ الكتاب بقوة ...
وعلمّني رسول السماء أنه في أثناء هذه الملحمة ثمة جمهور في السماء يستغفر لي أن زللت
ويبارك لي أن نجحت ، ويرجو بكل إخلاص أن أفوز...
هكذا علمّني رسول السماء
(إهداء خاص لبندر النغيمش مع التحية)
عبدالله بن غنام الفريدي
ابو عزام
28 / 7 / 1428هـ