28-07-07, 09:36 PM
|
المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو مؤسس و اداري سابق
| الرتبة: | | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | Mar 2007 | العضوية: | 16 | الاقامة: | مجــالس الفــردة | المواضيع: | 237 | الردود: | 2689 | جميع المشاركات: | 2,926 [+] | بمعدل : | 0.45 يوميا | تلقى » 7 اعجاب | ارسل » 12 اعجاب | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 120 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى :
مكتبة المجالس في طريق الدعوة ثمة حقيقة واقعة ينبغي الاعتقاد بها إبتداً وهي أن في المجتمع المحيط بكل شخص منا صنفين من الناس صنف بلغ مرحلة النضوج والاتزان وصنف قصرت به الحال دون ذلك إما لصغر السن أو لعدم تلقي التوجيه الصحيح إبتداً ، ومتى بث التوجيه الصحيح بأسلوب الإرشاد الأمثل بلغ هذا الصنف مرحلة النضوج ؛ والتقدم في العمر ليس عائقا ً دون ذلك ولا المنزلة الاجتماعية شريطة قناعة المتلقي بجدوى التغيير .
والذي قد بلغ مرحلة النضوج يعاني في التعامل مع غير الناضج أشد الأذى وأبلغه ما لم يعرف طريقة يوجه فيها هذا الهائم ويسوقه ويهديه – على الحق وإلى الحق - وما لم يعرف طريقة مثلى لتوجيهه وهدايته فليس إلا التصادم والتضاد – معه - مراهنة على الاحتمالات ، وهذا ما لا ينبغي .
والجدير بالشخص الناضج إن يرقى بنفسه عن وازع الهوى إلى متطلبات الحكمة فيلتفت إلى التركيز بالجهد على بث التوجيه الصحيح بأسلوب الإرشاد الأمثل . وأن يكون كالطبيب الذي يداوي الجراح لا السفاح الذي يدحرج الرؤؤس مستخفا ً بقيم الحياة مصادرا ً للرأي الآخر فما الرأي إلا ما يرى إذ هو الملهم على درب الرشاد. فينصب نفسه – بذلك - إله يرى لهذا – من الناس - حق الحياة وهذا وجوب الموت وفئة تستحق الكرامة وجموع ما خلقت إلا للإهانة ؛ والذي ينظر هذه النظرة لم يبلغ مرحلة النضوج أبداً فهذه القواعد لا تبنى عليها التربية السليمة .
أنى يصرف الناس ؟؟!! ألا يعلمون أن الأنانية لا تداوى بالحقد وأن الجشع لا يقابل بمصادرة الأموال. فليصرخ المريض وليهذي وليضرب الجدار برأسه فهل يؤاخذه الطبيب ؟!! أيجزع الطبيب ممن هو شبه غائب عن الوعي ؟!! والطبيب ذو هذه الحال أيستحق منزلة الطبيب ؟!! أيستحق الاحترام أصلا ً ؟!!
لابد من البصيرة وبعد النظر لابد أن يتخلص المربي من الجواذب والأوهاق التي ترسب به إلى الأرض مادام يريد الخلوص إلى السماء لابد من الاستعلاء لا التعالي ولابد من الأناة والسماحة والصبر في أثناء العلاج .
وعلى الشخص المبتلى بالأذى من الناس – عموماً – أن يسأل نفسه ألست من النفوس الطيبة ؟؟ أوا لست من أهل الخير لا الشر؟؟.
ومادام الجواب بالإيجاب فليعلم أنه في دار البلاء كل شي فيها تحدي واختبار أن لم يكن من الناس أو ذوي القربى فمن الأقرب منهم ولاشك وأن لم يكن فمن نفسك ، ثم أن وعيك الناضج هذا بصيرة وعقل ، والعقل مناط التكليف ومحمل الأمانة وموقع المسؤولية ؛ مسؤولية الدعوة والإرشاد وبيان الحق وتفنيد الباطل ، أليس الناضج يرى الحق بالفكر النافذ والنظر البصير فحق الناس إذاً أن يبينه لهم ويهديهم إليه وحق الله كذلك بل هو ميثاق الله مع العلماء وعموم أهل الحق المهتدين .
( َإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاء ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ) (آل عمران : 187 )
ولكي يكون العلاج ناجعا ً عليك أن تعرف أن المريض ( غير الناضج ) ينظر إلى الصحيح بإحدى نظرتين ، إما أن ينظر إليه منتظرا ً المساعدة ومتأملا ً المعاضدة والمساندة ، أو أن ينظر إليه بحسد وكراهية وبغض لمجرد أنه أفضل منه لا أكثر، أو لأنه كان ينتظر منه المساعدة فلم يفعل.
وبرأيي أنك إن نظرت هذه النظرة إلى المرضى في محيطك فستكون قد ارتقيت بنفسك إلى رتبة المربي البصير أولا ، ًوعن المشاحنة والمباغضة والمساجلة في هذا الدرك ثانيا ً.
ثم إن هذا ما يلزمك به منطق الحكمة فلا تستطيع أن تصل إلى الحكم السليم في قضية ما لم تكن فيها الحكم الحيادي.. لا طرفا ً فاعلا ً يتضرر ويضر.
وإن أردت معرفة العلاج حدد أولا ًعلة المريض لا غايتك ؛ فإن كان المريض من أصحاب النظرة الأولى فالحل سهل وبسيط ؛ فمجرد المساعدة المعنوية والتبصير الفكري والتذكير بالحكمة والإرشاد والتوجيه كفيل بعلاجه - على مراحل – فعلاج أمراض من هذا النوع يحتاج إلى وقت طويل ولكن الجهد بسيط إذا أستننت بسنة مقننة ثابتة مع هذا الصنف من الناس ، ثم اترك النتيجة ما دام الوقت .
أما إذا كان المريض من أصحاب النظرة الثانية نظرة الحسد والكراهية فقد تكون لأنه كان ينتظر منك المساعدة فلم تقدمها والحل أن تدرجه ضمن الصنف الأول بعد التهيئة.
والحاسد أيا ً كان وازعه إن كان حبا ً في ذاته وغطرسة وكبرا ً أو نقصا ً في معنوياته أو غيرة وطمعا ً فالحل أن تقتل عنده هذا الوازع الشيطاني كما يفعل الأطباء بعلاج مدمن المخدرات بأن يعطوه كمية أقل مما كان يتعاطى ثم أقل فأقل حتى العدم هذا مع استمرار نفس علاج الصنف الأول.
وأعلم أن كل هذا غير مجدي بتاتا ً وينهار حتى القواعد إذا مرت عليك لحظة رأيت نفسك فيها طرفأ ً ثانياً فاعلا ً يضر ويتضرر .. حين تحسب لمشاعرك حساب .. حين تنسى أنك الطبيب المداوي وتؤاخذ المريض على الهذيان .. حين تسأل ماذا خسرت ولا ترى ماذا كسبت سينهار كل هذا حتى القواعد.
والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد
عبدالله بن غنام الفريدي
|
| |